الخميس 16 مايو 2024

«لدى بناء سور الصين» لكافكا.. ترجمة جديدة عن منشورات الجمل

غلاف العمل

ثقافة20-8-2023 | 21:51

عبدالرحمن عبيد

صدر حديثًا عن منشورات الجمل الطبعة العربية من كتاب "لدى بناء سور الصين.. وكتابات أخرى من التركة الأدبية" للأديب التشيكي "فرانتس كافكا"، وهو عبارة عن ثماني كراسات بالإضافة إلى شذرات -قصاصات- أخرى، نقلها إلى العربية عن النسخة الأصلية المكتوبة بخط "كافكا" نفسه، أحمد فاروق.

قال أحمد فاروق، مترجم العمل: "في الفترة ما بين عامي 1917 و1919، كتب كافكا في ثماني كراسات مدرسية، وبالقلم الرصاص، تدوينات ذات طابع شذري، لم تُنشر في حياته، و بعد وفاته، قرَّر صديقه ماكس برود عدم نشرها ضمن “اليوميات“، واختار بعضها وأعطى لها عناوين ونشرها ضمن تركته الأدبية. كما أنه قدَّم الكراسات الثماني في ترتيب مغاير ومقتضب. لاحقًا، نشر محققون الكراسات، مع صور زنكوغرافية للأصل، بترتيبها الأصلي. ونُشرت كذلك بترتيبها في طبعة نقدية ضمن أعمال كافكا الكاملة. 

كتب كافكا هذه التدوينات بعد اكتشافه لإصابته بالسل، وإدراكه أنه اقترب من الموت، وذلك بالتزامن مع أحداث الحرب العالمية الأولى التي تركت أثرها أيضًا في كتاباته.

تتضمن هذه الكراسات شذرات تأملية وجودية حول الخير والشر، والقصص التوراتية عن التفاحة والحية والطرد من الجنة، «قام كافكا بنقل هذه الشذرات وتدوينها مرقمة في أوراق مستقلة». كما تتضمن أيضًا محاولات مختلفة لكتابة نصوص أصبحت معروفة مثل “بنات آوى وعرب” و“عند بناء سور الصين العظيم” و“الصياد غراكوس“. إضافة إلى نصوص قصيرة من وحي الحرب، وتأملات ذاتيه، وقصص غرائبية طريفة".

فرانتس كاقكا

جاء على غلاف العمل: "إننا من منظور العين ذات الوصمة الدنيوية، في وضع راكبي القطار الذين ينقلب بهم القطار داخل نفق طويل، وتحديدًا في موضع لا تعود رؤية ضوء بداية النفق ممكنة فيه، ولكن ضوء نهايته يبدو ضعيفًا جدًا بحيث تسعى العين دائمًا لتتبعه ودائمًا ما تفقده، رغم أنه لا البداية والناهية أكيدتان".

كراسات كافكا الثماني هي وثيقة مهمة على مرحلة حاسمة في عَلاقته بالكتابة والحياة، ورغم طبيعتها الشَّذَرية فقد كانت الأساس لمجموعته "طبيب الأرياف" التي نُشرت في حياته، وأيضًا لتأملات وجودية تكثفت في صورة شذرات بعد اكتشاف إصابته بالسُّل ودنوه من الموت. ونحن نقدم هنا ترجمة لنصوص الكراسات وفقًا لترتيبها الأصلي وليس في الصورة المُختزلة التي قدَّمها بها ماكس برود في مسعى منه لتقديم نصوص مُتماسكة وذات مغزى. ومع اقتراب الذكرى المئوية لوفاة صاحب "التحوَّل" سيكون مواتيًا الاطلاع على هذه النصوص البِكر وعلى ورشة الكتابة لدى الكتاب الذي يقول عنه الناقد ميشائيل مار: «في كل مرةٍ يَقرأ المرءُ فيها كافكا ويُصبح أسيرًا لنثره الذي لا يُضاهى في قوة تعبيره ونقائه، تلحُّ عليه شكوك جديدة ومختلفة تمامًا. ربما لم يكن هذا الرجل لغزًا ولا سرًّا، إنما كان معجزة».

جدير بالذكر أن فرانتس كافكا أديب تشيكي ولد في براغ 3 من يوليو عام 1883، وعرف بكتاباته السوداوية ذات الطابع العبثي، مثل: "المتحوِّل، المحاكمة،" وغيرها من الكتابات الروائية والنثرية، بالإضافة إلى رسائله إلى حبيبته ميلينا، تُوفي كافكا، يوم 3 من يونيو عام 1924 عن عمر ناهز 41 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مرض السًّل، وكان لصديقه ماكس برود الفضل في اشتهاره بعد موته، ذلك لأن كافكا نفسه أوصى برود بحرق أعماله التي لم تنشر، إلا أن الآخير قام بنشرها كلها.

ماكس برود

يذكر أن مترجم العمل أحمد فاروق وُلد بمحافظة الجيزة بمصر عام 1971، تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم التحق بقسم الترجمة في كلية علوم اللغة والثقافة التطبيقية بجامعة ماينتس في ألمانيا، يعمل منذ عام 2003 محررًا بالقسم العربي في إذاعة وتلفزيون دويتشه فيله "DW" في بون وبرلين، يقوم منذ عدة سنوات مترجمة ومراجعة لمجلة "فكر وفن" الصادرة عن معهد غوته، من ترجماته عن الألمانية روايتا "سنوات الكلاب" لغونتر غراس و"ليبيديسي" لغيورغ كلاين، ومقالات نقدية لميشائيل مار بعنوان "فهود في المعبد".

أحمد فاروق