أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه لم يعد لدى أوكرانيا مزيد من الفرص لاسترداد الأراضي التي بسطت القوات الروسية السيطرة عليها في بداية العملية الروسية الخاصة التي شنتها موسكو في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأشارت كاتبة المقال سوزانا جورج إلى أنه بات من الواضح أنه بعد مرور ما يربو على شهرين منذ بداية الهجوم الأوكراني المضاد أن كييف لم يعد لديها اختيارت كثيرة من أجل استعادة الأراضي التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية.
وأضاف المقال أن الهجوم الأوكراني المضاد يواجه صعوبات وتحديات كبيرة جعلته يتعثر في تحقيق الأهداف التي تسعى أوكرانيا إلى تحقيقها من ورائه والتي يأتي على رأسها الاستيلاء على مدينة ميلتوبول الاستراتيجية.
ويوضح المقال أنه بعد مرور أكثر من شهرين على بداية الهجوم المضاد لم تتمكن القوات الأوكرانية إلا من السيطرة على عدد ضئيل من القرى المعزولة في الوقت الذي تحرز فيه القوات الروسية مكاسب عسكرية ملموسة على الجبهة الشمالية من ساحة القتال.
وأوضح المقال في هذا الصدد أن فشل القوات الأوكرانية في تحقيق مكاسب ملموسة في ساحة المعركة يثير الكثير من المخاوف حول جدوى الهجوم المضاد في تحريك الموقف على جبهة القتال مما ينذر بتقليص المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا.
ويلفت المقال في هذا الخصوص إلى تقرير صادر عن المخابرات الأمريكية يتوقع فشل الهجوم الأوكراني المضاد في تحقيق الاهداف المرجوة منه، موضحا أن الشعب الأوكراني الذي أنهكته الحرب يتطلع إلى تحقيق بلاده لنصر كبير في وقت تعلو فيه الأصوات داخل الولايات المتحدة لتقليص الدعم الذي تقدمه واشنطن لكييف ولاسيما قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام القادم.
ويشير المقال إلى آراء المحللين العسكريين الذين يرون أن أوكرانيا لن تستطيع تحقيق أي مكاسب عسكرية في ساحة المعركة بدون توفير المزيد من الأسلحة الحديثة لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية على خطوط المواجهة.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات المحلل العسكري لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فرانز ستيفان جادي التي يقول فيها أن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي هو أي من الطرفين - الروسي أم الأوكراني - سوف ينال منه الإرهاق قبل الآخر، موضحا أنه لا يجب توقع إحراز أي تقدم عسكري بين عشية وضحاها. ويضيف جادي أن كلا من أوكرانيا وروسيا يخوضون في الوقت الراهن حرب استنزاف في محاولة لتقليص موارد وقدرات الطرف الآخر.
ويتطرق المقال في الختام إلى موقف الدول الغربية من الوضع الحالي في الصراع بين روسيا وأوكرانيا حيث يشير إلى أن قادة الدول الغربية يطالبون بممارسة المزيد من الصبر في ظل تعثر الهجوم الأوكراني المضاد.