أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الخميس أن نمو طلب الدخول لمجموعة "بريكس" يعكس الرغبة في التقارب مع أعضاء المجموعة وتفهم تلك الدول لعمق التغييرات التي تحدث على الساحة الدولية، لافتا إلى أن كل من مصر والسعودية والإمارات والأرجنتين وإثيوبيا وإيران كانوا قد أكدوا نيتهم الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ومن بين 23 طلبا تم النظر طلبات تلك الدول الست.

وقال لافروف - في مؤتمر صحفي لاستعراض نتائج قمة "بريكس" - إن العملة الموحدة للمجموعة أمر لا زال ضمن الدراسة حيث يجب ضمان التبادل التجاري والمشروعات المشتركة والاستثمارات حتى لا تكون مرتبطة بالنظام الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة وحلفائها من الغرب، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك ارتباط بالدولار ولا الين أو اليورو، مؤكدا أن بعض الدول تنشط باستخدام عملتها للتوصل إلى أهداف سياسية خلافا لقواعد السوق الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

وأضاف أنه بعد تشكيل بنك التنمية الجديد في "بريكس" ظهر مشروع جديد وهو"مجموعة العملات الاحتياطية" كأحد الخطوات التي يتم اتخاذها لتسهيل استخدام العملات الوطنية وتشكيل نظام دفع بديل، ويقوم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بمناقشة قضية العملة الموحدة.

ولفت إلى أن "بريكس" تعد أحد الكيانات التي تحمل الأسس لتشكيل عالم متعدد الأقطاب يلتزم بميثاق الأمم المتحدة، وليس وفقا للتفسيرات التي يقدمها الغرب، لافتا إلى أنه من أهم معايير قبول أعضاء جدد في المجموعة هو سعي الدول إلى تشكيل عالم متعدد الأقطاب، وإلى أنه من الأفضل الحفاظ على اسم "بريكس" حتى بعد إضافة الدول الجديدة.

وأكد وزير الخارجية الروسية أنه سيتم تقديم المساعدة للأعضاء الجدد في "بريكس" لمناقشة كافة القضايا التي نطرحها في فترة رئاستنا للمجموعة العام المقبل، وسيكون هناك خطة للتعاون الابتكاري كما تم تشكيل هيكلية مرتبطة بمكافحة الأوبئة وإجراء البحوث حول الفيروسات، وسيكون مجال الصحة ضمن الأولويات وسيتم الاستمرار في عمل مجلس الأعمال ومجلس المرأة ودور الشباب والتبادل الثقافي والتربوي، كما سيتم تنظيم عدة فعاليات على مستوى المراكز التعليمية الرفيعة للدول الخمس، مشيرا إلى أنه بعد انضمام السعودية وإيران والإمارات ستصبح قضايا الطاقة أكثر إلحاحًا.

وأوضح أن هناك اتفاق للعمل الحثيث لتشكيل منظومات مالية بديلة وسيكون ذلك مساهمة لتسهيل عمل بنك التنمية لـ "بريكس"، لافتا إلى أن لا توجد هيمنة كتلك التي تمارسها الولايات المتحدة في المنظمات الدولية، بل أن هناك طلبات للانضمام للمجموعة نظرا للعمل العادل والشفاف ويتم حل المشكلات بشكل جماعي، فالتوافق هو الأساس وليس تنفيذ قرارات قائد مهيمن.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن "بريكس" تلعب دورًا هامًا في الاقتصاد بالأخذ في الاعتبار إمكانيات الدول الخمسة الأعضاء في تلك المجموعة التي تفوقت اقتصاديًا على الدول الصناعية السبع الكبار، مؤكدًا أنه يتم تحقيق الكثير على مستوى الاقتصاد وهناك الكثير من العمل أمام وزارات الطاقة والنقل والمالية وكثير من المبادرات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال تحليل أوضاع العقد اللوجستية والتوريد، لذلك هناك أهمية كبيرة لإتمام مشروع الشمال الجنوب الذي يربط بين الطرق البحرية الشمالية والجنوبية، وهو ما سيمنح فرصا لمنطقة الدول الأوراسية وكذلك دول الخليج والشرق الأوسط.

ولفت لافروف إلى أنه تم الحديث عن تحسين وتطوير مجلس الأمن من خلال عضوية الدول من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، مؤكدًا استمرار دول "بريكس" بالتنسيق على جميع المنصات الدولية، والأخذ في الاعتبار تشكيل منظومة عالمية متعددة الأقطاب وزيادة المراكز السياسية والاقتصادية التي لا ترغب بتنفيذ مطالب الغرب والتي تحاول التخلص من سياسة الغرب من الاستغلال والعيش على حماية مصالحها على حساب الآخر.