الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

القبلة القنبلة

  • 27-8-2023 | 12:37
طباعة

سارت الركبان بالقبلة التي سرقت الأضواء من الإنجاز التاريخي للمنتخب الإسباني المتمثل في الفوز بكأس العالم.
فالقبلة التي طبعها لويس مانويل روبياليس بيخار، رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم على فم جنفير هيرموسو عميدة لاروخا، خلال الاحتفال بالفوز الكبير والتاريخي للمنتخب الإسباني للسيدات هوت بالرئيس اياه الى القاع، اذ جعلتها هدفا للنقد، ولم يجد من يلتمس له عذرا، بل ان  الاعتذار الذي تقدم به عقب القبلة القنبلة لم يكن كافيا، اذ اعتبره بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، غير كاف. 
وقبل أن يجف المداد الذي دون هذا الكلام دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على الخط، وقرر إيقاف لويس مانويل، الذي مازال يكابر ويرفض الاستقالة من رئاسة الاتحاد الإسباني، ويردد عبارة لن أستقيل بالتزامن مع الحديث عن الشخص المرشح لتعويضه.  
 لا أدري مثلما لا يدري الكثيرون في العالم هل فقد الرجل التحكم في نفسه فقبل جنفير هيرموسو، أم أنه فعل ذلك عن قصد.
أيا كان التعليل فاننا لا نملك حق محاكمة نوايا السنيور، الا أن هذا لا يمنع من التعبير عن الرفض المطلق، ووصف تلك القبلة بالقنبلة لكونها انفجرت في يدي روباليس، وظل صدى دويها يتردد على مسامع العالمين، وحتى من لم يلتفت للقبلة "التريند" لحظة حدوثها فان الضجة التي أحدثتها قادت الكثيرين للبحث والاطلاع على الصور والفيديوهات.
كانت القبلة اياها بالفعل قاتلة لأنها قضت على الفاعل رغم التماسك الذي يبديه، وهو بمثابة مريض في قسم الانعاش ميؤوس من حالته لكنه مازال بيننا تحت رحمة تنفس اصطناعي اسمه الوقت.
 اننا بصدد رجل يحاول استجماع كامل قواه لمواجهة ما تعرض له من هجوم من كل حذب وصوب، وبكل لغات العالم.
برر السنيور فعلته  وكان يأمل في تهدئة الأوضاع والحد من تأثير العواصف التي داهمت مركبه، في وقت كان من المفروض أن يعيش خلاله أحلى أيام العمر بعد اللقب العالمي، بعد قراره الجريء المتمثل في ثقته في   المدرب، والاحتفاظ به رغم انتفاضة اللاعبات ضده، وكسب رهان منح بلده أول لقب عالمي على صعيد كرة القدم النسوية، لكن جرأة تقبيل العميدة هيرموسو لم تكن في محلها.
 عبثا يحاول السنيور البقاء والتأسيس لمرحلة التسامح مع سارقي القبل بأي ذريعة وتحت أي مسمى، المصيبة التي لم يقدرها رئيس الاتحاد الإسباني الذي سيصبح مخلوعا دون شك أنه أفسد فرحة بلده وفرحة العالم بدورة ناجحة لمونديال السيدات، الذي كان في بداياته يتنفس تحت الماء، وفرض نفسه على الساحة.
القبلة قتلت السنيور الذي يعاند الموت، واغتالت فرحت الإسبان والعالم بما شاهده من تطور للكرة النسائية التي أفرزت بطلا جديدا لكنها لم تقتل ثقتنا في عالم يرفض الإهانة والحط من قيمة الإنسان تحت مسمى الحرية الشخصة أو العفوية.

صحافي مغربي 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة