الأربعاء 29 مايو 2024

ماذا قدمت الدول العربية في حرب أكتوبر المجيدة؟.. الكواليس والأسرار

5-10-2017 | 16:00

قدمت أغلب الدول العربية الدعم الكامل للجبهتين المصرية والسوية خلال حرب السادس من أكتوبر  عام 1973، سواء كان دعمًا ماديًا أو عسكريًا ولوجيستيًا لتحرير الأرض واستعادة الكرامة ضد العدوان الصهيوني، وأظهرت الحرب قوة وتلاحم الأخوة العرب رغم الضغوط التي تعرضت لها من الدول الكبرى ومواجهة كافة التحديات حتى وصل الأمر لحظر تصدير البترول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الدعم الكبير الذي قدمته للجبهة الإسرائيلية، ولكن إرادة الأمة العربية استطاعت تحقيق النصر وحفظ الكرامة.

 

«الهلال اليوم» ترصد في التقرير التالي دور الأمة العربية في دعم الجبهة المصرية في حرب السادس من أكتوبر  ومساندتها عسريًا وماديًا ومعنويًا.

 

المملكة العربية السعودية

لم تتوانِ المملكة العربية السعودية في دعم الجبهتين المصرية والسورية، واتخذت قراراً عاجلًا بحظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وخفضت إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل اعتباراً من أكتوبر حتى ديسمبر 1973، فقفزت أسعار النفط من 3 دولارات إلى 11 دولاراً للبرميل.

 

وأرسلت السعودية من نابع تحمل مسئولية الأمة العربية، التزاماتها العسكرية والمادية إلى مصر وسوريا، وقال الملك فيصل ردًا عن احتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية لبلاده «إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من أرواح جنودهما في معارك الأمة المصيرية وإننا تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا ولا تصل إلى أيد أعدائنا».

 

وأنشأت المملكة جسرًا جويًا لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية في سورية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي، وفوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، وفوج المظلات الرابع،2 بطارية مدفعية عيار 155ملم ذاتية الحركة، وبطارية مضادة للطائرات عيار 40 ملم، وسرية بندقية 106-ل8، وسرية بندقية 106-م-د-ل20، وسرية إشارة، سرية سد الملاك، وسرية هاون، وفصيلة صيانة مدرعات، وسرية صيانة +وحدة بوليس حربي.

 

الجمهورية الليبية

ليبيا هي الأخرى سارعت بعقد صفقة طائرات مع فرنسا واستخرجت جوازات سفر ليبية للطيارين المصريين حتى يتم تدريبهم داخل فرنسا.

كما نقلت الكلية البحرية المصرية إلى أراضيها، وعندما وقعت مصر فى مشكلة الدبابات تى 62، تدخلت ليبيا ودفعت الأموال، بينما أرسلت سربين من الطائرات كل منهما مكون من قادة مصريين وليبين.

 

وأكد الكاتب محمد حسنين هيكل، أن ليبيا منحت مصر مليار دولار مساعدات في شراء أسلحة عاجلة خلال حرب 1973م.

 

اليمن

أغلق اليمن مضيق باب المندب بمدمرتين لمنع مرور أي مساعدات أو دعم عسكري للجبهة الإسرائيلية.

 

الجزائر

سارع  الرئيس الجزائري "بومدين" إلى إرسال  سرب طائرات سوخوي-7 وسرب ميج-17 وسرب ميج- 21  حين اندلعت الحرب، ووصلت تلك الطائرات إلى الجبهة المصرية فى أيام التاسع والعاشر والحادى عشر من أكتوبر.

كما أرسلت الجزائر إلى مصر لواء مدرع في 17 أكتوبر 1973، وزار الرئيس بومدين موسكو خلال شهر نوفمبر1973، ووضعت مبلغ 200 مليون دولار داخل حسابي مصر وسوريا بالاتحاد السوفيتى، وذلك ثمنا لأى ذخيرة أو أسلحة تحتاج لها مصر وسوريا.

 

العراق

لم يتأخر الجيش العراقي في مساندة مصر وسوريا خلال الحرب، ووضع العراق كل الوحدات العسكرية تحت أمر القيادة المصرية والسورية، ووضعت على الجبهة المصرية فرقة مدرعة و مشاة.

كما أرسل العراق إلى الجبهة المصرية سربين من طائرات «هوكر هنتر» تواجدا قبل بدأ الحرب،وأرسل إلى الجبهة السورية فرقتين مدرعتين و 3 ألوية مشاة وعدة أسراب طائرات وبلغت مشاركة العراق العسكرية على النحو التالي: 30  ألف جندي ، 250-500 دبابة،و 500 مدرعة، وسربين من طائرات ميج 21،و 3 أسراب من طائرات سوخوي 17.

وتمركز العراق على الجبهة السورية، وأرسل قوات جوية إلى سوريا بجانب قدر كبير من القطاعات العسكرية البرية،  واضعا 600 دبابة وثلاث فرق مشاة تحت تصرف القيادة السورية.

 

الكويت

اقترح وزير الدفاع الشيخ سعد العبدالله الصباح، إرسال قوة كويتية إلى سوريا مثلما توجد في مصر قوة كويتية وعليه شكلت قوة «الجهراء المجحفلة» في 15 أكتوبر 1973 بأمر العمليات الحربية رقم 3967 الصادر عن رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، وبلغ عدد أفرادها أكثر من 3 آلاف وتألفت من كتيبة دبابات وكتيبة مشاة وسريتي مدفعية وسرية مغاوير وسرية دفاع جوي مع باقي التشكيلات الإدارية.

 

البحرين

 مع اندلاع الحرب ألغت البحرين جميع اتفاقياتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، ، وقالت المملكة: «تعلن حكومة دولة البحرين بعد النظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمة العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني وانسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية».

ثم لحقته بقرار ثان بإنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا والخاصة بمنح تسهيلات للبواخر الأمريكية في ميناء البحرين.

 

السودان

كان السودان من أوائل الدول التي كانت تساند مصر حيث نظم مؤتمر الخرطوم الذي أعلن من خلاله الشعارات الثلاثة «لا صلح لا اعتراف لا تفاوض»، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري، لم يتردد السودان في نقل الكليات العسكرية إلى أراضيه، كما أرسل فرقة مشاة على الجبهة.