الجمعة 11 اكتوبر 2024

صور ومعاني

مقالات31-8-2023 | 22:22

منذ أيام فتحت مكتبتي لآخذ منها كتابًا أقرأه ودون شعور مني وقعت صورة على الأرض من بين الكتب فأخذتها ونظرت فيها... فوجدتني أمامي بكل مشاعري وأحاسيسي.. فتأملت بقية الصور.. صورة.. صورة.. ووجدت أن كل صورة تنطق بما لا أقوله وأبوح به.. هنا قلقة.. هنا سعيدة.. هنا حزينة.. هنا خائفة.

فتأملت الصور بعمق.. ووجدتني في أكثر الصور قلقة، متوترة، حزينة!!! ومع استحضاري للأحداث والذكريات وتأملها بعمق بدأت أضحك نعم ضحكت على صوري الحزينة.. ضحكت اليوم على ما كان يبكيني يومًا ما.. وتساءلت لماذا نفعل هذا بأنفسنا.. لماذا نعطي الأمور أكبر بكثير من حجمها الحقيقي.. بل ونطلق مشاعرنا بقوة على كل كلمة تقال لنا.. ونحزن وننفعل ونفكر ونرد.. وقد نأخذ موقف من ناس عزيزة علينا.. وقد نخسرهم.. ونفقد معهم جزء غالي من عمرنا وأيامنا.. لماذا لا نعطي الأمور حجمها الحقيقي؟ .. لماذا نتربص بمشاعرنا لكل كلمة تقال لنا.. لماذا نفرض السيء قبل الخيِّر.. ونُسبِّق النية السيئة على النية الطيبة.. ليه .. لماذا.

وأجد أنه من الواجب علينا مراجعة أنفسنا. هل حقًا الأمور تستحق ذلك.. كل هذا الانفعال والتفكير والعصبية أحيانًا.. وكيف يغيب عنا اليقين في أنه لن يصبننا إلا ما قُدر لنا.. فهذا نصيبك الذي قدره الله سبحانه، خذه وأنت راضي وقانع .. فهيا بنا جميعًا نوقظ عقولنا لنحكِّم مشاعرنا الملتهبة ونرشدها للطريق الصحيح.. ونهدئ من روعها وننشر الضوء الهادئ على ظلام الانفعال هيا..

أما إذا كان الانفعال شديدًا ولا نستطيع التحكم فيه فعلينا بمشورة أحياءنا الذين يحبون لنا الخير وينيرون الطريق لنا. فهم يرون الأمور بموضوعية وتأني وعقل وحكمة نفتقدها نحن في انفعالاتنا.. فيشيرون علينا برأي سديد يحكم ويحجم مشاعرنا المضطربة التي لا تقدر حجم الأمور في هذا الوقت.. علينا أن نعطي الأمور ميزانها الحقيقي بلا نقص ولا زيادة. نقص يصيبنا بالبرود والخمول وعدم التفاعل مع الأحداث والأشخاص.. أو زيادة تكبر الأحداث وتجعلها فوق طاقتنا ونخسر أصدقاء بسببها.. فنحن جميعًا نعلم أن الله معنا وأقرب منَّا إلينا وأرحم منا بنا.. وكذلك نوقن أنها دنيا.. نعيشها بحلوها ومرها، فمن الذكاء أن لا يضيع عمرنا حتى ندرك حقيق الأمور وميزانها المتعادل الذي أعطيناه فوق ما يستحق.

وأخيرًا علينا استحضار المعنى الحقيقي الكامل لكلمة أننا لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.. وإذا وضعت أمورك بين يدي الرحمن الرحيم.. على ماذا تنفعل أو تقلق.

واعلم أيها الإنسان أن الله يجري في دمك فهو أقرب لك منك وأحن منك عليك فاترك نفسك وقلبك وأحداثك له سبحانه واطمئن ولا تعطي لأي أمر أكثر مما يستحق فلن تأخذ إلا ما كُتب لك.

فهيا بنا نحضر الكاميرا ونأخذ صورة جديدة

مليئة بالفرح والاطمئنان واليقين في موعود الله