السبت 18 مايو 2024

البطل حسان أبو على للمصريين: كونوا «أكتوبريين»

5-10-2017 | 20:25

يرى اللواء حسان أبو على -من أبطال حرب أكتوبر- أن المصريين يجب أن يتحلوا بروح أكتوبر التى صنعت النصر العظيم، ويحكى فى هذا الحوار مشاهد من بطولات هذه الحرب التى خلدت المقاتل المصرى.

ماذا كانت مهامك فى حرب أكتوبر وماذا كان تكليفك ساعة الصفر؟

كنت ضابطا بإحدى وحدات الجيش الثالث، وعلمنا بتحديد ساعة الصفر صباح يوم السادس من أكتوبر، كنا نحتل موقعاً فريدا من الموقع الابتدائى للهجوم، وكل ذلك كان تحت مسمى “مناورات الخليج”، وعلى بعد ٣ كيلو مترات من قناة السويس، وفى الثانية ظهراً قامت الضربة الجوية، وتمهيد النيران المدفعي، وفى رد فعل من الطيران الإسرائيلى لم تنجح طائرة إسرائيلية واحدة فى عبور قناة السويس، وكان لى شرف وهو أن الوحدة التى أعمل بها أسقطت ما يقرب من ٢٧ طائرة للعدو، على مدار الحرب، وهذا فى حد ذاته عمل عظيم.

فى ساعة الصفر تحديداً كانت الحالة النفسية بين الجنود عالية، لم أستطع توصيف حالة الفرح عندما أعلن الخبر للجنود، وبدأنا الاستعداد والذهاب لمواقعنا واحتلال معداتنا لأننا سلاح دفاع جوي، نعمل على الأجهزة والمعدات، تأهبنا وكل منا أخذ مكانه.

وبالرغم من أننى كنت وحيد، لم يخش والداى أن يفقدانى الكل كان على قلب رجل واحد، وعندما أتيحت فى اليوم الثانى وسيلة اتصال حاولت الاتصال بهم حتى أطمئنهم، وهنا بدأ الهتاف والدعاء لنا بالنصر المجيد، هكذا كان الشعب المصرى محباً لبلده، حتى إنه رغم الهزيمة فى ٦٧ التى أصابت الشعب بالطبع بفترة ارتجاج، وحرب الاستنزاف التى عانى فيها الشعب المصرى معاناة شديدة، ما بين التهجير من مدن القناة والغارات إلا أنه صمد وظل متماسكاً.

تحمل الشعب الغارات التى تمت فى أبو زعبل وفى العمق.. إلى أن تم النصر واستعدنا أرضنا بالحرب، والمفاوضات والصراع القانوني، وهذا يدل على أن الشعب المصرى تحمل وشارك فى النصر، وهذا درس للجيل الحالى كى لا ييأس، حتى وإن كان هناك بعض المشكلات سنتحمل وسنعبر كل الأزمات، كما عبرنا قناة السويس، لأن مصر خير أجناد الأرض .. مصر ككل وليس فقط القوات المسلحة، بل مصر والمصريين، “إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض”.

رسالتك للشعب المصرى فى ذكرى النصر العظيم؟

يجب أن نستغل هذا التاريخ العظيم، الذى نقدم فيه التهنئة للشعب المصري، ونقول لهم كونوا أكتوبريين، وتمثلوا بروح أكتوبر، فبعد حرب ٦٧ جميع وسائل الإعلام العالمية بما فيها إسرائيل قالت إن مصر لن تقوم لها قائمة، ورغم ذلك وبعد مرور أيام قليلة، حدثت معركة “رأس العش” والغارة الجوية التى قام بها اللواء مدكور أبو العز، فأدرك العالم أن مصر هى مصر، ستظل صاحبة الحضارةوأن المصرى لا يهزم، وأن النكسة كانت حدثاً عابراً وانتهى “ووقفنا على رجلينا» وعبرنا قناة السويس ودمرنا خط بارليف، رغم تهديد العدو الإسرائيلى بأنه فى حال العبور ستتحول القناة إلى نار الله الموقده «بخراطيم النابلم” تلك التى نجحت القوات المسلحة فى سدها ودمرت خط بارليف وفتحت الساتر الترابي.

أقول للشباب، مصر استعادت أرضها، ولم تفرط فى شبر واحد منها، استعادت الأرض بمعركة عسكرية فى أكتوبر، ثم تفاوضات مضنية بدأها المشير الجمصى رحمة الله عليه، اعتباراً من محادثات الكيلو ١٠١، ومعاهدات السلام، ثم الصراع القانونى لاستعادة طابا، هذا درس لهذا الجيل، بأن مصر لم تفرط فى شبر واحد، وأن التراب المصرى غال، وشعارنا دائماً الله.. الوطن.. بالأمر.. وسلاحى لا أتركه قط.. حتى أذوق الموت.. هكذا تعلمنا وتربينا هذه هى مصر، مصر التى ليس بها طوائف أو أحزاب وليس بها اختلافات دينية، ليست هناك مثل هذه التصنيفات، مصر خير أجناد الأرض.

أصعب موقف عالق بذاكرتك عن الحرب؟

عندما تلقيت مهمة بالعبور للمشاركة فى “معركة متلا»، واستشهد قائد اللواء الثالث رحمة الله عليه، تأثرت تأثراً كبيراً، وذلك على الرغم من أننا تعلمنا تحمل مثل هذه المواقف، ونعتاد على ذلك، حتى إننا فى أوقات السلم وعند تحديد المهمات يتحدد القائد البديل فى حال استشهاد القائد، ويتحدد النائب وفى حال استشهاد النائب، يتولى المساعد القيادة وهكذا، إلا أن استشهاد أعز الناس أو إصابتهم يكون موقفا غاية فى الصعوبة وهذا ما حدث لى بعد استشهاد قائدي.