الأحد 16 يونيو 2024

العميد صبحى عدلى سيد: يوم تناثرت أشلاء الطائرات الإسرائيلية

5-10-2017 | 21:35

كانت قوات العدو فى حالة من الفزع والارتباك الشديد، وأثناء التصدى لقوات العدو أسقطت ثلاث طائرات بإصابات مباشرة منهم طائرة تم تصويرها وهى تشطر إلى نصفين

صباح السادس من أكتوبر كان الملازم صبحى عدلى سيد قائد سرية دفاع جوى بالمنطقة الشرقية، وهى القوة الضاربة بالجيش الثانى الميدانى، فى ذلك الوقت كان متمركزا بإحدى النقاط الدفاعية «شرق قناة السويس» قطاع القنطرة شرق يجلس كل صباح ليعيد التشكيلات ويتحاور مع الجنود فى انتظار قرار القيادة العامة للجيش الثانى الميداني.

فى الواحدة والنصف من ظهر السادس من أكتوبر تلقى « عدلي» قرار القيادة العامة للقوات المسلحة بالاستعداد والتحرك إلى النقطة المعلومة لديه وهى العريش، يقول البطل صبحى تلقيت مظروف القيادة وأنا فى فرحة عارمة، لقد جاء اليوم المشهود، جاءت التعليمات، التى انتظرناها طويلا على الفور انطلقت أنا والجنود إلى المعدات وتوليت قيادة الرادار بسلاحى مدرعة «شيلكا» المضادة للطائرات، وانتظرت حتى شاهدت الطائرات المصرية وهى قادمة من جانب العدو.

كنت على علم بعدد الطائرات التى نفذت الضربة الأولى، وعلى الفور بدأت بإطلاق النيران فى تمام الثانية وخمس دقائق، ورصدت أولى طائرات العدو وهى تحاول اللحاق بالطائرات المصرية، طائرات «فانتوم وميراج» وهى الطائرات المعروفة لدينا وعلى الفور بصواريخ سام منظومة الدفاع الجوى للجيش المصري.

فى الثانية والنصف من مساء السادس من أكتوبر بدأت بالتصدى لقوات العدو وأسقطنا فى ذلك اليوم ١٨ طائرة بين «فانتوم وميراج» أتذكر ذلك اليوم أن طائرات العدو كانت تهرب من المعركة بشكل عشوائى لمجرد إطلاق الصورايخ عليها وقبل الاشتباك الفعلي.

العميد صبحى عدلى ظل فى أرض المعركة لنحو ١٤ يوما على الجبهة قبل إصابته مساء يوم ٢٠ أكتوبر، يقول: فى الأسبوع الأول عبرت القناة وتواصلت مهمتى القتالية على الجبهة فى التصدى للطائرات المعادية حتى وصلت إلى عمق ٣٠ كيلو فى سيناء.

فى اليوم الأول يحكى العميد عدلى تفاصيل المواجهة الأولى للطائرات الإسرائيلية، حيث كانت قوات العدو فى حالة من الفزع والارتباك الشديد، وأثناء التصدى لقوات العدو أسقطت ثلاث طائرات بإصابات مباشرة منهم طائرة تم تصويرها وهى تشطر إلى نصفين، كان هذا توفيقا من الله عز وجل.

يستحضر عدلى من ذاكرة أكتوبر، ودور منظومة الدفاع الجوى التى كانت على أتم استعداد، فيقول: تم تزويد الدفاع الجوى فى ذلك الوقت بأحدث منظومة دفاعية روسية الصنع «سام ٦ وسام ٣ وسام٢»، وهذه المنظومة تصدت لطائرات العدو ومنعته من الدخول فى العمق المصرى تماماً، كما أن مدرعة شيلكا كانت من أحدث المعدات التى امتلكها الجيش المصرى وكانت مزودة برادار خاص لرصد الطائرات المعادية، بمجرد رصدها على شاشات يتم إسقاطها على الفور، وكانت مهمتى هى تدمير الطائرات أو التصدى وإجبارها على العودة، وفى الحالتين نفذت المهام على أكمل وجه.

فى اليوم الثالث عشر من أكتوبر كلفت بالتقدم داخل سيناء وتأمين المعابر وحيث أهم معارك فى التاريخ بالنسبة لمعارك الدبابات هذه المعارك شهدت مواجهات مباشرة بين قوات العدو الإسرائيلى والقوات المصرية، كانت الدبابات تتطاير فى الهواء وتتناثر أشلاؤها على جانبيها، واستمرت مهمتى الرئيسة فى تطوير الهجوم حتى الوصول إلى العريش وقرب منطقة بلوظة؛ حيث استطعت أسر تشكيل كامل من القوات الإسرائيلية ورصدت بعينى مدى التفوق فى تسليح العدو بالسلاح أمريكى الصنع كانت من بينهم دبابة م ٦٠ حديثة الصنع لدرجة أن عداد رصد السرعة الخاص بها لم يكمل ١٨٠ كيلو مترا.

مع تطوير الهجوم صباح يوم الرابع عشر من أكتوبر جاءت الأوامر بالتقدم وواجهت ثلاث طائرات ميراج بمفردى أسقطت اثنتين وأجبرت الأخرى على الفرار ورمى الحمولة، وأثناء فرارها استطعت إصابتها، فى تلك العملية سقط فى الأسر قائد الميراج وسلمته للمخابرات الحربية، بعد ذلك واصلت التقدم بسريتى حتى واجهت منظومة الصواريخ الأمريكية «س س» قبيل العريش وتوقفت عنالتقدم داخل سيناء بسبب تلك المنظومة، هذه الصورايخ لم نكن على علم بوجودها، وكانت مفاجئة للقوات المصرية، بالإضافة إلى منظومة القوات الجوية للقوات الإسرائيلية الحديثة التى زودت بها من الجانب الأمريكي.

فى يوم الرابع عشر يوم تطوير الهجوم كنت وسط القوات المعادية من الإسرائيليين وشاهدت الموت بأم عينى ورغم ذلك لم أهب الموت للحظة، فى ذلك الوقت ولد ابنى فى السابع عشر من أكتوبر، وهو الآن يكمل المشوار فى خدمة الوطن.