أعلنت وزارة الصحة، عن  إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسكان (2023 / 2030)، بهدف تحقق التوازن بين النمو السكاني والتنمية، من خلال تحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لجميع المواطنين، وفي الوقت نفسه تعزيز الصحة الإنجابية وتمكين المـرأة والاستثمار في الشباب وتحسين فرص التعليم ورفع الوعي بالقضية السكانية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، خلال كلمتها بالمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية، إن مشكلة الزيادة السكانية تعد التحدي الأكبر الذي يواجه العمل الوطني في مصر بالحاضر والمستقبل، وتعرقل جهود التنمية والنمو الاقتصادي.

وكشفت وزارة الصحة في بيان لها، أن الزيادة السكانية قضية وطن يحتاج إلى حياة كريمة، ولن يتحقق إلا بضبط النمو السكاني.

 

الأزمة السكانية

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، إن الزيادة السكانية مشكلة قومية، ومهما حصل نمو اقتصادى في ظل الزيادة السكنية تأكل كل شيء لذلك لن يكون هناك تقدم اقتصادى في ظل هذه الكارثة، موضحا أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكس الاهتمام والإدارة السياسية بالملف.

 وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال" أنه تم تكليف رئيس مجلس الوزراء برئاسة المجلس القومي للسكان، لافتًا إلى أن تبعات آثار هذه المشكلة تتطلب تضافر من كل الجهات سواء الإعلام أو الجامع والكنيسة أو وزارة الصحة أو وزارة التخطيط ووزارة التعليم وكل الجهات يجب أن تكون مترابطة وتتعاون في هذا  الملف وكذلك وزارة التضامن الاجتماعي.

ولفت إلى أن تبني الرئيس السيسي لهذه المشكلة واتخاذ خطوات بإطلاق استراتيجية الوطنية للسكان، له أهمية كبرى لأن هذه الاستراتيجية هامة لأن بنودها تتضمن  كل التحديات الموجودة وحلولها، مضيفا أنه يمكنا التغلب على مشكلة الانفجار السكاني من خلال خطوات مدروسة، أولا تحسين الخصائص السكانية من ناحية التعليم والصحة وحياه كريمة.

وأشار إلى أن ثاني الخطوات، تتمثل في خلق وعي وتمكين المرأة وزيادة مجال العمل والتعليم بصفة خاصة، بالرغم من أن كثيرين لا يزال حتى الآن يحرصون على زيادة الإنجاب وخاصة إنجاب الذكور وتحديدا في محافظات الصعيد.

 

حلول موضوعية

ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن الأزمة السكانية تتفاقم، فارتفاع عدد سكان مصر عبر السنوات ليصل حاليا إلى 105 مليون نسمة، رغم التحذيرات من الانفجار السكاني منذ الثلاثينات من القرن الماضي، لكن السياسية الديمجرافية في مصر تركز علي ما يطلق عليه المواعظ عن الحد من الإنجاب.

وأضاف في تصريحات لـ"دار الهلال"، أن وزارة الصحة أطلقت حملة بعنوان "طفلين كفاية" لتشجيع تقليل الإنجاب، موضحا أنه يجب أن يكون هناك أدوات وسياسات، وذلك من ضمن السياسات والمقترحات التي طرحت في الحوار الوطني.

وشدد على أن كثرة الإنجاب سهلة لكن المصاريف التعليم والصحة والغذاء ليست بهذا اليسر، وخاصة أن قرى الصعيد، يزوجون الفتيات في سن مبكر ولا يتعلمون، بسبب بعد المدارس عن المنازل، لذلك 30% من السيدات يعانون من الأمية،  مؤكدًا ضرورة الاهتمام بتعليم المرأة لتوعيتها بعدم الإنجاب كثيرا .