السبت 27 ابريل 2024

«القلعة» فيها نغمة حلوة!!

مقالات11-9-2023 | 22:08

وكأن قلعة صلاح الدين تقمصت عبر خمسة عشر يوما شخصية شهرزاد بسحر حكاياتها؛ فتأتى مع كل حفلة فى مهرجان محكى القلعة لتمتعنا وفى ذات الوقت تخبرنا بما خفى وتغمرنا بالسحر الذى لايقاوم فننتظر حفلاتها ليلة بعد ليلة ؛ فهاهى دموع "ياسين التهامى" تترقرق فى لحظات شجن ويتجاوب معها الجميع  فيصعدون بأرواحهم  معه نحو السماء، وعازفون من فرط ابداعهم تظنهم للوهلة الأولى أعضاء فرق عالمية، ويبهرك أنهم لايزالون فى الطريق، وموسيقى غريية تأتيك تارة بالايطالية وأخرى بالانجليزية ثم تعود بك نحو العربية كهدير "نسمة محجوب" الصاخب الذى يضرب بقوة كافة صخور "القبح" ويلقى بها بعيدا ليهتز مع صوتها الجمهور ،كل تلك الحكايا أبهرتنا خصوصيتها إلى جانب النجوم الذين أبدعوا منذ بدء ليالٍ  امتدت خمسا وأربعين حكاية فتألقهم ليس بغريب!! وإنما هذا الجمع الفريد من حكايا القلعة عبر لياليها الخمسة عشر، وتمتد "الحكايات" باجتماع الات "التشيللو" فيهيم الجمهور عبر نغماتها محلقا فى الفضاء البعيد ، وتتوالى الفرق التى لم يعتادها الجمهور بأفكار وإتقان ، وبراعم غنائية تمتع الجماهير مع كل "غنوة" ؛ لتشعر أن أوبريت "الليلة الكبيرة" بعث من جديد، ولاتتخيل أن ذلك الكم من الأصوات الذى حافظ على تصفيق الجماهير لم يكن سوى كورال مركز تنمية المواهب بالأوبرا!! ، ليخبرونا ببساطة أن مصر دوما لديها الكثير!!
 وكأن الليالى عانقت جدران القلعة وطافت بنا أزمنة وأمكنة تجاوزت حدود الوقت ، لتجعل الجمهور يتساءل هل من مزيد؟؟ 
لقد امتدت ليالى مهرجان القلعة فى دورته الحادية والثلاثين ؛ لتعيد الهتاف المعتاد  "بنحبك ياعمر" ولم يكن مقصودا سوى عمر خيرت ولن يخطر ببالك أى عمر سواه!! فهو من أعاد هتاف "تانى .. تانى" فى ختام الليالى، وكأنها نداء جمهور  يشتاق أن تمتد كما كانت ليالى شهرزاد ؛ بل تتجاوز رقم الألف نحو الاستمرار، فالجمهور الذى تجاوب مع كل ذلك وحمل لافتة "كامل العدد" للخمسة الاف مقعد، والتف حول شاشة قناة الحياة وجعلها ترندا طوال أيامه، قال رسالته واجتمع فى حفلاته "المنزلية" ، وقالها واضحة "تانى ... تانى" ترج أركان المكان، وكأن ختام الليالى اختزل كل شىء!!
فهل تفعلها دار الأوبرا المصرية لتستمر حفلات القلعة وغيرها من الأماكن على مدى العام ولاتكتفى بأيام المهرجان؟؟ وهل يستمر بث الحفلات عبر القنوات؟؟؟ إنها حفلات منزلية أقامها الجمهور على امتداد الوطن العربى مؤكدا  أن مصر دائما "فيها نغمة حلوة" يريدها الجميع.

Dr.Randa
Dr.Radwa