مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وذهاب الطلاب واحتكاكهم مع زملائهم الآخرين ومعلميهم بالمدارس، تحدث الكثير من المشاكل والظواهر السلبية، والتي من أهمها التنمر الذي يعد بمثابة بعض الأفعال السلبية المتعمدة من تلميذ لآخر بهدف إلحاق الأذى أو السخرية منه، ومن هذا المنطلق نتساءل عن كيفية تعامل الأمهات مع أبنائها حين تعرضهم للتنمر من زملائهم، ودور معلمي الفصول والقائمين على العملية التعليمية في مواجهة تلك الظاهرة.
أكدت الدكتورة وسام منير خبير الاستشارات النفسية والتربوية، ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، أن من أهم المشاكل التي يعاني منها الطلاب وتبدأ مع عودة المدارس هي مشكلة التنمر، والتي تعتبر سلوك سلبي متعمد من جانب طالب أو مجموعة لأخرى، بهدف إلحاق الضرر والاستهزاء والتقليل منه، وهناك مسميات أخرى للتنمر منها الإقصاء أو البلطجة أو الترهيب، وجميعهم لديهم نفس التأثير العكسي على الطفل اجتماعيا ونفسيا، وهناك عدة أشكال لتنمر الطلاب على بعضهم البعض، منها ما يلي:
- التنابذ بالألقاب أو بعض الإساءات اللفظية.
- الإساءة الجسدية من خلال الضحك والهزار.
- نشر الشائعات.
- نبذ الضحية وإقصائه عن التجمعات والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
وأضافت خبير الاستشارات النفسية والتربوية، أن هناك علامات تدل على أن الطالب قد تعرض للتنمر من قبل أقرانه ومنها:
- الانسحاب الاجتماعي.
- العزلة
- رفض الذهاب إلي المدرسة وكرهها.
- الاكتئاب والقلق.
- فقدان الشهية.
- اضطرابات في النوم.
- تقلب في الحالة المزاجية.
- قلة التحصيل المدرسي للطالب، وضعف مهاراته.
ونصحت الأمهات بضرورة إتباع تلك النصائح عند تعرض طفلهم للتنمر أو أنها ولي أمر الطالب المتنمر:
- لابد من بناء جسر ثقة وتواصل بين الأم وابنها، حتى يلجأ إليها حين تعرضه للمضايقات أو التنمر من قبل زملائه بالمدرسة.
- التدخل المبكر من قبل الوالدين، وإبقاء حلقة تواصل دائم مع مديري المدرسة ومشرفيها، ليكونوا على دراية مستمرة لما يحدث لابنهم.
- التحلي بالهدوء والصبر حين تعرض طفلهم للتنمر، أثناء تعاملهم مع أولياء أمور أسرة المتنمر على ابنهم، للتمكن من كشف الدوافع الرئيسية التي أدت للسخرية أو الترهيب لصغيرهم.
- أن تزرع الأم داخل طفلها ضرورة احترام الآخر والإيمان بثقافة الاختلاف بين كل طالب وآخر.
- تعليم الأم لطفلها مبادئ التسامح والمحبة والمساواة.
- تربية الابن منذ الصغر على أن التنمر ليس أمراً مسلياً، مع ضرورة شرح شعور الآخرين إذا ما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات.
- في حالة أن طفلها هو من قام بالتنمر والاستهزاء على زميله، فلابد من مناقشته بهدوء و تعقل، و استفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا السلوك تجاه أقرانه، وتعريفه جيداً سوء ذلك السلوك عليه.
- في حالة كان الابن ضحية للتنمر، الإسراع في تعليم الطفل مهارات تأكيد الذات، ومساعدته على تقدير نفسه من خلال مهاراته و إنجازاته.
واختتمت قائلة، أن الدولة المصرية من خلال وزارة التربية والتعليم والإعلام والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، تقوم ببذل الكثير من الجهود التي تحد من تلك الظاهرة لما لها من تأثير سلبي على الفرد، سواء كان تنمر سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو نفسي، كما أنه على المدرسة أن تزيد من عقد الندوات والورش والأنشطة المسرحية والترفيهية التي ترصد تلك الظاهرة، وتعلم الطلاب مدى خطورتها على الطرفين، مع ضرورة استثمار وقت أبنائنا في المدرسة من خلال البرامج التثقيفية والأنشطة الرياضية القائمة على الدفاع عن النفس وألعاب القوى، وتشديد دور الأخصائي النفسي والاجتماعي لكشف الدوافع الحقيقية وراء تنمر الطالب على زميله، وكذلك دورهم كحلقة وصل لتحسين العلاقة بين الزملاء وضرورة احترامهم لبعض والإيمان بالفروق الفردية بين كل تلميذ وآخر.