الإثنين 13 مايو 2024

«تكتيكات معركة العبور».. أبطال حرب أكتوبر لـ«الهلال اليوم»: حطمنا حلم إقامة إسرائيل الكبرى

6-10-2017 | 18:12

كتبت- أماني محمد

 

  • تجهيز خطوط دفاعية قبل الحرب
  • بناء وضع سياسي ودبلوماسي قوي
  • الانتهاء من التأهيلات والتجهيزات العسكرية

 

  • اللواء طلعت موسى: التجهيز للحرب بدء يوم 12 يونيه من عام 1967

 

     .. الإعداد للحرب اعتمد 3 محاورهامة

    .. ظهور عِلم جديد في العسكرية وهو عِلم إعداد الدولة للحرب

 

  • اللواء أركان حرب ناجى شهود: استرددنا أرضنا بالقوة

       .. أحبطنا حلم إقامة إسرائيل الكبرى

      .. الرئيس السادات أراض التفاوض من موقف القوة

     .. الوحدة العربية خلال الحرب أربكت حسابات العالم

     .. أمريكا قامت مخطط لتفتيت الوطن العربي بسبب حرب أكتوبر

 

  • اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي: حمينا قوات تنفيذ العمليات خلف خطوط العدو

       .. كبدنا العدو خسائر فادحة في معركة المنصورة الجوية

       .. السادات أراد التفاوض بعد كسر إسرائيل

 

يحتفل المصريون بالذكرى 44 لانتصارات أكتوبر المجيد، يوم أن استعادت مصر أرضها وكرامتها وحقها المسلوب، فهو يوم لا يزال محفورا في الذاكرة المصرية بتفاصيله، بالضربة الجوية الأولى وتحطيم خط بارليف، العبور، ومعارك القوات الجوية، والمعارك على الأرض، كل ذلك ومزيد من التفاصيل عن كواليس الاستعداد واتخاذ قرار الحرب يرويها أبطال شاركوا في حرب العبور لـ"الهلال اليوم" بالتزامن مع احتفالات ذكرى النصر.

 

الإعداد والتدريب

في البداية، يقول اللواء طلعت موسى، والذي شارك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف ومعركة أكتوبر، إن التجهيز لحرب 1973 بدأ من يوم 12 يونيو من عام 1967، عندما تم اختيار الفريق أول محمد فوزي، وزيرا للحربية، والفريق عبد المنعم رياض، رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية عقب النكسة.

 

وأضاف لـ«الهلال اليوم» أن طوال تلك الفترة وحتى يوم السادس من أكتوبر كان الإعداد للحرب يشمل ثلاثة محاور، وهي إعداد الدولة للدفاع والجانب السياسي والجانب العسكري.

 

ولفت بطل أكتوبر، إلى أن إعداد الدولة لخطة الدفاع كان يشتمل على ستة أساسيات وهي السياحة الخارجية المصرية، والقوات المسلحة، والاقتصاد، والشعب المصري وأجهزة الدولة وأراضي الدولة  كمسرح للعمليات، موضحا أنه نشأ عِلم جديد في العسكرية في تلك الفترة وهو عِلم إعداد الدولة للحرب وفي تلك الفترة تم الاستعداد عسكريًا.

 

وأوضح أن الاستعداد العسكري شمل استعادة الكفاءة القتالية للجيش والتنظيم والتدريب لاستعادة الأراضي المغتصبة، جاء ذلك تزامنًا مع الاستعداد السياسي في اتجاهين، الأول السعي لتنفيذ قرار 242 والقاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة عقب نكسة 1967 وبذل به جهود كثيرة إلا أنه لم ينفذ بسبب التعنت الإسرائيلي.

 

وقال إن السياسة الخارجية عملت في ذلك الوقت على محور التأكيد على حق استعادة كل الأراضي التي تم احتلالها بالتواصل مع عدة منظمات مثل منظمة عدم الانحياز والوحدة الأفريقية ومجلس الأمن والجامعة العربية والأمم المتحدة للتأكيد على الحق العربي في الدفاع عنه أرضه.

 

من النكسة للانتصار

 

ويتابع:"يمكن تقسيم الفترة ما بين نكسة 67 وحرب 73 إلى 4 فترات وهي الأولى الصمود والتحدي والثانية الدفاع النشط والثالثة حرب الاستنزاف والرابعة إيقاف إطلاق النار"، مضيفا أن حرب أكتوبر استمر القتال بها لمدة 22 يوما بدءا من 6 وحتى 28 أكتوبر في خمس مراحل الأولى كانت اقتحام الساتر الترابي وتركيب الكباري شرق القناة.

 

وأضاف "موسى" أن المرحلة الثانية بعد نجاح العبور، كانت دفع المفارز شرقا ثم في الفترة ما بين 14 حتى 17 أكتوبر كانت صد الهجمات المعادية والقتال غرب القناة حتى الوصول إلى مرحلة الانتشار في الاحتماء في قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار والتي امتدت ما بين 24 حتى 28 أكتوبر وانتشرت القوات الإسرائيلية تحت حمايته.

 

وأكد أن أهم عوامل نجاح الحرب كانت في الجندي المصري، الذي شكل مفاجأة كبيرة بإمكانياته وقدراته العسكرية وتكوينه والروح العالية والإيمان بعدالة القضية والعقيدة الراسخة "النصر أو الشهادة" وتلاحم القادة مع الجنود، مضيفا أن وقوف الشعب المصري خلف قواته المسلحة كان أيضا من عوامل نجاح الحرب.

 

 

عوامل النجاح

اللواء أركان حرب ناجى شهود، مساعد رئيس المخابرات الحربية الأسبق، وأحد أبطال حرب أكتوبر، قال إن الفترة ما بعد 1967 كان مرحلة الاستعداد لعودة الأرض المغتصبة، وكان ذلك واضحا في جملة قالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهي:" ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، مشيرًا إلى أن هناك سياسيين وعسكريين في مصر يؤكدون أن الاستيلاء على سيناء لم يكن النهاية بل بداية المشوار، مضيفا أن إسرائيل كانت تريد تحقيق حلم إسرائيل الكبرى والقادة المصريين حينها كانوا يعرفون أن المفوض الإسرائيلي لم يكن يعلم التفاوض إلا من منطلق القوة.

 

ولفت إلى أن القادة المصريين كان يجب عليهم أن يبذلوا جهدا لإعداد الجبهة الداخلية وسيناء بعد الهزيمة لكي تستطيع الدولة أن تقف مرة أخرى، موضحا أن الاستعداد العسكري بدأ وقتها وتم تسليح الجيش في ظل فرض حظر توريد السلاح إلى مصر، وكان هناك رغبة دولية في أن يتم الحل السياسي قبل عام 1973 وهو ما يعني ضياع سيناء، فكان لا بد من تحريك الأمر عسكريا على أرض الواقع.

 

ومن ناحية الاستعدادات للحرب سياسيًا، أشار إلى ضرورة إنهاء كل عوامل التفرقة بين الدول العربية وخلق تضامن عربي جديد وأن تشارك كل الدول العربية في مرحلة المعركة إما بالمال أو السلاح أو القوات أو الموقع الاستراتيجي وخاصة جيبوتي التي أغلقت باب المندب من 6 أكتوبر إلى حين إشعار آخر حتى تسمح القوات العسكرية المصرية بفتحه.

 

ما قبل الحرب

وعلى مستوى الإعداد العسكري، أوضح "شهود" أن التسليح لم يتوقف على رغبة الدول التي تريد لمصر أن تنتهج الجانب السياسي، قائلا:" إن المصريين قرروا خوض الحرب بما لديهم من سلاح، وحين لم ترد الدول إعطاؤنا كباري للعبور استعملنا تلك التي كانت موجودة منذ الحرب العالمية الثانية ونجحنا بها رغم كونها متهالكة وعبرنا بفضل المهندس المصري، غير أن المعدات لم تكن كافية لكن تدربنا ووفرنا الذخائر للمعركة".

 

وشدد على أن خطة جمع المعلومات عن الجبهة شرق القناة، كان مهم للغاية، بدءا من الشاطئ الشرقي للقناة والنقط الحصينة بدبابتها وتسليحها وخنادقها وموانعها والمواقع المتتالية والمدرعات على المسافات المتوسطة والبعيدة ومناطق المدفعية ومراكز القيادة في العمق كل هذه الأمور كان لدينا معلومات كافية عنها لدى القيادة المصرية.

 

وأشار إلى أن البدو في سيناء كانوا الجندي المجهول الذي خاضوا معركة في منتهى القوة وأمنوا ووفروا تأمين وإعاشة للجيش طوال شهور طويلة فهم جندي صامت ومجهول.

 

 

الغطاء الجوي

وعن معركة نسور الجو، قال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، مستشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن القوات الجوية حمت قوات تنفيذ العمليات خلف فتحات في الساتر الترابي لعبور القوات من ليلة 6 أكتوبر حتى اليوم الثاني، مضيفا أن ذلك كان أسلوب غير نمطي في التنفيذ،متابعًا:" أنه في يوم 7 أكتوبر كانت القوات عبرت إلى الجانب الآخر وظهرت نتائج الحرب بعد أن تواجد جزء من الجيش في الضفة الشرقية للقناة".

 

معركة المنصورة والدور العربي

وعن معركة المنصورة، قال اللواء هشام الحلبي، مستشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن أبرز المعارك الجوية كانت الضربة الجوية في 6 أكتوبر ويوم 14 أكتوبر، عندما حاولت إسرائيل تنفيذ ضربة جوية للقواعد والمطارات المصرية بأعداد كبيرة من الطيارات لتدمير الطائرات على الأرض ولتخرج القوات الجوية من حسابات المعركة.

 

وروى تفاصيل معركة المنصورة قائلاً:" دمرنا عدد كبير من طائرات العدو "الفانتوم" في معركة المنصورة الجوية، وفشلت محاولتهم، واستمرت القوات المصرية في حماية الأهداف والقوات البرية والدولة بالكامل طوال فترة المعركة".

 

وعن الدور العربي وتحديدا بعد قرار منع تصدير النفط إلى أمريكا، قال إنه كان عامل ضغط هام واستطاعت الدول العربية أن تتخذ قرارًا سياسيًا واقتصاديًا قوي، وخفضت إنتاج البترول الذي أثر بقوة في سير المعركة، مضيفا أن ذلك الموقف من الأسباب التي جعلت أمريكا تدخل المنطقة وتسعى إلى تقسيمها بعد حرب أكتوبر.

 

يوضح الحلبي:" الغرب شعر بأننا نمتلك وسائل ضغط لأن الاحتياطي البترولي في منطقة الخليج عالي جدا فانتابهم القلق لأن الدول العربية لو تحكمت في سير البترول بهذا الشكل الضاغط سيصبح الأمر ضربة قاسمة للاقتصاد لديهم".

 

وقال إن أنهم جهزوا مخططًا بعد الحرب قائم على إلا يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى وأن يتم تقسيم الوطن العربي إلى دول صغيرة لكي تبيع البترول بأي سعر بدلا من أن يصبحوا قوة واحدة.

 

قبول المفاوضات ووقف الحرب

 

وكشف الحلبي، عن أن خوض الحرب لم يكن هدفها تحرير سيناء بالكامل إنما اقتحام قناة السويس والساتر الترابي وخط بارليف وكسر نظريات الأمن الإسرائيلية بالاعتماد على مانع طبيعي أو صناعي لحمياتها بعد احتلال الأرض".

 

وقال إن بعد ذلك أصبح من السهولة التفاوض معهم على مائدة مفاوضات وهذا ما كان مخططا منذ بدء الحرب وهذا ما جعل عملية السلام تنجح لأننا تفاوضنا من نقطة قوة وهذا كان هدف السادات أن يتفاوض مع الجيل الذي هزمه أثناء الحرب ليؤكد أنه في حالة فشل المفاوضات فمصر لديها القوة لتكمل الحرب، مؤكدًا أن الرئيس السادات جلس على مائدة التفاوض من أجل ذلك.

 

وقال إن أمريكا أقامت جسر استراتيجي بينها وبين إسرائيل وزودتهم خلال شهر بـ 85 ألف طن معدات عسكرية بالإضافة إلى عدد كبير من طائرات الفانتوم وتعويض عالي لكل خسائرها وونفذت عمليات استطلاع للجبهة الداخلية وزدت إسرائيل بها، مؤكدًا أن  الرئيس السادات قال إنه لن يستطيع محاربة إسرائيل وأمريكا وقبل وقف إطلاق النار بعد أن حقق الهدف النهائي من الحرب.

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air