الأربعاء 8 مايو 2024

عبده جادالله مدير الأخبار في سكاي نيوز عربية: الذكاء الصناعي لن يلغي العنصر البشري

عبده جادالله مدير الأخبار في سكاي نيوز عربية

تحقيقات16-9-2023 | 14:31

أجرت الحوار في الإمارات مى عبد الهادي

الإعلام يتحمل مسؤولية كشف الحقائق وكشف الأخبار المغلوطة للجمهور

الصحفي الناجح يطّلع بشكل دائم على سلوكيات الجمهور المستهدف

الاجتهاد وتطوير المهارات مفتاحي نجاح أي إعلامي

الوسيلة الإعلامية التي لن تواكب العصر لن يبقى لها أي تأثير على المشهد

 

يلعب القطاع الإعلامي دورًا كبيرًا في تشكيل ملامح الرأي العام والتأثير على المجتمع، و يبرز دور الذكاء الاصطناعي كعامل مؤثر في الفترة المقبلة، مما يطرح سؤالًا مهمًا يتمثل في كيفية الوصول إلى الطريقة الملائمة للتعامل مع هذا التحدي خاصة في ظل انتشار الأخبار المغلوطة والمزيفة، بجانب الجهود المطلوب من المؤسسات الإعلامية القيام بها لاكتساب مصداقيتها لدى الجمهور.

وقال عبده جادالله مدير الأخبار في "سكاي نيوز عربية"، إن نشر الأخبار المغلوطة وتزييف الحقائق لم تظهر بسبب الذكاء الاصطناعي، ولكنها أزمة حقيقية ظهرت خلال السنوات الماضية بسبب الانتشار السريع لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لذا فإن الوسائل الإعلامية عليها أن تتحمل مسؤولية التحقق من صحة الأخبار وغايتها وتسليط الضوء على المعلومات المغلوطة وتحذير الجمهور منها.

وأضاف جادالله، في حوار مع بوابة "دار الهلال"، أن الذكاء الاصطناعي قد يحمل تأثيراً سلبياً على وظائف كثيرة في المجال الإعلامي والصحفي، لكن ذلك لا يلغي أهمية العنصر البشري، ومن الصعب أن يحل الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الإنسان.

وإلى نص الحوار...

-         في البداية.. كيف ترى مستقبل الإعلام في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي ؟ 

بدايةً، علينا إدراك مفهوم الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، والذي يمكن تصنيفه إلى أكثر من نوع، فهناك الذكاء الاصطناعي الذي يتم استخدامه في مواقع وتطبيقات إخبارية، يساعد على فهم الأنماط الاستهلاكية عند المتابعين أو القراء أو المشاهدين، وهناك ذكاء اصطناعي يدخل في صناعة المحتوى عن طريق إيجاد ما يلبي التفضيلات المتنوعة لمختلف شرائح الجمهور،  وهناك ذكاء اصطناعي يستخدم في أدوات النشر تبعاً للزمن والسبب والمكان والجمهور المستهدف والنوع والمحتوى، كما أن هناك طرقًا عديدة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام سواء في صناعة المحتوى أو نشره أو تحليله.

  • ما هي أخلاقيات التعامل مع الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق.. وأطر التعامل؟ 

يعتبر التزييف العميق أو ما يعرف باسم الـ Deepfake أزمة حقيقية ظهرت خلال السنوات الماضية نتيجة الانتشار المستفحل لوسائل التواصل الاجتماعي، واتباع هذا النمط من التزييف يخل بركائز أدبيات وأخلاقيات العمل الصحفي، حيث يتمثل الجزء الرئيسي من عمل القنوات الإخبارية في التحقق من الأخبار وصحتها وغايتها.

ومن هنا يبرز الدور الحقيقي لوسائل الإعلام في التثبت والتحقق وتسليط الضوء على التزييف وخطورته وتحذير الجمهور منه وتزويدهم بالنصائح اللازمة التي تحول دون تعرضهم لمثل هذه الأساليب، فبالرغم من أنه من المستحيل إيقاف تأثير التكنولوجيا، إلا أن هناك أدوات ذكاء اصطناعي يمكنها تمييز المحتوى المزيف.

  • هل يشكل الذكاء الاصطناعي خطرًا على مستقبل مذيع الأخبار خصوصاً بعد ظهور تجارب في هذا الإطار .. سواء باستخدام الميتافيرس او غيره من التقنيات؟ 

لا شك أن الذكاء الاصطناعي بمختلف تقنياته وأدواته قد يحمل تأثيراً سلبياً على وظائف كثيرة في المجال الإعلامي والصحفي وغيره، لكن ذلك لا يلغي أهمية العنصر البشري على الإطلاق، ومن الصعب أن يحل الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الإنسان، نعم هذه التكنولوجيا من شأنها تسهيل عمل الصحفي في بعض الأحيان، لكنها لا تلغي دوره على الإطلاق.

  • بحكم خبرة حضرتك .. ماهي مواصفات مذيع الأخبار المتميز ؟ 

الصحفي التليفزيوني الناجح لابد أن تتوفر لديه مجموعة من المهارات الأساسية والرئيسية، وهي إدارته للمحتوى وتمكنه من المعلومات التي يقدمها، بالإضافة إلى أنه يتصف بالاجتهاد والسعي الدؤوب ويمتلك مهارات لغوية قوية تساعده على البحث والاطلاع والكتابة والترجمة، بجانب كونه يطّلع بشكل دائم ومستمر على آخر سلوكيات الجمهور المستهدف وأحدث التوجهات الرائجة في القطاع الإعلامي وغيره، فهو على دراية كافية بالأدوات التي تستخدمها وسائل الإعلام المنافسة والمحتوى الذي تقدمه.

الاجتهاد وتطوير المهارات بالتدريب والبحث هي مفتاح نجاح أي إعلامي، ومع وجود الإنترنت والحلول التقنية المتطورة، أصبح الإعلامي اليوم مزوداً بما يكفي من الأدوات والمراجع التي تمكنه من تحقيق النجاح.

  • كيف ترى المنافسة بين القنوات المختلفة، وبين القنوات من جهة وبين المنصات من جهة أخرى خصوصاً أنها أصبحت أسرع وتصنع قصصاً تحليلية إخبارية سريعة وشيقة؟ 

أود الإشارة إلى نقطة مهمة للغاية وهو أنه لا يمكن لأي منصة إعلامية إلغاء أخرى، والدليل هو الصحافة الورقية المكتوبة التي لا تزال حتى الآن متواجدة في عصر الإنترنت والتكنولوجيا بكافة أشكالها من مجلات وكتب وصحف...لا بد أن يكون هناك نوع من التكامل الذي من شأنه تحقيق الفائدة والتطور والنمو.

لكن، إن لم تواكب الوسيلة الإعلامية تغييرات ومستجدات العصر ولم تكن قادرة على الابتكار، لن يبقى لها أي تأثير على المشهد، وهناك العديد من الأمثلة عن شركات أو علامات تجارية آلت إلى الفشل لأنها لم تواكب التطورات وبقيت حبيسة الماضي.

وعندما أتحدث عن مواكبة تفضيلات الجمهور، فإنني لا أعني هنا الانسياق الأعمى، بل السعي نحو تعزيز مستويات الوعي لدى الجمهور والارتقاء بمستواهم الثقافي والمعرفي

-        ما هي التحديات التي تواجه الإعلام المرئي..  والإخباري على وجه التحديد؟ 

تتمثل أبرز التحديات في القدرة على الانتقال والتحول الرقمي الذي يطرأ حالياً على وسائل الاعلام، ندرك أن الإعلام التقليدي بمحتواه التقليدي لن يبقى كما هو على مدار السنوات القادمة .. في السابق كان هناك عدد محدود من القنوات ثم انتقلنا لمرحلة القنوات الفضائية ثم ها نحن اليوم في مرحلة التكنولوجيا والإنترنت.. والتي تزامنت مع زيادة الاستهلاك الإعلامي من خلال الفيديوهات القصيرة والنصوص الموجزة ..مع هذا الانتقال أصبح التحدي الأكبر هو التحقق من المعلومة.. وتقديم معلومة صحيحة وتوعية الجمهور حيالها..

  •  هل انتشار المعلومات المغلوطة تستفز الصحفي المهني؟ 

بالطبع، لأن على الصحفي البحث في هذه الأمور وبذل الكثير من الجهد لإيصال المعلومة الصحيحة للناس سواءً كانت المعلومات مزيفة أو المغلوطة بقصد تضليل الإعلام. 

يشكل هذا الأمر تحدياً بالنسبة لنا، وخاصةً في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي.. دورنا كمؤسسات إعلامية مرموقة...وانطلاقاً من موقعنا في سكاي نيوز عربية نتولى مسؤولية التحري والتدقيق ودحض هذه الأساليب وكشفها وتوضيحها عبر كافة الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والرقمية.

  • الحقيقة أن سكاي نيوز عربية استطاعت على مدار سنوات تنبي علاقة بها مصداقية بينها وبين المشاهد .. كيف استطاعت فعل ذلك ورؤيتها الفترة القادمة خاصة في ظل تواجد الذكاء الإصطناعي ؟ 

عندما دخلت سكاي نيوز عربية تحديداً المشهد الإعلامي.. كانت ساحة المنافسة الإعلامية محتدمة، ومن هنا جاء التحدي الأكبر في كيفية التفوق على المؤسسات الإعلامية الأخرى وتعزيز مكانة رائدة..

ركزت سكاي نيوز عربية في جوهرها على مواكبة وبث الأخبار العاجلة من جميع أنحاء العالم...وقد كان لهذا النهج دوراً مهماً في تعزيز قاعدتنا الجماهيرية وتوسيع نطاقها...وبالفعل، أصبحت سكاي نيوز عربية خياراً مفضلاً للمشاهدين الذي يرغبون بمعرفة أحدث الأخبار العاجلة.

والتحدي الأكبر بأنك تستطيع أن تكسب ثقة الجمهور بفضل ما تقدمه من أخبار يرتبط إلى حد كبير بما تملكه من مصداقية وموثوقية..

هناك بعض القنوات المنافسة تسارع بنشر الأخبار العاجلة، وأوقعها ذلك في فخ الخبر العاجل غير المتحقق منه...هذا الأمر يفقد القناة مصداقيتها بالتأكيد.

وكوني من الجيل المؤسس لقناة سكاي نيوز عربية، تركز اهتمامنا على نقل الأخبار بعد التثبت تماماً من مصدرها أو نسبها إلى مصدرها الرئيسي...ويعتبر ذلك جزءاً رئيسياً من أدبيات العمل الصحفي وعزز ذلك من مصداقيتنا إلى حد كبير.

وتعتبر سكاي نيوز عربية سباقة في موضوع التحول الرقمي ومواكبة التطور من ناحية تبني أحدث التقنيات أو التواصل المستمر مع المنصات الرقمية الأخرى وغيرها 

  • سكاي نيوز عربية أيقونة في عالم الإعلام العربي ورقم مهم ومؤثر في المعادلة الإعلامية.. هل هناك نية للتعاون بين مؤسسة سكاي نيوز عربية وبين مؤسسات عربية و مصرية ؟ 

تشتمل أكاديمية سكاي نيوز عربية للتدريب العديد من المسارات والبروتوكولات التي تدعم تعزيز علاقات التعاون سواء مع مؤسسات في القطاع الخاص عربيا أو القطاع العام ..  

وبالطبع ساعدت الأكاديمية على  تأسيس بعض القنوات والموجودة حالياً في المنطقة.. وأعني بالتأسيس تأهيل وتدريب الفريق المؤسس او المسؤول عن إطلاق هذه القنوات .

يتمحور جزء رئيسي من أهدافنا حول نقل تجربة سكاي نيوز والخبرات الكثيرة الموجودة داخل غرفة الأخبار لأكبر شريحة تتطلع إلى في التعلم والتواصل 

  • تحدثت عن نقطة هامة وهي خطورة أن الصحفي يستسهل.. هل الذكاء الإصطناعي ممكن يؤثر بشكل سلبي مع الوقت على لغة الصحفي الرصينة.. عندما يلجأ لأدوات الذكاء الإصطناعي..؟ وكيف يطور الصحفي من لغته العربية؟  

كما سبق وذكرت العامل الأساسي في العمل الإعلامي هو العنصر البشري .. فهو الذي يستطيع أن يصيغ ويبلور الفكرة..

بالطبع، يقدم الذكاء الإصطناعي ميزات استثنائية ومذهلة وسيكشف في المرحلة القادمة عن المزيد من الإبداع، لكن الإنسان يبقى هو القيمة التي لا مثيل لها.

لا بد أن يتحلى الصحفي العربي بلغة عربية سليمة ويستفيد من خبرات زملائه الأكفاء في الوسط الإعلامي بالتوازي مع التزامه بتطوير مهاراته وتعزيز قدراته...أشير إلى ذلك لأنني لم أتخرج من كلية الإعلام...

لذلك فأن نصيحتي للجميع، أولاً: إن كنت ترغب بتحقيق شيء مهم عليك أن تبذل ما بوسعك والاستفادة من أقصى طاقاتك..

 ثانياً: لا حدود للطموح ... والنزاهة هي أهم ما يرتكز عليه عمل الصحفي...فضلاً عن تقديم المحتوى التوعوي والمفيد.

Egypt Air