قال الكاتب والقاص والروائي العراقي سعد محمد رحيم، صاحب رواية مقتل بائع الكتب"، التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر، سعيدٌ بورود عنوان روايتى ضمن القائمة القصيرة للبوكر للعام الحالى، مضيفًا وسواء فازت بالجائزة الكبرى في النهاية أو لم تفز، يبقى ما تحقق خطوة لافتة، ومحفِّزة على الطريق الطويل الذي اخترته.
وأكد "رحيم"، أن الجائزة الأدبية ليست غاية مجردة، نهائية، تُطلب لذاتها، إنها مناسبة للتوقف قليلاً لمساءلة النفس والمنجز، والكاتب الجاد الذي يتطلع إلى إنضاج رؤيته إلى الحياة والعالم والكون وتطوير أدواته الفنية وتعزيز خبراته تشكِّل الجائزة التي يحصل عليها في مرحلة ما من مسيرته الإبداعية لحظة قلق وشعور بمسئولية الكتابة.
وأضاف "رحيم"، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أنه سبق وحصل على جوائز عديدة، محلية وعربية، منها جائزة الإبداع العراقى في الرواية لعام 2000، وجائزة الإبداع للقصة القصيرة في العراق لعام 2010، وقبل أشهر كانت إحدى جوائز كتارا للرواية العربية، فئة الروايات غير المنشورة عن روايته (ظلال جسد، ضفاف الرغبة).
وتابع "محمد سعد رحيم": في كل مرة كانت تعقب فاصلة الفرح والنشوة التي أمرُّ بها حالة من التوجس والتفكير المتأمل، فأكون في مواجهة سؤال ضاغط؛ هل بمقدورى كتابة عمل أفضل بعد هذا؟. هل أستطيع المحافظة على زخم الطاقة الإبداعية في داخلى؟ كيف لي ألا أجعل من هذه الجائزة نهاية المطاف؟ حياة المبدع باعتقادي مشروع مستمر للعمل الإبداعى يستغرق إنجازه العمر كله..
وأوضح "رحيم"، أن هذا الأمر بحاجة إلى الإيمان والإرادة والتصميم..قائلا:"الإيمان بأن موقعك في العالم هو موقع الكاتب، بكل ما يتطلبه هذا الموقع من موهبة ومزايا أخرى، ومن ثم الإيمان بجدوى الكتابة في حياة المجتمع..أما الإرادة والتصميم فيخصان دأبك على أداء هذه الوظيفة والتقدم فيها حتى وإن أورثتك الفقر وعداوة بعضهم، ودخول السجن.
بدأ العراقى سعد محمد رحيم، مسيرته الأدبية قاصًا، فأصدر أكثر من مجموعة قصصية، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، إلا أنه في عام 2000م، اتجه لكتابة الرواية، وأصدر "غسق الكراكى"، وتبعها بعد سنوات برواية أخرى.ثم أصدر العام الماضيى روايته "مقتل بائع الكتب".
وللكاتب محمد سعد رحيم، عدد من الكتب التي تبحث في مفهوم المثقف، منها "أنقطة المثقف"، و"روافد التنوير..مرويات فكرية"، و"المثقف الذي يدس أنفه"، كما له كتاب في الاقتصاد، بعنوان "استعادة ماركس".