تحل اليوم 21 سبتمبر الذكرى الثانية لوفاة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام السابق للقوات المسلحة، الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 2021 عن عمر يناهز 85 عام ، وهو بطل عسكري من طراز خاص، وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، وكان له دور مهم في تاريخ مصر وقاد سفينة الوطن إلى الاستقرار في فترة ما بعد ثورة 2011.
المشير محمد حسين طنطاوي
ولد المشير طنطاوي في 31 أكتوبر 1935، والتحق بالكلية الحربية سلاح مشاه ثم تخرج في الدفعة 35 حربية في إبريل 1956، كما حصل علىى بكالريوس العلوم العسكرية، ودورة كلية الحرب العليا.
ليترقى حسين طنطاوي في عدة مناصب قيادية عالية ولا نستطيع أن نغفل دوره التاريخي كقائد لكتيبة 16 مشاة بحرب أكتوبر التي أقترب ذكراها الخمسون، حيث كانت الكتيبة 16 من أولى الكتائب التي عبرت قناة السويس.
كما تولى وزير الدفاع الأسبق، منصب الملحق العسكرى فى دولة باكستان، ثم رئيس فرع العمليات بالجيش الثانى الميدانى، حتى وصل لمنصب رئيس أركان الجيش الثانى الميدانى، فقائدا للجيش الثانى الميدانى، ومنه إلى قيادة قوات الحرس الجمهورى عام 1988، حتى تولى وزارة الدفاع عام 1991، ثم ترقى لرتبة المشير في أكتوبر 1993.
المشير حسين طنطاوي و ملحمة عبور قناة السويس
كان المشير حسين طنطاوي خير مثال للرجل الفدائي الوطني المخلص لمصر، حيث وقف شامخا في مواجهة أعداء الوطن في وقت صعب بكل ما يحمل من قوة في كل الأوقات، كما وهب حياته لرفعة وخدمة الوطن، فضلا عن دوره البارز بحرب أكتوبر المجيدة، عندما كان قائدا للكتيبة 16 مشاة التي ضربت أروع الأمثلة والبطولات خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء.
حينما حدثت مواجهة مباشرة بيننا وبين القوات الإسرائيلية المدعمة بقوى خارجية، لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومتر، وتمكنت الفرقة من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة، إضافة إلى الانتصار الباهر الذي حققه خلال معركة المزرعة الصينية، والتي غدت على العدو بمثابة الهزيمة القاتلة التي خسر بها رجاله وأسلحته بشكل فادح.
المشير حسين طنطاوي بطل الثورة
كان الدور الذي لعبه المشير طنطاوي بعد ثورة يناير داعما وساندا لإعادة استقرار البلاد واضحا، فبعدما تنحى الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير 2011، نتيجة المظاهرات الشعبية التي دامت 18 يوم، تَسّلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة طنطاوي إدارة شؤون البلاد، وبعد تصاعد سلسلة مظاهرات، أعلن طنطاوي للشعب المصري التعهد بإكمال تسليم السلطة إلى جهه مدنية إذا أراد الشعب ذلك في استفتاء شعبي، حتى تم إعفاء طنطاوي من منصبه كوزير للدفاع في 12 أغسطس 2012، وعقب خروجه من الجيش، عُين مستشار لرئيس الجمهورية.
وفاءً وتكريمًا للمشير طنطاوي
حصد المشير طنطاوي خلال مسيرته العديد من الأوسمة والأنواط العسكرية، حيث حصل حصل عقب حرب أكتوبر على نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الثانية، بالإضافة إلى وسام التحرير ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، كما حصل على نوط الاستقلال العسكري ونوط الجلاء العسكري ونوط تحرير سيناء 25 أبريل ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، كذلك نوط الجلاء العسكري ونوط النصر ونوط التدريب ونوط الخدمة الممتازة، وحصل على ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة الطبقة الأولى وميدالية يوم الجيش، وميدالية جرحى الحرب وميدالية العيد العاشر للثورة وميدالية العيد العشرين للثورة وميدالية 6 أكتوبر 1973.
وتوفي في 21 سبتمبر 2021، حيث أعلنت الدولة الحداد رسميا لمدة ثلاثة أيام، وشيع جثمانه في جنازة عسكرية تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأطلقت الدولة اسم المشير طنطاوي على قاعدة الهايكستب العسكرية، تمجيدا لما قدمه المشير من دور تاريخي ومحوري في التصدي لقضايا الإرهاب، وتغيير لهوية الوطن.
كما وضعت محافظة أسوان تمثالا للمشير طنطاوي بمنطقة النصب التذكاري للشهداء بحدقة درة النيل بقلب أسوان، تمجيدا لذكراه ضمن الرموز الوطنية الكبرى، حيث يأتي تمثاله ضمن التماثيل الأربعة الموضوع بحديقة درة النيل، والتماثيل الأربعة للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد انور السادات، مع تمثال الفريق عبد المنعم رياض والرابع كان حق المشير طنطاوي.