الثلاثاء 7 مايو 2024

من الفاطميين حتى اليوم.. كيف احتفل المصريون بالمولد النبوي؟

الإحتفال بالمولد النبوي

تحقيقات24-9-2023 | 19:20

محمود غانم

على مدار أكثر من ألف عام احتفلت أمتنا الإسلامية بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بإظهار مراسم خاصة، اختلفت من دولة إلي دولة ومن عصر إلى عصر ومن الجيل إلي الجيل، ويرجح المؤرخون أن الفاطميين كانوا أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف، إذ جعلوا ذلك اليوم عيد من الأعياد العامة، وفي هذا السياق نستعرض مظاهر الإحتفال بالمولد النبوي خلال العقود الماضية.

 

الدولة الفاطمية 

 

كان أول من سن الإحتفال بالمولد النبوي بالدولة الفاطمية، المعز لدين الله، وسار على ذلك من بعده أولاده وأحفاده، وبرزت مظاهر الإحتفال في توزيع الأموال وإقامة الزينة وقرأة القرآن وذكر الله والصلاة على رسول الله، وكانت تسير المواكب الفخمة يلتف حولها الجند والفرسان بأعلامهم وطبولهم وأبواقهم، يتقدم ذلك كل قضاة الدولة ودعاتها وأهل الرأي فيها.

 

 

 

الدولة الأيوبية

 

كان أول من احتفل بالمولد من الإيوبين هو الملك المظفر كوكبوري، وكان يقيم احتفال يضرب له الأمثال لما فيه من الحفاوة والعطاء، فكان يصل إليه كل عام خلق كثير من الفقهاء والعلماء والصوفية والوعاظ والشعراء، وكان يحتفل بالمولد سنة في الثامن من ربيع، وسنة في ثاني عشر وذلك للإختلاف الواقع فيه، فكان قبل المولد يخر الأبقار والإبل ويزفها بالقبول حتى يأتي الميدان ثم ينحرونها.

 

 

الدولة المملوكية 

 

مع بداية الدولة المملوكية أهمل الإحتفال بالمولد، وذلك لما كان يحيط بالأمة من مخاطر الحملات الصليبية والمغول، لكن ظل العصر شاهد على الإحتفال بالمولد، لاسيما عهد الظاهر برقوق، فكانت تزين القاهرة لهذه المناسبة، وتبذل النفقات الواسعة التي تعم الناس جميعا،

وكما احتفل الملك قايتباى بالمولد بصورة لم يسبق إليها سابق، ولم يلحقه فيها لاحق، إذ صنع لهذه المناسبة سرداق عظيم أنفق فيه أكثر من ستة وثلاثين ألف دينار.

 

العثمانيون 

 

لما استقر للعثمانيين الحكم في مصر، أمر السلطان سليم الأول ، بإقامة الإحتفال بالمولد، وإجراء الزينات على ماجرت به العادة، وبسبب النوازل التي نزلت بالمصريين إبان ذلك، لم يقم له الناس القيام المعتاد، وكان من عادة أهل مصر في أيام المولد وغيرها من المواسم أن يطبخ الأرز باللبن، ويملأون من ذلك قصاعا كثيرة ويفرقون منها على مايعرفون من المحتاجين.

 

وكان يجتمع لهذه المناسبة، رجال الحكومة، وزعماء الإنكشارية، وغيرهم من وجوه الأمة ورؤس التجار، وكانت تمد لكل من حضر الأسمطة الحافلة بألوان المطاعم، وبعد الإنتهاء من المطاعم يصطفون على الأرائك والكراسي، وهناك يقوم أهل الطرق بذكر الله.

 

 

 

الحملة الفرنسية 

 

بعد معارك دامية نجح على إثرها الفرنسيون إخضاع مصر، أمر نابليون بونابرت قائد الحملة إحياء الإحتفال بالمولد، وأراد بونابرت بذلك الإستحواذ على نفوس المصريين

، حتى أن عسكر الفرنس قد ضربوا الطبول والمدافع يوم المولد.

 

 

في الوقت المعاصر 

 

مع بداية شهر ربيع الأول من كل عام تُقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى كمسجد الإمام الحسين ، والسيدة زينب رضي الله عنهما تضم تلك الشوادر أو السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعي الحلوى والأطعمة وسيركًا بدائيا يضم بعض الألعاب البهلوانية وركنا للمنشدين والمداحين، وهم فئة من المنشدين تخصصت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وفي هذا السياق نشير أن الأزهر الشريف، أكد على أن مراد الإحتفال بالمولد النبوي،تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا. 

Egypt Air