الأربعاء 26 يونيو 2024

منى الصباحي : أسعى للدمج بين الطهي والعمارة

10-10-2017 | 16:12

حوار: منار السيد

نموذج للفتيات المجتهدات اللائى سعين وراء حلمهن حتى حققن أهدافهن التى ينشدنها، وبالرغم من كثرة الانتقادات التى وجهت لها بسبب اختيارها لمجال الطهى وتركها الهندسة، إلا أنها أصرت على اختيارها وتحدت الجميع فامتهنت الجزارة، لم تنل من عزيمتها ولم يألها عن هدفها إنكار المجتمع لعمل المرأة "جزارة" بل عملت بدأب حتى أصبحت مساعدة لأحد الطهاة "الشيفات" العالمين الذين لهم باع طويل فى مجال الطهى، إنها الجزارة برتبة "باش مهندس" منى الصباحي والتى كان لنا معها هذا الحوار..

وعن بداية عملها بالطهى تقول: درست العمارة بكلية الفنون الجميلة، وأثناء دراستى بالفرقة الثانية مررت بظروف حالت بينى والمذاكرة وكانت سببا فى رسوبى بتلك السنة، وهو ما أتاح لي فرصة الالتحاق بدورات إعداد الطهاة أثناء إعادتي لذلك العام الدراسى, وفور تخرجي في الكلية بدأت العمل كطاهية "شيف".

وما سبب عدم عملك في تخصصك الدراسى؟

التحقت بكلية الفنون للعمل بمجال التخطيط والتطوير العمراني، وخلال دراستى تطوعت فى أكثر من مبادرة معنية بتطوير أحياء القاهرة التاريخية والعشوائيات، لكنى لم أجد نفسى فى كل هذا فقررت العمل فى مجال آخر بعيدا عن تخصصى.

ما الدورات التي حصلت عليها لتتمكني من إتقان العمل الذي اخترت الالتحاق به؟

تخرجت في مركز معتمد دولي للطهاة عام2013،  فضلا عن حصولي على العديد من الدورات، لكن لأن العمل بالمطبخ وظيفة عملية بالأساس، فدائما يبقى الجانب العملي مهما بقدر النظري.

ما كان رد فعل الأسرة حول مجالك الذى اخترته؟

ساندتني أسرتي كثيرا لكنهم اشترطوا علي أن أحصل على شهادة جامعية أولا ثم أفعل ما أريد.

هل قابلتك عقبات أو مشاكل بعد اختيارك لمجال الطهى؟

بالطبع.. فليس طبيعيا أن تعمل المرأة في المطابخ المصرية وأيضا العالمية، لكن هذا المفهوم يتغير تدريجيا، وأيضا لأن سنى صغير فكثيرا ما لا يثق رؤسائي في قدرتي على التحمل، خاصة وأن العمل في المطابخ يتطلب الكثير من الجهد البدني، لكنني دائما ما أثبت لهم العكس.

ماذا عن قسم  الجزارة الذي أتقنت العمل فيه؟

يعتبر قسم الجزارة ضمن أقسام المطبخ الخمسة مثل قسم الحلواني والخباز؛ وكنت قد درست أساسياته بشكل نظري، وبعد ممارستي العمل أدركت أننى لا بد وأن أتعلم أكثر عنه، في البداية كنت متخوفة من عدم قدرتى على التعامل مع اللحم ونزع العظم منه "التشفية" لأني لا أتمتع بالقوة العضلية المفرطة، لكن مع الممارسة اتضح لي أن الجزارة تعتمد بشكل أساسي ورئيسي على فهم التشريح والدقة فى استخدام السكاكين.

من مثلك الأعلى فى هذا المجال؟

أعتبر الشيف ماركوس إيتن السويسري، مؤسس جمعية الطهاة المصريين مثلى وقدوتى فى هذا المجال، فرغم تجاوزه العام الستين إلا أنه يصر على العمل بنفسه يوميا، ويرفض ترك المطبخ.

وما المسابقات التي التحقت بها؟

مسابقة أفضل شيف تحت 25 سنة لعام 2015، ومسابقة "global chef challenge" باليونان كمساعدة لشيف عمر حمادة عام 2016، ودائما ما أحرص على تجنب المسابقات المخصصة للطهاة الإناث، وأصر على المشاركة في المسابقات التي تجمع بين الجنسين لأننى أؤمن أن التحدي الحقيقي هو إثبات أن تكافؤ الفرص يسفر عن أفضل نتائج من أجل الجميع.

وماذا عن أحلامك وتطلعاتك المستقبلية؟

أحلم بالعمل بمطاعم لدى شيفات يطبقون فلسفتهم الشخصية ويقدمونها للناس، كما أتطلع إلى إجراء دراسة مقارنة بين العمارة والطهي - المأوى والغذاء.

بم تنصحين الفتاه التي لا تستطيع العمل في المجال الذى تريده؟

أنصحها بالمثابرة على تحقيق حلمها، وعدم الانصياع للقيود والقوالب المجتمعية الرجعية، فلا بد لها أولا من التأمل لاكتشاف ما تحبه، ثم السعي المستمر والإصرار على تحقيقه باستماتة.

    الاكثر قراءة