الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

«جولدا» في أكتوبر الخمسين!!

  • 2-10-2023 | 11:59
طباعة

رغم استعدادنا للاحتفال بنصف قرن من الانتصار ، فهاهى علامات هنا واشارات هناك منذ أكثر من شهر ونصف؛ تعدنا بالمفاجآت والمزيد من الأسرار الخافية عن حربنا ، ولكننا فوجئنا باحتفال اسرائيل يسبقنا بفيلم "جولدا" الذى شارك منذ فبراير فى مهرجان برلين وظهر فى الافق مؤخرا من خلال عرضه عبر المنصات واليوتيوب ؛ فتصدر مؤشرات البحث والمشاهدة!!

أى أنهم كانوا يخططون منذ سنوات ليظهر الفيلم فى ذلك التوقيت على مستوى العالم ، ونراه عندما نقترب من موعد النصر!! اختاروا فيلما يوثق فى جانب منه لانتصارنا ، لكنه كالعادة يضخ الأكاذيب بين الحقائق ففى الوقت الذى لايستطيعون انكار الهزيمة وصرخات جنودهم وانسحاب وزير الدفاع موشى ديان وكم الخسائر التى تكبدوها ؛ إلا أنهم ضخموا من عودتهم للسيطرة وكذا "التفاوض" وكأن ذلك فى حد ذاته انتصار!! بل وصل "التضخيم" أن مجرد ذكر الرئيس الراحل السادات لكلمة "اسرائيل" قمة الانتصار!!! هل تصورت نصرا هكذا؟؟؟

ذلك الانتصار الذى من المفترض أنه تحقق لايستطيع انكار التحقيق مع "جولدا" رئيسة الوزراء الاسرائيلية بعد الحرب والتى كانت محورا للأحداث ؛ واستطاعت بعلاقتها مع الولايات المتحدة التأثير!!!
لقد لعب الفيلم على "أوتار" الانسانية الاسرائيلية التى تهتم بشباب صغير السن دفع الثمن حتى أن النهاية كانت حساب "جولدا" لعدد جثامينهم ، وكانوا كذلك "العصافير" فى مشهد الختام!! بعد أن عقد السادات معاهدة السلام!!

لقد استطاع الفيلم أن يلفت الانتباه بذلك الايقاع الذى يمزج بين الدراما والتوثيق ، وبالتاكيد الأداء التمثيلى الرائع للممثلة الانجليزية هلين ميرين وأدائها لشخصية جولدا والتى استطاعت بعبقرية أن تجعلنا نراها فى أدق اللحظات سواء فى المرض ومعاناتها مع السرطان وادراتها للحرب رغم أن منصبها "سياسى"!! واستطاعت كذلك بضوئها أن تخفى ضعف من حولها من ممثلين وجوانب سينمائية!!!
لقد جاء الفيلم ليعيد السؤال الذى يتردد كل عام : لماذا لايوجد فيلم عن أكتوبر؟؟؟ فكل ما لدينا عدة افلام يعاد عرضها سنويا ؛ لم تقترب بأى صوره من نصرنا العظيم.

والفكرة ليست فى وجود فيلم عن اكتوبر "لنا"، نراه كل عام فى ذات الموعد من أكتوبر وشهر رمضان ؛فعلينا أن نفكر فى الآخرين، لنصنع فيلما يوثق النصر ولايتجاهل اللعب بعقولهم ومشاعرهم ، ولنا فى "جولدا" المثل ؛ فهو ليس انتاجا ضخما يوثق للحرب ؛ بل اعتمد على مشاهد "الواقع" بصورة اكبر وبعض المؤثرات، وأحتاج فقط لعقل المخرج جاى ناتيف فى إدارة تلك الحرب وإعادة تقديمها من جديد، فهل نفعل؟؟؟

أخبار الساعة

الاكثر قراءة