أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المساعدات التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، بدأت تشهد انهيارًا واضحًا في ظل استمرار الصراع المسلح بين القوات الروسية والأوكرانية، والذي نشب منذ ما يزيد على 18 شهرا في أعقاب العملية العسكرية الروسية الخاصة هناك.
وأشارت كاتبة المقال جابي هينزليف إلى أنه على الرغم من غياب أية مؤشرات تدل على قرب نهاية تلك الحرب، إلا أن دعم الدول الغربية على المستوى السياسي والشعبي لا يجب أن يتراجع.
ويوضح المقال أن الموقف الغربي فيما يخص المساعدات التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا نابع من الإحساس بالملل الذي بدأ ينتاب شعوب الدول الغربية بسبب طول فترة الحرب وتسرب الاقتناع بأن القوات الأوكرانية لن يمكنها تحقيق النصر على الآلة العسكرية الروسية الجبارة.
وتستشهد الكاتبة بالرأي العام في بريطانيا والذي بدأ يشعر بالضجر والملل والإحساس باليأس من قدرة الجانب الأوكراني على تحقيق الانتصار في الحرب، ولاسيما بعد أن ألقت الحرب بظلالها السلبية الكثيفة على تكاليف المعيشة التي ارتفعت على نحو غير مسبوق منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ويلفت المقال إلى أن المرحلة الحالية تعد من أهم وأخطر المراحل بالنسبة لأوكرانيا التي يواجه جنودها لحظات حرجة من الصراع مع القوات الروسية في ظل الهجوم الأوكراني المضاد في ساحة القتال بينما يواجه المدنيون هناك خطر شتاء قاس تصل فيه درجات الحرارة إلى حد التجمد في ظل مخاوف من استهداف القوات الروسية للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مع قدوم فصل الشتاء قارس البرودة.
وترى الكاتبة أن ما يدعو للقلق أكثر من غيره هو بداية تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا خاصة بعد أن أعلن الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي اعتراضه على طلب الرئيس جو بايدن تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأضافت الكاتبة أنه مما زاد من حدة تلك المخاوف إعلان سلوفاكيا في أعقاب نتائج الانتخابات العامة هناك الأسبوع الماضي وفوز حزب المعارضة الموالي لروسيا، عزمها إيقاف الدعم الذي تقدمه لأوكرانيا.
ويلفت المقال في الختام إلى أن الاتجاه السائد في الوقت الحالي بين شعوب الدول الغربية هو أنه يجب على الحكومات الغربية توجيه مواردها لتلبية احتياجات شعوبها بدلا من توجيهها للمساعدات العسكرية التي تقدمها لأوكرانيا.