مثلما زف جلالة الملك محمد السادس للمغاربة والأفارقة والعرب وكل سكان العالم، يوم 14 مارس الماضي، خبرا عن الترشح الثلاثي لاحتضان كأس العالم سنة 2030، اتخذ الإعلان عن إجازة الملف الثلاثي مرشحا وحيدا لاحتضان التظاهرة الكروية نفسها طابعا رسميا، إذ جرى الإعلان عن ذلك عبر بلاغ الديوان الملكي.
وأكد بلاغ الديوان الملكي: "يزف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بفرحة كبيرة للشعب المغربي خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم".
ومثلما كان الإصرار على الترشح لاحتضان أرقى تظاهرة كروية في الكون منذ أواخر الألفية الثالثة دليلا على الثقة في النفس وتقييما واضحا للقدرات، جاء بلاغ الإعلان عن الظفر ليعبر عن الفخ والاعتزاز، إذ أكد البلاغ نفسه: "ويمثل هذا القرار إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى".
فالمغرب كان وسيبقى واثقا من نفسه ومؤمنا بقدراته، لذلك تنافس باستمرار مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لاحتضان المونديال عامي 1994 و2026 وفرنسا عام 1998 وألمانيا عام 2006، ولم ينتظر أن يخص الاتحاد الدولي لكرة القدم القارة الإفريقية لاحتضان مونديال 2010 ليقدم ترشيحه.
ولم تكن الحسابات التي رافقت حملات المنافسين وعملية التصويت لتثني المغرب عن عزمه، لذلك توالت الترشيحات وتقديم كل الضمانات لإنجاح التظاهرة في حال جرى التصويت لصالح ملف المغرب، وهو الأمر الذي تجدد بعد إقرار الفيفا الملف المشترك الذي عبر المغاربة عن اعتزازهم بأن يكونوا طرفا فيه، وهو ما عبر عنه بلاغ الديوان الملكي في الفقرة الأخيرة، وبهذه "المناسبة، أعرب جلالة الملك عن تهانئه لمملكة إسبانيا وجمهورية البرتغال، مجددا جلالته التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة".
كان الترشح المشترك يبعث على الارتياح، لأنه كما أكد جلالة الملك في كلمته في مارس الماضي "يعد سابقة في تاريخ كرة القدم"، وسيحمل كما قال جلالته "عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وشمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي"، وملثما اختزل الإعلان عن الترشح أسمى معاني "الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك"، جاء الإعلان عن الثقة الكاملة للفيفا في الملف الثلاثي ليؤكد تشبث المغرب بالتزاماته مع شركائه، وليؤكد أنه بلد جاد وذو مصداقية.
حين يحط المونديال رجاله في المغرب، سيتخذ طابعا خاصا، فالمغرب الذي عود العالم على حسن التنظيم وكرم الضيافة سيضيف الكثير الى هذه التظاهرة، وإن غدا لناظره قريب.
صحافي مغربي