تحل اليوم الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، حيث استطاع الجيش المصري الباسل تحقيق نصرٍ كبيرٍ أشاد به العالم كله، وكذلك أشادت به أقلام الكتاب والشعراء، ومن هذه الكتب «حرب أكتوبر في كتاب» أكتوبر 73 السلاح والسياسة"، للدكتور محمد حسنين هيكل، وكان أول من استخدم قلمه الراسخ لتسجيل وتحليل لحظةٍ من أهم لحظات مصر التاريخية.

 

ويعد كتاب«أكتوبر 73 السلاح والسياسة» لمحمد حسنين هيكل مرجعًا هامًا لفهم تفاصيل وأبعاد حرب أكتوبر وأهميتها في تاريخ مصر والتحليلات الهامة لما كان يدور في المسرح السياسي وقتها، فإنه مصدر قيم للمهتمين بالتاريخ السياسي والعسكري.

 

واستطاع هيكل تسليط الضوء على تفاصيل الحرب  وما لا يعرفه الجميع في كتابه عن الحرب وهو الجزء الرابع والأخير من سلسلة «حرب الثلاثين سنة»، التى حكى فيها هيكل قصة الصراع بين الأمة العربية بقيادة مصر، ضد احتلال وسيطرة الدول الأجنبية عليها منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى إلى منتصف الثمانينيات.

 

 وتتكون هذه السلسلة من 4كتب وهم «ملفات السويس»، «سنوات الغليان»،«الانفجار» وأخيرًا هذا الكتاب الذي يحمل في طياته 1183 صفحة يكشف من خلالها الأسرار والمغامرات والكواليس الخاصة بالحرب والانتصار.

 

كان هيكل قريبا جدًا من العملية السياسية وبالأخص الرئيس السادات، حتى أنه قام بكتابة التوجه الإستراتيجي الذي صدر من الرئيس السادات إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل علي وكان هذا التوجه يتحدث عن استراتيجية الحرب وأهدافها، وترتب على هذا التوجيه تكليف الفريق أول أحمد إسماعيل ببدء العمليات. 

 

يروي هيكل في كتابه تفاصيل الحرب وكيفية تحقيق الانتصار بشكل جذاب، ويستعرض هيكل الاستراتيجيات العسكرية والتكتيكات التي تم اتباعها، ويكشف عن الدور الذي لعبته السياسة في توجيه المعركة، حيث أن هيكل في وقت الحرب كان يقوم بالعديد من اللقاءات المصرية والغربية يعرف من خلالها كواليس السياسة والحرب، ثم يحللها ويكتب رؤيته لها من خلال صحيفة الأهرام التي كان هو رئيس تحريرها وكان يتابعها كل المسؤولين حول العالم.