الإثنين 31 مارس 2025

ثقافة

رحلة مع الصحابة (27 _30)|سلمان الفارسي

  • 27-3-2025 | 22:54

سلمان الفارسي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

واجه كل رسولٍ أرسله الله إلى الأرض العديد من المصاعب والتحديات أثناء تبليغ رسالته، لكن  منَّ الله عليهم بمن يساندهم ويخفف عنهم أعباء الدعوة.

وكان لرسول الله محمد ﷺ نصيبٌ من هذه النعمة، إذ أحاط به عدد كبير من الصحابة الكرام الذين آمنوا به، ووقفوا بجانبه، وساهموا في نشر رسالة الإسلام والدفاع عنها.

والصحابة هم كل من آمن بالرسول ﷺ، ورآه، ومات على الإسلام، وقد لازمه بعضهم في أغلب مراحل حياته بعد البعثة، فكانوا عونًا له في تبليغ دعوته.

وخلال شهر رمضان المبارك، تأخذكم بوابة دار الهلال يوميًا في رحلة مع واحد من صحابة رسول الله ﷺ الذين بذلوا جهدهم لنصرة الإسلام وتقوية دعائمه، ونبدأ اليوم 1446هـ ، ونستعرض في جولة مع ملامح من رحلة الصحابي  «سلمان الفارسي».

 الصحابي الجليل « سلمان الفارسي»، كان من االفقراء والعبيد قبل الإسلام.

بدأأت قصة إسلامه عندما قدم رجل من بني قريظة وادي القرى، فابتاعه، فخرج به إلى المدينة المنورة، حتى نزل رسول الله ﷺ  في قباء، وحينما كان يعمل، جاءه شخص فقال: «يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي».

ونزل لمولاه ليستفسر وقال: «ما هذا الخبر؟».

 فرفع مولاه يداه فلكمه بشدة وقال: «ما لك ولهذا، أقبل على عملك».

فقال: «لا شيء، إنما سمعت خبرًا فأحببت أن أعلمه».

فلما حل المساء، وكان لدى سلمان بعض من الطعام، فحمله وذهبه به إلى رسول الله ﷺ وهو بقباء، فقال له: «بلغني أنك رجل صالح، وأن معك أصحابًا لك غرباء، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد، فهاك هذا، فكل منه».

 فأمسك، وقال لأصحابه: «كلوا».

 فقال في نفسه: «هذه خلة مما وصف لي صاحبي».

ثم عاد من جديد، وعاد رسول الله إلى المدينة، فجمعت شيئًا كان عندي ثم جئته به، فقلت: «إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية». فأكل رسول الله ﷺ وأكل أصحابه، فاستدار لينظر إلى ظهر رسول الله فرأى  الخاتم الذي وصف.

 فلما رآه الرسول عرف أنه يريد التأكد من خاتم النبوة، فألقى رداءه عن ظهره، فنظر سلمان إلى الخاتم فعرفه، فانكب عليه يقبله ويبكي.

فقال له رسول الله: «تحول».

 شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله ﷺ غزوة بدر وأحد.

ولكي يتم عتقه من صاحبه، اجتمع رسول الله مع الصحابة ومع سلمان وساعدو بعضهم بعضا حتى يستطيعون توفير المبلغ المراد لعتقه وبالفعل أعتق، وشهد مع رسول الله ﷺ الخندق حُرًّا، وكان هو من عرض فكرة حفر الخندق على رسول الله، حيث كان الفرس يقيمون الخنادق للدفاع عنهم في الحروب، وتوفي في المدائن.

الاكثر قراءة