الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

منها المزرعة الصينية والمنصورة الجوية.. ملاحم قواتنا المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973

  • 7-10-2023 | 04:29

نصر أكتوبر 1973

طباعة
  • محمود غانم

لم ترضخ مصر وإرادة المصريين بعد ما حدث في 1967، فكان الفرق بين الهزيمة والانتصار ستة أعوام، حتى حطم الجيش المصري أسطورة " الجيش الذي لا يقهر" وسطر رجال قواتنا المسلحة بدمائهم ملحمة تاريخية جعلت العالم يقف إجلالاً واحتراماً لذلك، وفى هذا السياق نلقى الضوء على أبرز المعارك العسكرية لحرب أكتوبر 1973.

 

 

معركة القنطرة شرق 

 

تعتبر القنطرة شرق هى المدينة الرئيسية الثانية فى سيناء بعد مدينة العريش، كان لهذه المدينة أهمية إستراتيجية لفتح الطريق الساحلى أمام تقدم قواتنا فى اتجاه رمانة.

 

ولقد كانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون، دار القتال يومى 7و8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليون، وبنهاية يوم 7أكتوبر تمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيداً لتحريرها فى اليوم التالى.

 

وفى اليوم التالى قامت قواتنا بإقتحام المدينة بعد حصارها، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارات القوات المعادية، وتم أسر 30 فرداً للعدو وهم كل من بقى فى المدينة.

 

 

معركة الفردان

 

كانت بداية الضربة الإسرائيلية المضادة صباح يوم 8أكتوبر، ضد قوات الجيش الثانى فى المنطقة من القنطرة شرق إلى الإسماعيلية شرق.

 

بدأت القوات الإسرائيلية بقيادة آدان بالهجوم ضد الفرقة 18، وضد الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة فى قطاع الفردان، تمكنت قواتنا من صد الهجوم، وفشلت قوات العدو فى مهمتها.

 

حاول آدان الهجوم مرة أخرى، وبدأت معركة الفردان بين قواتنا بقيادة أبوسعدة وقوات العدو، لقد فتحت النيران ضد الدبابات الإسرائيلية من ثلاث جهات، دمرت ثلاثون دبابة إسرائيلية خلال معركة دامت نصف ساعة وتم أسر الجنرال الإسرائيلى عساف ياجورى.

 

 

 

 

معركة الدفاع الجوى عن سماء بورسعيد 

 

 

وبينما كانت المعارك على أشدها بين الطيران الإسرائيلى وقوات الدفاع الجوى يومى 6 و7أكتوبر على امتداد جبهة القتال، كان الأمر مختلفاً تماماً فى بورسعيد، لقد اقتصر الأمر خلال هذين اليومين على طلعات جوية متفرقة كانت بمثابة أعمال مشاغلة لا أكثر.

 

 

وفجأة، اعتباراً من يوم 8أكتوبر، شهدت بورسعيد أشد المعارك شراسة بين الدفاع الجوى المصرى والطيران الإسرائيلى.

 

لقد حشدت إسرائيل أعداد متزايدة من الطائرات، بلغ عددها فى بعض الهجمات أكثر من 50طائرة، ويرجع ذلك إلى اعتقاد إسرائيل أن مصر لديها صواريخ أرض/أرض لايمكنها إصابة مدن إسرائيل الرئيسية إلا إذا وضعت فى بور سعيد كما أوضح أحد الطيارين الإسرائيليين الذين تم أسرهم.

 

وبرغم من كثافة هجمات العدو، إلا أنه كان يتكبد خسائر فى كل هجمة يقوم بها، تعطلت بعض صواريخ الدفاع الجوى فى المعركة التى استمرت لأيام، فأمر الفريق محمد فهمى بإيقاف الإشتباك بالصواريخ حتى يظن العدو أنه نجح فى إسكات جميع قواعد الصواريخ، وأن يقتصر الإشتباك على المدفعية المضادة للدبابات وصواريخ الكتف، وتحركت أطقم الإصلاح التى قامت فى 48 ساعة تحت القصف المتواصل بإصلاح القواعد.

 

وهنا كانت المفاجأة للطائرات الإسرائيلية، عندما جاءت تطير فوق بورسعيد على ارتفاع أكبر من مدى المدفعية المضادة للطائرات، فإذ بعشرات الصواريخ التى تنطلق من المواقع، وتساقطت الطائرات الإسرائيلية بالجملة.

 

معركة المنصورة الجوية 

 

رصد الرادار المصري يوم 14 أكتوبر على البحر المتوسط اقتراب 20 طائرة فانتوم تحلق باتجاه الجنوب الغربي من البحر عبر بورسعيد وأبلغت القيادة الجوية، ثم بعدها رصدت 60 طائرة إسرائيلية، قادمة من ثلاث جهات عبر بورسعيد ودمياط وبلطيم وقد أمرت القيادة بتفريقها بواسطة 16 طائرة ميج 21 من قاعدة المنصورة و8 ميج-21 من قاعدة طنطا إضافة إلى 16 طائرة التي تُشكل المظلة الجوية.

 

وبعدها بدقائق، أُبلغ مجدداً عن موجة إسرائيلية ثانية من 16 طائرة قادمة من البحر على ارتفاع شديد الانخفاض، فأقلعت 8 ميج-21 من المنصورة و8 ميج-21 من مطار أبو حماد لاعتراضها وهنا بدأت المعركة الجوية، واحتشدت السماء بالطائرات في دوائر من الاشتباكات الجوية كل طائرة ميج تعقب طائرة فانتوم والعكس.

 

وفي أعقاب ذلك رصدت الرادارات المصرية موجة إسرائيلية ثالثة بقوة 60 طائرة قادمة من ناحية بورسعيد، انطلقت لاعتراضها 8 ميج-21 من مطار إنشاص، واشتبكت الطائرات المصرية مع الطائرات الإسرائيلية فوق قريتي دخميس ودكرنس بالمحلة الكبرى، حتى فشل الهجوم وانسحبت آخر طائرة إسرائيلية من سماء المعركة في الرابعة و8 دقائق تقريبا.

 

 

معركة المزرعة الصينية

 

اضطرت القوات الإسرائيلية إلى إقحام فرقة مدرعة؛ لفتح ممر شمال البحيرات خلف قوات شارون، حتى يمكن توصيل معدات المعبر إلى الضفة الشرقية للقناة بعد أن فشل شارون فى فعل ذلك.

 

 

اشتبكت القوات المصرية مع القوات الإسرائيلية، وهى أشد المعارك ضرواة التى تمت خلال فترة فتح الثغر، واضطرت القوات الإسرائيلية إلى نقل لواء مظلات من جنوب سيناء بالطائرات للإشتراك فى معركة المزرعة الصينية، وكانت النتيجة خسائر فادحة لحقت بها الأمر الذى أرغم الدبابات الإسرائيلية على التدخل لتخليص جنود المظلات.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة