الإثنين 29 ابريل 2024

في ذكرى الانتصارات.. «مجلة الهلال» تستعرض 3 أسلحة بارزة بحرب أكتوبر

سام 6 مع المفاتل المصري

كنوزنا8-10-2023 | 11:50

بيمن خليل

نحتفل في هذه الأيام بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، المعروفة أيضًا باسم «حرب السادس من أكتوبر أو حرب تشرين»، ففي هذه الحرب التاريخية، قدم الجيش المصري والجيش السوري ملحمة استثنائية، حيث استمر الصراع العسكري من 6 إلى 25 أكتوبر عام 1973، وقد خاض الجيش المصري هذه الحرب بالتعاون مع الجيش السوري ضد إسرائيل.

 

تعتبر حرب أكتوبر إحدى الفصول المشرقة في تاريخ العالم العربي والتي خُلدت في ذاكرة تاريخ الأجيال، حيث حققت هذه الحرب انتصارًا مهمًا للشعوب العربية وحقوقها، وأظهرت قوة وإرادة الشعب المصري والشعب السوري في مواجهة التحديات وتحقيق النصر، وسيظل تاريخ حرب أكتوبر شاهدًا على البطولات والتضحيات التي قدمها الجيش المصري والجيش السوري، وتعتبر مصدرًا للفخر والاعتزاز للأجيال الحالية والمستقبلية في العالم العربي.

 

الأسلحة المستخدمة في حرب أكتوبر

استخدمت الجيوش العربية، وخاصة الجيشان المصري والسوري عددا كبيرا من الأسلحة الجديدة خلال حرب أكتوبر 1973 المجيدة، منها الصواريخ المضادة للطائرات المعروفة باسم «سام 6»، والصواريخ المضادة للدبابات «مولينكا» - المعروفة في الغرب باسم - «ساجر ات»، والمدافع الرشاشة المضادة للطائرات ذات الأربع مواسير من عيار 23 مم المعروفة باسم «شيلكا»، والدبابات «ت – 62»، ذات المدفع عيار 115 مم، ومركبات قتال المشاة المدرعة « ب ام ب – 1» المسلحة بمدفع 76 هم وصواريخ  «مولیتكا» ومركبة الاستطلاع المدرعة «ب رد م - 21» ذات البرج المزود بستة صواريخ « موليتكا» ومدفع الميدان بعيد المدى عيار 180 مم، ومدفع الهاون الثقيل عيار 240 مم، وطائرات الهجوم الأرضي «سوخوى - 20» ذات الأجنحة المتحركة، وعديد من عربات نقل الجنود البرمائية والمركبات المحملة بجسور الخ.

ولكن الأنظار توقفت بصفة رئيسية عند الأسلحة الثلاثة الأولى باعتبار أنها كانت ذات فاعلية كبيرة بصورة بارزة ضد السلاحين الرئيسيين للعدو الإسرائيلي وهما الطائرة والدبابة اللذان شكلا خلال حرب 1967 ثنائيا متعاونا لعب الدور الرئيسي في هذه الحرب الخاطفة: «البليتز كريج» والذي دفع بهما في الأيام الأولى للحرب بخيلاء وثقة مطلقة في قدرتهما الساحقة من أجل توجيه ضربة مضادة للجيش المصري على الضفة الشرقية لقناة السويس، فكان نصيبهما الفشل الذريع والخسائر الفادحة بفضل شجاعة وصمود جنود المشاة والدفاع الجوى المصريين وكفاءة هذه الأسلحة الثلاثة بالذات من ناحية التغذية وكفاءة التكتيكات التي استخدمت ضمنها.

 

مجلة الهلال تستعرض أبرز 3 أسلحة في الحرب

وقد نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر في 1 أكتوبر 1976م مقال تستعرض من خلاله أشهر الأسلحة في حرب أكتوبر، وتحدثت من خلاله عن أبرز ثلاثة أسلحة وهم: (الصاروخ سام 6، المدفع الرباعي «شيلكا»، الصاروخ «موليتكا» ساجر ات - 3 ) وتناولت كلا من هذه الأسلحة الثلاثة وعرضت مواصفاتها الفنية ومميزاتها التكتيكية:

 

1- الصاروخ سام 6

صاروخ مضاد للطائرات سوفييتي الصنع يبلغ طوله 22 متر وقطره 33٫5 سم ووزن الرأس المتفجر فيه 40 كيلو جراما ويتراوح مداه المائل ما بين 25 إلی 30 كيلو مترا وأقصى ارتفاع يصل إليه يقدر بنحو 18 كيلو «أي 18000 متر»، وهو قادر على الاشتباك مع الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض أو متوسط أو عالى بكفاءة عالية، حيث تصل نسبة اصابته نحو 98%.. وتركب كل 3 صواريخ منه فوق شاسيه دبابة خفيفة لها منصة اطلاق متحركة، ولذلك فهو ليس بحاجة لقاعدة اطلاق ثابتة ويستطيع التحرك من مكان لآخر بسهولة وسرعة والمناورة بالنيران، ومن ثم يمكنه مصاحبة التشكيلات المدرعة والميكانيكية وتوفير الحماية الجوية الفعالة لها أثناء عملياتها المتحركة هجومية كانت أم دفاعية.

وتتكون البطارية عادة من 4 آليات، أي أنها تضم 13 صاروخا عاملا، ويصحبها جهاز رادار له هوائيان إیریال» احدهما للتعامل مع الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض والآخر للارتفاعات المتوسطة والعالية، وهو مركب أيضا على شاسيه دبابة ويتميز جهاز الرادار الخاص به أنه يعمل على موجات متغيرة، ومن ثم يصعب على طائرات العدو التشويش عليه لتضليل الصاروخ وابعاده عن هدفه، وبالاضافة إلى التوجيه الرادارى للصاروخ فانه يوجه نفسه بالحرارة المنبعثة من محرك الطائرة حال اقترابه منها ويتابعها في مناورتها حتى يصيبها، ولذلك كانت الطائرات الإسرائيلية أثناء حرب الأمة السورية التي أعقبت حرب أكتوبر تحمل بعيدا عن ذيلها بالونا كبيرا مملوء بغاز ساخن ليجتذب الصاروخ إليه، وذلك كمحاولة أولية للتقليل من فاعليته الكبيرة.. وقد أثبت «سام 6» كفاءة كبيرة للغاية خلال حرب أكتوبر على كل من الجبهتين المصرية والسورية واستطاع أن يسقط عددا كبيرا من الطائرات الإسرائيلية بمختلف أنواعها من «الفانتوم» و«السكاى هوك» و« الميراج».

2- المدفع الرباعي «شيلكا»

حين كانت الطائرات الإسرائيلية تحاول الافلات من صواريخ «سام 6» و« سام 3»، عن طريق الطيران على ارتفاعات شديدة الانخفاض، كانت تتصدى لها مختلف المدافع الرشاشة المضادة للطائرات من عيارات 12٫7مم و 14٫5مم و 23 مم المزدوج المأسورة، ولكن أكثر المدافع فاعلية كان المدفع الرباعي عيار 23 هم الموجه بالرادار والذي يعرف في المراجع العسكرية باسم « زدس ير - 23 - 4 » شيلكا - ZSU - 23 - 4 – Shillka السوفييتي الصنع.

ويتألف هذا المدفع من أربع مواسير متقاربة تطلق فوهاتها النار في وقت واحد وتتحرك معا داخل برج مدرع قادر على الحركة في كل اتجاه مركب فوق شاسيه دبابة خلفية مماثلة لتلك التي تحمل صواريخ «سام 6»، والمعدل النظري لسرعة نيران كل ماسورة 1000 طلقة في الدقيقة، أي أن معدل نيران المدفع هو 4000 طلقة في الدقيقة، الأمر الذي يجعله أفضل مدفع من نوعه فى العالم من حيث كثافة وتركيز النيران، إذ يبلغ معدل نيران المدفع الأمريكي المماثل من طراز «فولكان» 2000 طلقة في الدقيقة، ويبلغ وزن كل طلقة 450 جراما وسرعتها الابتدائية 970 مترا في الثانية، ولذلك يبلغ مدى المدفع ضد الطائرات 1800 متر وتحمل الآلية 500 طلقة لكل ماسورة وعادة ما ترافقها مركبة قريبة تحمل لكل ماسورة 2000 طلقة أخرى.

والمدفع ملحق به على الألية نفسها جهاز رادار لادارة النيران يجعل كل طلقة مرتبطة باصطدام موجات الرادار بالهدف، ويبلغ مدى هذا الردار الصغير نحو 20 كيلو وهو يقوم باكتشاف الهدف وتتبعة ثم يحول المعلومات إلى حاسب الكتروني رقمي يحولها إلى حسابات دقيقة وفورية لتوجيه نيران المدفع الذي يستطيع أن يطلق النار بدقة أثناء الحركة أيضا، وهو يعمل بزاوية ارتفاع تبدأ من صفر إلى 85 درجة ويتحرك بسرعة في جميع الاتجاهات أي على 360 درجة، ويستمد المدفع والرادار طاقته من مولد كهربائي مركب في الآلية.. وهو يوزع عادة على شكل سرايا تضم الواحدة 6 مدافع ويخصص لحماية قواعد وبطاريات الصواريخ والتشكيلات المدرعة والميكانيكية، إذ أن الآلية المجنزرة التي يركب عليها لها قدرة السير في الأرض الوعرة بسرعة نسبيا إذ أنها مزودة بمحرك قوته 240 حصانا ووزنها 15 طنا الأمر الذي يجعل نسبة هوة المحرك إلى وزنها 16 حصانا لكل طن، ولذلك تستطيع السير على  الطرق الممهدة بسرعة 44 كيلو في الدقيقة و 30 كيلو في الساعة في الأرض غير الممهدة، ويتألف طاقم المدفع من ثلاثة جنود، قائد وسائق ومدفعي.. وقد أجمعت مختلف الكتابات العسكرية في العالم على فاعلية المدفع العالية.

3- الصاروخ «موليتكا» ساجر ات 

صاروخ موجه سلكيا ضد الدبابات أنتج في الاتحاد السوفييتي خلال النصف الثاني من الستينات.. ويبلغ طوله 60سم وقطره 12 سم ووزن الرأس المتفجر فيه الذي يحمل حشوة جوفاء 3 كيلو جرامات أما جسم المحرك الصاروخى وذيل الصاروخ بزعانفه الأربع وبكرة السلك الملحقة به فتزن 13 کیلو جراما، ويحمل الصاروخ داخل صندوق من الألمنيوم وزنه 3 كيلو جرامات في حالة استخدامه بواسطة جنود المشاة المترجلين، حيث يفك الرأس ويوضع بجانب جسم الصاروخ، وعند استخدامه يثبت جراي الصاروخ بواسطة سقاطات ثم يركب فوق منزلق صغير يثبت في ظهر صندوق العمل نفسه.. وتزن وسيلة التوجيه والاطلاق والبيروسكوب ۱۰ كيلو جرامات وتوضع كلها داخل حقيبة جلدية . ولتكون وسيلة التوجيه من عصا توجيه وقنوات لاسلاك التوجيه لأربعة صواريخ والبيروسكوب والبطاريات ومفتاح القوى، كما تحمل بكرة السلك 3200 متر من السلك الذي تصل خلاله إلى الصاروخ النبضات الكهربائية اللازمة لتغيير اتجاهه أثناء انطلاقه، وتضاف 80 مترا أخرى من الكوابل السلكية لكل صاروخ لربط قاعدة الاطلاق بوسيلة التوجيه، الأمر الذي يسمح بوضع الصواريخ منتشرة بعيدة عن بعضها البعض وعن جندي التوجيه..

ويمكن لطاقم الصاروخ أن يركبه ويعده للعمل خلال 2-3 دقائق، وينطلق الصاروخ بسرعة 110 مترا في الثانية ويحدد السلك مدى الطيران بحوالي 3200 متر، والصعوبة الرئيسية بعد اطلاق الصاروخ نحو هدفه هي في ادخاله في مجال ولاية البيروسكوب بمجرد اطلاقه، ويظهر الصاروخ داخل البيروسكوب على شكل نقطة مضيئة وذلك لوجود شعلة ملاحة في مؤخرته تعمل ككاشف لسهولة التوجيه.

والمدى الفعال لاستخدام الصاروخ يتراوح بين 500 و 3200 متر، ولكن المنطقة الأكثر احتمالا في الاشتباك مع الهدف تقع بین 1300 و 3000 بسبب الوقت الذي تستغرقه عادة عملية ظهور الصاروخ داخل البيروسكوب التي تستغرق من 10 إلى 12 ثانية .

ولذلك يجب اطلاق الصاروخ من زاوية يصل ارتفاعها إلى 30 درجة، ومن ثم فان اطلاقه من فوق مصفحة أو دبابة يقلل من الوقت اللازم لتوجيهه ومن ثم يسهل الاشتباك من مسافة أقصر، ولذلك توضع 7 صواريخ فوق برج متحرك المصفحة «ب ردم» وتحمل المصفحة 8 صواريخ احتياطية أخرى، وعادة ما تتألف فصيلة هذه الآليات من 3 مصفحات مسلحة بالصواريخ ومصفحة رابعة للقيادة مسلحة برشاشات ثقيلة .

و ترتفع نسبة الاصابة من هذه المصفحات إلى 90٪ على حين أنها لا تزيد عادة على 60% في حالة استخدامه مثبتا فوق الأرض.. ويوجه الرامي الصاروخ في البداية نحو الجزء العلوي من الدبابة ثم يوجهه إلى الجزء الأسفل منها في الثواني الأخيرة من مساره.

وقد ألحق هذا الصاروخ خسائر فادحة بالدبابات الاسرائيلية خلال حرب أكتوبر إلى جانب الأسلحة المضادة للدبابات الأخرى.

ملحوظة

جدير بالذكر أن المعلومات الفنية المتعلقة بالأسلحة المذكورة مستمدة من موسوعة جينز للأسلحة طبعة 1975 ومن مجلة  «أسلحة وجيوش» الإيطالية، الترجمة الانجليزية عدد 20 و 22 ومجلة «الطيران والبحرية» عدد 18 .

 

Dr.Randa
Dr.Radwa