الجمعة 21 يونيو 2024

تحيا مصر

11-10-2017 | 12:46

الله أكبر.. الله أكبر، هدرت أصوات المصريين بهذا الهتاف الجليل الذى لا يدانيه هتاف آخر، وجلجلوا به فور أن سدد محمد صلاح ضربة الجزاء التى صعد بها منتخبنا القومى إلى نهائيات كأس العالم.. ليلة الأحد لم ينَم المصريون، كان عشاؤهم فرحة من جميع أنواعها، كان ليلهم خيمة كبيرة ترصعها نجوم السعادة النابعة من قلوبهم .. صعد الشعب المصرى إلى ذروة الفرح، التى ارتقى إليها بروح وطنية فذة لفتت الأنظار.. وانضباط لفت الأنظار.. نعم نزل الملايين إلى الشوارع يحتفلون، لكن هتاف «تحيا مصر» كان واضحا لا تخطئه أذن، والفرحة لم تكن تخطئها عين.. مصر والمصريون فى مونديال روسيا ٢٠١٨، هذا هو العنوان.. وتحت العنوان يمكنك أن تكتب ملايين السطور التى تتلألأ بالسعادة .. والامتنان لهذا الفريق العظيم الذى اقتنص النصر ليهدى للمصريين السعادة التى بلا حدود.

صعدت مصر كرويا.. لكنها من الأساس فى حالة من الصعود الشامل الذى لا تخطئه عين أيضا، «مصر فى كأس العالم « هي عبارة كانت حلما حتى التاسعة من ليل الأحد الماضى، وتحولت إلى واقع بهدفى العبقرى صاحب الإصرار الواضح محمد صلاح، وبجهد كل فريقنا الوطنى من الحضرى إلى تريزيجيه إلى كل لاعب فى الفريق، ذلك الفريق الذى سجل اسم مصر للمرة الثالثة فى تاريخها كفريق بين ٣٢ فريقا على مستوى الدنيا كلها تتأهل لكأس العالم.

صعدت مصر كرويا ولم ينتبه أحد – إلا قلائل – لحقيقة واضحة، هى أن هذا الصعود لم يكن سوى جزء من صعود أشمل.. قبل سنتين وبضعة شهور شاهدنا فرحة مماثلة بافتتاح قناة السويس الجديدة، وبعدها توالت مراحل صعود مصر سواء الصعود الاقتصادى الذى شهد به العالم كله أو الصعود السياسى الذى أعاد اسم بلادنا عالياً فى قارات العالم الستة بعد أن كان بعيدا عنها طوال عقود.

ضرب المصريون المثل لسائر شعوب الدنيا فى حبهم لوطنهم .. ليصمت أعداء هذا البلد الأمين فى الداخل والخارج إلى الأبد، فهؤلاء الأعداء اليوم أدركوا بما لا يدع مجالا للشك أن المصريين على قلب رجل واحد، الروح الوطنية حاضرة بكل قوة، المصريون متحدون خلف رئيسهم وجيشهم ودولتهم وأهدافهم الواضحة التى على رأسها رفع اسم مصر عاليا خفاقا فى كل المجالات.

لقد انطلق شعبنا إلى الشوارع هاتفا باسم مصر.. احتضنوا بعضهم في صراخ هيسترى من الفرحة ليس فقط للصعود وإنما للفرحة التى دخلت قلوب الشعب الصابر.

كان المصريون على موعد مع إعلان الحب للوطن، هذا الوطن الصاعد الذى ينبئ حاضره بأن القادم أفضل.. تأهبوا لهذا الفرح فى الشوارع والحارات وعلى المقاهى وفى البيوت أمام شاشات التليفزيون، وتصدر هاشتاج «اللهم الفرحة لمصر» تويتر قبل مباراة مصر والكونغو بساعات، لا أعرف مصريا واحدا لم يكن يدعو لبلده الأحد الماضى.

هذه هى مصر .. هؤلاء هم المصريون الحقيقيون ..كانت ليلة الأحد سوداء على أعداء هذا البلد الذين كانوا يودون أن نخرج من تصفيات المونديال لكى يتكلموا ويحلو لهم الكلام بالشماتة فى مصر .. فعلى الرغم أنهم يحملون الجنسية المصرية، إلا أنهم فى الحقيقة يحملونها زورا وبهتانا .. أما الذين فرحوا ليلة الأحد وملأوا شوارع هذا الوطن فرحا غسل القلوب وفتح العقول والعيون والآذان على غد أجمل .. فهم المصريون الحقيقيون الذين يعشقون تراب هذا الوطن.

الله أكبر.. بها بدأنا كل انتصاراتنا.. وبها نصرنا الله تعالى، وسوف نبقى منتصرين لأن مصر تستحق النصر والتقدم.