الثلاثاء 1 ابريل 2025

ثقافة

«أمثال شعبية» (30 – 29)| اتق شر من أحسنت إليه

  • 29-3-2025 | 21:50

أمثال شعبية

طباعة
  • بيمن خليل

تُعدّ الثقافة الشعبية من المداخل الأساسية لدراسة الشعوب، حيث تعكس الجوانب النفسية والعاطفية في حياة المجتمعات، وتعتبر الأمثال الشعبية أحد أبرز عناصر هذه الثقافة، إذ تمثل حجر الزاوية لفهم الشعوب.

والمثل هو حكمة تتجسد في كلمات مسجوعة أو غير مسجوعة، تنطوي على رمز يحمل نقدًا أو علاجًا لأحد جوانب الحياة المتنوعة. والحكمة في جوهرها قديمة، هي نتاج الروح وثمار تجربتها، تتشكل من نعم الحياة وابتلاءاتها، نادرًا ما تخلو أمة أو قبيلة من قول الحكمة في أمثال تتداولها، وقد تتجاوز هذه الأمثال حدودها إلى أمم أخرى، إذ إن النفوس البشرية، رغم اختلاف درجات تطورها، تشترك في العديد من جوانب الحياة، وقد تتسم هذه الحكمة بالرقي، لتصبح جزءًا من ثقافة الأمة ومعرفتها العميقة، ويعكس ذلك مستوى تطور الأمة ونضوجها.

خلال أيام شهر رمضان المبارك، نعرض معًا مجموعة من الأمثال الشعبية المصرية التي تناولت موضوعات حياتية يومية متنوعة.

واليوم نناقش الأمثال التي تدور حول "اتق شر من أحسنت إليه"

يحكى أن هذا المثل يعود إلى قصة وقعت في إحدى القرى، حيث كان هناك رجل يعمل راعيًا للأغنام في مزرعة صغيرة، في أحد الأيام، بينما كان يتجول داخل المزرعة، عثر على جرو صغير يرتجف من شدة الجوع والبرد، شعر الراعي بالشفقة تجاهه، فأخذه إلى كوخه الصغير واعتنى به بكل حب، وحماه من البرد.

لاحقًا، قرر الراعي تخصيص شاة من أفضل نعاجه لتكون بمثابة أم للجرو. كانت هذه الشاة ترعاه وتمنحه الحليب والدفء والحنان، واستمرت الأيام والشهور، وكبر الجرو وأصبح قوي البنية وضخم الجسد، وبدأت ملامحه تتغير تدريجيًا.

وفي أحد الأيام، تفاجأ الراعي بمنظر صدمه عندما دخل إلى المزرعة. اكتشف أن هذا الجرو لم يكن كلبًا كما اعتقد، بل كان جرو ذئب، وما كان من هذا الذئب إلا أن انقض على الشاة التي كانت ترعاه في صغره، ونهش لحمها دون أي شعور بالامتنان أو الاعتراف بالجميل، غير مكترث بما قدمته له من رعاية وحنان عندما كان ضعيفًا لا يقوى على شيء.

وهكذا أصبح هذا المثل متداولًا ليُقال في المواقف التي يُرد فيها المعروف بالإساءة، ويُذكرنا بالحذر من تقديم الإحسان لمن قد يرد الجميل بالشر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة