رغم أن القانون المصري يجرم زواج القاصرات إلا أن هذه الجريمة لازالت مستمرة في بعض القرى والنجوع.. الأمر الذي ينعكس سلباً على الفتاة التي سلبت طفولتها في سن مبكرة، ما يعرضها للعديد من الاضطرابات النفسية والعضوية أيضاً.
من جهتها، أكدت الدكتورة إيمان ممتازة استشاري الصحة النفسية أن الزواج المبكر يؤدي إلى العديد من الاضطرابات النفسية التي تصيب الفتاة، وذلك لأنها تنتقل من حياة الطفلة إلى حياة المرأة دون أن تكون مؤهلة نفسياً وجسدياً وعقلياً لذلك. والنتيجة تعرضها للإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر، حيث أن الفتاة في سن مبكر تفتقر إلى النضج العقلي والإدراك الواعي وطريقة التعامل الصحيحة مع مسئوليات الزواج والحياة الأسرية خاصة في وجود أطفال ، وغالباً ما يكون فرق السن كبير بين الزوج والزوجة مما يؤدي إلى مشاكل كثيرة لعدم توافقهم علي المستوي العقل والإدراك، ومن ثم تنهار الأسرة في اغلب الأحيان.
وأشارت الاستشارية النفسية إلى مخاطر جسدية وصحية بليغة تتعرض لها الفتاة جراء الزواج المبكر مثل عدم قدرتها علي تحمل العلاقة الجنسية، وتعرضها للإجهاض المتكرر، وفي حالة اكتمال الحمل تكون الولادة متعثرة بشكل كبير، كما يصعب عليها الرضاعة بشكل طبيعي ، وبالتالي يؤدي ذلك إلي مشاكل في عملية نموها الجسدي مما يؤثر بالسلب علي ملامحها وقوتها البدنية علي المدى البعيد.
وأضافت ممتاز أن هذه المشكلة تتمركز بشكل كبير في القرى الريفية التي لازالت متمسكة بأعراف بالية كتزويج البنت في سن مبكر بحجة سترتها، كما يرتبط الزواج المبكر بظاهرة التسرب من التعليم ، ما يفقد الفتاة الوعي الكافي للدفاع عن نفسها وحقوقها .
واختتمت استشارية الصحة النفسية حديثها بمجموعة من النصائح للحد من حالات الزواج المبكر من أهمها:
- العمل علي إبقاء الفتيات في المدارس لاستكمال تعليمهم
- تكثيف حمالات التوعية بمخاطر الزواج المبكر خاصة في المناطق الريفية
- تشديد العقوبة القانونية في حالة قيام الآباء بهذه الجريمة
- مشاركة رجال الدين في توعية الآباء والأمهات بمخاطر الزواج المبكر لما لهم من تأثير كبير علي أفراد المجتمع