السبت 18 مايو 2024

العريس..

14-10-2017 | 01:03

بقلم: حمدى رزق

ابن الناس الطيبة، شبعان على طبلية أبوه، ولما ربنا كرمه فاض بنعمته على أهله وناسه، ولاد الأصول يعرفون الأصول، ابن أصل حقيقى، وع الأصل دور، محمد صلاح عريس مصر، يستأهل الحب كله، والحب مش كفاية على من أسعد شعبا كان متشوقا لفرحة تفرح القلب الحزين، أسعد حتى العجائز فى البيوت، أبكانا من الفرحة، وأعلن نفسه صانع السعادة.

 

الله يكرم والديك أحسنا التربية، نموذج ومثال، لم يخرج على الغلابة بصورة مستفزة، ولم يركب طائرة خاصة، ولم يقتن سيارات فارهة، متواضع وسره فى تواضعه، من تواضع لله رفعه فوق الناس، صلاح فوق الرؤوس ويستحق تقبيل الرؤوس، لا تسمع عنه إلا كل خير، والفوز معقود فى جبهته، فرس مصرى أصيل، والخير معقود فى نواصيها.

صلاح حالة مصرية، النيل رواه والخير جواه، وآه يا اسمرانى اللون، حبيبى يا اسمرانى، عطفة السيد الرئيس شكرا لصلاح باسم ١٠٠ مليون مصرى، وشكره لشباب المنتخب الوطنى فى شخص صلاح يحفز الهمم، ويشحذ العزيمة، صلاح هو ما تتمناه مصر، إخلاص ووفاء وعرق، لم يطلب ثمنا وأفاء الله عليه من كرمه، وأما بنعمة ربك فحدث.

كثير السجود شكرا لخالقه، وسجدة شكر تمنحه توازنا ورباطة جأش، من الذى يتقدم الصفوف فى هذه اللحظة المصيرية، من ذا الذى يكفى زملاءه مؤنة هذه اللحظة العصيبة، هو صلاح الذى عوضنا عن صبرنا خيرا، عوض الصابرين، صلاح هو العوض بعد سنوات عجاف، جرت الدموع أنهارا، غسل المصريون أحزانهم فى ليلة عرس، وكان العريس أبو صلاح.

صلاح ليس لاعب كرة أصاب هدفا، صلاح نموذج خليق أن يتبعه كثير من النجوم والمشاهير، صلاح الذى أكرمه الله فصار لاعبا عالميا، لم ينس وطنه، ولم يغادر قلبه أغلى اسم فى الوجود، ودوما يعود إلى مسقط رأسه، يكرم الفقير، ويعطف على المسكين، ويسند من جار عليهم الزمان، ربنا أكرمه لأنه يكرم الطيبين.

يوم اصطحب العريس زوجته وابنته فى سرية وكتمان ذات صباح، وقام بالمرور على عدد من مستشفيات وملاجئ مدينة طنطا، والوقوف على احتياجات المستشفيات ودور الأيتام قبل أن يتبرع بمبالغ مالية متفاوتة، وصلت فى النهاية لنحو خمسة ملايين جنيه من أجل النهوض بتلك المؤسسات وإعانتها على أداء مهمتها.

قبلها تبرع صلاح بإنشاء وحدة إسعاف لخدمة أهالى قريته، وحضانات ووحدات غسيل كلوى، ومعهد دينى، ومرتبات شهرية للفقراء، ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر سراً وعلانية، وقبلها تبرع لصندوق تحيا مصر واستقبله رئيس الجمهورية شاكراً حسن صنيعه، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.

صلاح الفرعون المصرى الصغير سناً الكبير فناً، يرسم صورة الابن البار بوطنه وأهله وناسه، لم تسكره خمر الشهرة، ففارق أصله، ولم تلعب برأسه الفلوس فنسى نفسه، ولم يبع نفسه بضاعة لجماعة فصار نجمها وكان فى قلب وطنه منيرا، فنطفئ بريق عينيه، وشاهت الابتسامة على شفتيه، وصار منبوذا مكروها، صلاح حفر لنفسه نقشا فى القلوب لأنه مصرى ابن مصرى ولم يفارق وطنه، ويلقب بالفرعون المصرى، ولم يهمل واجباً وطنياً وإنسانياً ليعين وطنه وأهله وقت الشدة.

أحبك يا صلاح حبين، حب المضروب بكرة القدم، وحبا لأنك أهل لهذا الحب، صلاح دوما عند حسن الظن، فى كل مرة يضرب مثلاً، حاجة تفرح القلب الحزين، نموذج ومثال لأولاد الأصول وهو يقضى العيد بين أهله، ويرعى دورة رمضانية فى قريته الطيبة «نجريج»‬ بسيون/ غربية، ويوزع الهدايا والكئوس والميداليات على الناشئين، ويجول وزوجته امتناناً وعرفاناً على مستشفيات وملاجئ تترجى الله فى حق النشوق، ويسد حاجتها، ويقيم أودها، ويهبها من فضل الله.

صلاح لم يتخلف عن وطنه بتبرع لصندوق الفقراء، تحيا مصر، ولم يتخلف عن نداء حملة «‬لا.. للإدمان» واقتطع من وقته وبرنامجه المكثف فى الدوريات الأوربية ليصور أفلام الحملة التى أحدثت أثراً فارقاً فى جهود وزارة التضامن فى مكافحة الإدمان، وبشهادة الدكتورة الوزيرة غادة والى، ويقينى أنه نذر نفسه وشهرته وأمواله ليسعد أهله وناسه.

مجددا، ابن أصول، وشبعان من طبلية أبوه، الله يكرم والديك أحسنا التربية، نموذج صلاح خليق أن يتبعه كثير من النجوم والمشاهير، وعليهم جميعاً واجب نحو وطنهم وأهلهم وناسهم، لو كل نجم ذهب إلى مسقط رأسه يلبى حاجات أهله الملحة والعاجلة التى تعجز عنها مخصصات الحكومة وتبرعات أهل الخير، لكن فضلاً عظيماً.

ونجومنا إلا من كانوا إخوانا أو متأخونين لا تنقصهم النخوة الوطنية، بيننا ألف ألف من أمثال صلاح، وعليه، أحمّل صلاح أمانة وهو أهل لها، أن يؤسس لمجموعة من مشاهير كرة القدم تحت مسمى «أصدقاء صندوق تحيا مصر»، مهمتهم الوطنية حمل هذا الصندوق فى حلهم وترحالهم يجمعون له التبرعات، ويقيمون المباريات، والمهرجانات، يحولون هذا الصندوق إلى مشروعهم الخيرى الكبير، وكما تبرعت كوكب الشرق بمالها وصوتها وجهدها للمجهود الحربى إبان النكسة، عليهم أن يتطوعوا للمجهود الوطنى لإقالة البلاد من عثرتها الاقتصادية، وهم أولى بوطنهم من الغريب.

أقول قولى هذا ثقة فى وطنية نجومنا، ولا مجال للمقارنة أبداً بين الأصيل والخسيس، بين من يحنو على أهله، ويبر وطنه بما أفاء الله عليه من فضل، ومن جعل فى ماله واسمه نصيباً لجماعة إرهابية خرجت على المصريين تقتل فيهم وتسفك الدماء.. لا يستويان.

    الاكثر قراءة