تستضيف العاصمة الصينية بكين منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الثالث رفيع المستوى، وهو مناسبة مهمة للحديث عن تاريخ حاضر ومستقبل طريق الحرير القديم، بهدف التعرف أكثر على مبادرة الحزام والطريق الكبرى ، التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، والتي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج عام 2013، وموقع وأهمية المبادرة بالنسبة لمصر وكذلك لأفريقيا والعالم.

وتسمى مبادرة الحزام والطريق أيضا بمبادرة "طريق الحرير الجديد" وطريق الحرير البحري هي استراتيجية تنموية تعتمدها الحكومة الصينية وتتضمن تطوير البنية التحتية والاستثمارات في 152 دولة ومنظمة دولية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا .

 

طريق الحرير القديم

يرجع تاريخ طريق الحرير إلى أكثر من 2000 سنة ويمتد طوله إلى أكثر من 10000 كيلومتر، وهو يمثل مجموعة الطرق المترابطة التي كانت تسير فيها القوافل والسفن قديماً بين الصين وأوروبا منذ أيام أسرة هان (منذ نحو 200 عام ق. م)، وقد ربط بين كل من الصين والهند والإمبراطورية الفارسية والدول العربية واليونان القديمة وروما القديمة، وعزز التبادلات الحضارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكان لطريق الحرير تأثيراً كبيراً في ازدهار ونشر ثقافة كثير من الحضارات، مثل الصينية والمصرية والهندية والرومانية.

لماذا اطلق عليه هذا الاسم

أطلقت تسمية "طريق الحرير" لأول مرة من قبل العالم الجغرافي الألماني "فرديناند فون ريشتهوفن" في عام 1877، لأن الحرير كان يمثل النسبة الأكبر في التجارة بين الدول في ذلك الوقت. ويشير طريق الحرير القديم إلى الطريق الذى يبدأ من مدينة "شيان"، والتي كانت تعرف قديماً باسم "تشنغان" وكانت عاصمة قديمة للصين لأكثر من 10 أسر حاكمة عبر تاريخ الصين القديم، ويمر الطريق عبر ممر "قاسو"، وفي التاريخ القديم كان يعرف باسم ممر "خهشي" وماراً أيضاً بمنطقة "شانشان"، وهي مملكة قديمة تقع حالياً في منطقة شينجيانغ،باعتباره طريقاً تجارياً ربط الصين بالغرب في الأزمنة القديمة، وهو يمتد من المراكز التجارية في شمال الصين، حيث ينقسم إلى فرعين: الفرع الشمالي، يمر عبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم حتى البحر الأسود وصولاً إلى البندقية، بينما  الفرع الجنوبي فيمر عبر العراق وتركيا إلى البحر المتوسط أو عبر سوريا إلى مصر وشمال أفريقيا.

 أسباب توقف طريق الحرير

توقف طريق الحرير كخط ملاحي للحرير مع حكم العثمانيين في القسطنطينية، لكن في مطلع التسعينيات ظهرت محاولات لإنشاء طريق الحرير الجديد، من بينها ما عرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي، الذي يصل بين الصين وكازاخستان ومنغوليا وروسيا ويصل إلى ألمانيا بسكك حديدية. وفي سبتمبر 2013، وضمن زيارة إلى كازاخستان أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج عن خطة لتأسيس طريق حرير جديد يصل الصين بأوروبا عُرف بحزام واحد طريق واحد.

وقد مثل طريق الحرير البري الطريق الرئيسي خاصة بعد قيام الإمبراطور ووه (الإمبراطور السابع لإمبراطورية "هان" وكان له فضل كبير في العديد من التوسعات لمملكته) بإرسال تشانغ تشيان (164-114 ق. م)، أول مبعوث صيني لأسرة هان الغربية (206 ق. م - 24 م) إلى آسيا الوسطى

ظل منتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي يجذب أنظار وسائل اإلعالم في الشرق األوسط، حيث تقول قنوات العربية والجزيرة واألهرام اليومية والشرق وجريدة الشرق األوسط إن القمة توفر مزيداً من الفرص لدول الشرق األوسط، ومبادرة “الحزام والطريق” تحدد اتجاهاً جديداً للسالم والتنمية وسوف تجلب الرفاهية الى حكومات وشعوب الدول على طول الطريق بما فيها الدول العربية.

 سوف يحضر هذا المنتدى ،أكثر من 40 من كبار المسؤولين على مستوى الوزراء وما فوق من 18 دولة، وتكاد القمة تغطي منطقة الشرق األوسط، بصفتها حدثاً استثنائيا يعكس صورة حية لحماسة دول الشرق األوسط غير المسبوقة في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق.” تلتزم مبادرة الحزام والطريق بمفهوم التشاور والتعاون والشراكة وتدعو إلى التعاون على أساس الكسب الفوز المشترك والمساواة، استجابةً لهدف دول الشرق األوسط لتحقيق التصنيع والتنوع االقتصادي، من أجل دفع هذه الدول إلى تيار العولمة االقتصادي والربح المشترك.وهذا ما جعل مبادرة الحزام والطريق منذ طرحها تلقي إقباالً شديداً بين دول الشرق الاوسط　في يونيو عام 2014 قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بطرح مبادرة الحزام والطريق،أمام الدول العربية، مما فتح صفحةً جديدةً للتعاون بين الصين والشرق األوسط والدول العربية،  لم تمض ثالث سنوات وشهدت المبادرة إنجازات مرموقةً واحدةً تلوى الاخرفي الشرق الاوسط وبدأ يؤتي ثماره، مما يمنح دول المنطقة والناس شعوراً حقيقياً بالكسب المشترك. على سبيل المثال حصلت الشركات الصينية على حق امتياز بنسبة %12 في مشروع حقل النفط البري بأبوظبي الامارات ، وهي المرة الاولى  التي تنفذ فيها الصين تعاونًا في قطاع صناعات المنبع مع الدول.

حيث يستمر منتدى الحزم والطريق الي وقتنا هذا  ، بوصل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى العاصمة الصينية "بكين" للمشاركة، نيابةً عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي"، المُنعقِد في بكين في الفترة من 17 حتى 18 أكتوبر الجاري، تحت شعار "التعاون عالي الجودة للحزام والطريق: معًا من أجل التنمية المشتركة والازدهار".

وكان في استقبال رئيس مجلس الوزراء، يو جيانهوا، وزير وسكرتير عام الحزب الشيوعي للإدارة العامة للجمارك الصينية.

ومن المُقرر أن يلقي رئيس مجلس الوزراء كلمة إبان فعاليات اليوم الثاني من المنتدى، كما سيعقد عدة لقاءات مع رؤساء عدد من الشركات الكبرى.