انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (اليسارية) في افتتاحيتها التي حملت عنوان "الطرد يزدهر تحت غطاء الحرب"، تزايد هجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين بالضفة الغربية لطردهم منها وضم أراضيهم. 

وأضافت الصحيفة أنه رغم أن ما يحدث في إسرائيل هو كارثة بالنسبة لغالبية سكانها إلا أنه بمثابة فرصة للمستوطنين بالضفة الغربية للانقضاض على أراضي الفلسطينيين؛ فقد كشفت صحيفة "هآرتس" في تحقيق سابق لها إلى أنه منذ نشوب الحرب في غزة بدأت عمليات نزوح فلسطينية من الضفة الغربية بسبب عنف المستوطنين بها.

لفتت الصحيفة كذلك إلى أن الأمر لا يتعلق بحالات منفصلة لكنها عملية مستمرة وواسعة يتم تنفيذها برعاية الحكومة اليمينية والمستوطنين والآن تحت غطاء الحرب، فوفقًا لبيانات نشرها مكتب المنسق الأممي للمساعدات الانسانية فإن نحو 12 في المئة من سكان الضفة الغربية تركوا مكان سكناهم في الضفة خلال السنة الماضية. 

كما أشارت الصحيفة إلى أنه ليس الطرد وحده الذي يزدهر تحت غطاء الحرب لكن عدد القتلى في الضفة الغربية في ارتفاع أيضًا، فوفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، فقد قُتل خلال الأسبوع الأخير 58 فلسطينيًا 10 منهم تم قتلهم برصاص المستوطنين. 

وأكدت الصحيفة كذلك أن ما يحدث بالضفة الغربية بحق الفلسطينيين يستوجب تدخلًا من الجيش الإسرائيلي وانتباهًا من الحكومة الإسرائيلية؛ فالأمر لا يتعلق بتعميق الضم والفصل العنصري على خلفية الحرب في غزة وحسب، لكن يتعلق بجرائم مستوطنين من شأنها أن تدفع الفلسطينيين بالضفة الغربية نحو العنف ويمكن أن تؤدي لفتح جبهة حرب أخرى ستُصعب على الجيش الإسرائيلي دفاعه عن الدولة. 

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتساؤل هل الحكومة التي يوجد بها أعضاء من ممثلي المستوطنين يحلمون بنكبة ثانية للفسلطينيين أو أسوأ منها بإمكانها أن تضع حدًا لتصرفات المستوطنين العنيفة بالضفة الغربية ضد الفلسطينيين؟