السبت 4 مايو 2024

في ذكرى رحيل مي زيادة.. محطات في حياة صاحبة صالون الثلاثاء

مي زيادة

ثقافة17-10-2023 | 12:58

محمد جادالله

يوافق اليوم 17 من أكتوبر ذكرى وفاة «مي زيادة» التي رحلت عن عالمنا في عام 1941، وهي من أهم الشخصيات المؤثرة في العالم العربي بالقرن العشرين، بلغ عدد مؤلفاتها أحد عشر مؤلفًا، تحدثت من خلالها عن أبرز قضايا عصرها، ولنتعرف في السطور الآتية عن التكوين الثقافي لها، والذي أنتج لنا اسم «الآنسة مي زيادة».

ولدت  مي زيادة يوم 11 فبراير 1886م بمدينة الناصرة بفلسطين، اسمها الحقيقي «ماري إلياس زيادة» ولكنها اختارت لنفسها اسم «مي» والدتها من أصل سوري، ووالدها من أصل لبناني، إلا أن موطنهما كان فلسطين.

 ومي زيادة، كاتبة ومترجمة، أتقنت تسع لغات، وهي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، اليونانية، اللاتينية، السريانية، وساعدتها هذه اللغات في القراءة العميقة للموضوعات التي شغلت تفكيرها، كما تركت لنا بعض الكتب المترجمة سنوضحها بعد قليل.

وكان السبب الرئيس لعشقها للكتابة وحبها للترجمة نابع من عمل والدها، حيث كان مدرسًا للغة العربية، فتربت في ذلك البيت المحب للغة العربية، فبدأت مُنذُ صباها بالكتابة ونشرت عددا كبيرا من المقالات وهي في حداثة سنها.

واستمرت «مي» في دراستها حتى أكملت الثانوية العامة في الناصرة، ثم ذهبت مع أسرتها إلى مصر وهنا قامت بالدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة. وبعد تخرجها تفرغت «مي» للكتابة والتأليف، إلى أن وصل بها الأمر إلى عقد صالون أسبوعي يحضر به كبار المفكرين والأدباء، وسمي بـ«صالون الثلاثاء».

وحصل «صالون الثلاثاء» على شهرة كبيرة في ذلك الوقت، لِمَا أثير به من موضوعات ثقافية وسياسية شغلت الرأي العام من المثقفين والعامة، وكان الصالون هو السبب في معرفة «العقاد» لـ«مي» وتطورت علاقتهما حتى وصلت إلى درجة الحب الشديد، وهو ما أشار إليه العقاد كثيرًا في كتاباته.

قضت «مي» عمرها كله في خدمة الكلمة والثقافة العربية في شتى المجالات، ففي مجالات الصحافة والترجمة والأدب نشرت مقالاتها الأولى في جريدة «المحروسة» ومجلة «الزهور»، ثم كتبت في «الهلال» و«المقتطف» و«الأهرام» و«السياسة الأسبوعية». كانت ترفض في بعض الأحيان أن تكتب اسمها أسفل المقال، وتمضي بأسماء مستعارة، مثل: السندبادة البحرية الأولى، عائدة.. وغيرها.

فكانت تتمتع بأسلوب متميز ورقيق يجذب القراء لها، وكانت مقالاتها تزين هذه الصحف والمجالات، وتدل على ثقافة صاحبتها ودورها الهام في النهضة الأدبية والثقافية. وتركت لنا «مي» مجموعة فريدة من مؤلفاتها وترجمتها، وهي:

  • «باحثة البادية»: يُعد هذا الكتاب سبقًا أدبيًا في السيرة والدراسة الشاملة لشخصية المترجم.
  • «وردة اليازجي» في هذا الكتاب ترصد مي ظاهرة تأثر المرأة الشرقية بالمرأة الغربية.
  • «عائشة التيمورية» يدور هذا الكتاب عن الشاعرة عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا ابن محمد كاشف تيمور وكانت محبة إلى التعلم والقراءة والكتابة فجاءت في ذلك الوقت بمثابة النور الذي اضاء للمرأة ظلامها الدامس في ذلك الوقت.
  • «المساواة» يبحث هذا الكتاب في المعنى الحقيقي للمساواة وكيفية تحقيقه وصور عنها.
  • «غاية الحياة» يدور هذا الكتاب عن الحياة في معانها العام وغايتها.
  • «الحب في العذاب» وهي رواية مترجمة من الإنجلزية، حدثت في عهد لويس الرابع عشر.
  • «ظلمات وأشعة» ضمت في هذا الكتاب مجموعة متنوعة من المقالات التي تتصل اتصالًا وثيقًا بالحياة وما يجري بها من أحداث ووقائع.
  • «الصحائف» تناول هذا الكتاب لونًا جديدًا من الدراسات الأدبية والنقدية والاجتماعية، عن كتابًا غربيين وشرقيين.
  • «سوانح فتاة» يحوي هذا الكتاب على آراء وخطرات في الحياة والمرأة والادب والمجتمع، إلى جانب صفحات من ذكرتيها وهي طالبة في مدرسة راهبات الزيارة في «عنيطورة».
  • «ابتسامات ودموع» نقلت مي في هذا الكتاب بعض الآثار الغربية إلى العربية، مشاركة منها لكتّاب عصرها.
  • «رجوع الموجة» وهي رواية فرنسية طويلة للكاتب الفرنسي «برادا» كانت قد ترجمتها «مي» إلى العربية في ثلاثة وثلاثين فصلًا، وهي من الأدب الرومانسي.

ورحلت «مي» عن عمر يناهز 55 عامًا، تاركة بصمة واضحة ولامعة في ذاكرة الثقافة المصرية والعربية، وظلت قصائدها ومؤلفاتها منارة للقراء في شتى المجلات الثقافية.

Dr.Randa
Dr.Radwa