الإثنين 17 يونيو 2024

فرح الجونة

15-10-2017 | 12:17

بقلم: فوزي إبراهيم

هو توصيف ربما كان الأدق لما رأيته من حالة تجسدت في مهرجان الجونة وفعالياته منذ البداية وتبلورت في أغنية الختام (3 دقات) التي كانت الذروة الأعلي في المهرجان بما فيها من بهجة وعذوبة ورومانسية وعفوية وانطلاق وحيوية وشباب،وبما صورته من تعانق لأرواح وقلوب تعشق الجمال، حتي بدت حالة الفرح هي الحالة التي قصدها وسعي لها منظمو المهرجان وجعلوا منها أولوية سبقت أولوية إقامة مهرجان سينمائي فأصبح الاهتمام بصناعة الفرح أكبر منه بصناعة المهرجان وهو المعني الذي لاحظناه في كلمة نجيب ساويرس التي قالها في الختام بكل عفوية وتلقائية حتي بدا صدق الهدف الذي استشعرته منذ البداية في المهرجان بكل فعالياته وأنشطته وكواليسه، وقطعا فإن صناعة الفرح لا تقل في قيمتها ولا في أهميتها عن صناعة المهرجانات،بل إنها في ظروف مثل التي نعيشها ربما تعلو فوق ذلك،وربما وجب عليّ أن أعترف أن حالة الفرح تلك كانت أول ما خطفني في المهرجان وأول ما دفعني لمتابعته.

فرحت بشباب مبهر قاموا علي المهرجان ونظموه تنظيما مشرفا وأثبتوا أن شباب مصر قادر علي الإنجاز إذا ما توفرت الإرادة والإمكانيات، خاصة بشري صاحبة الفكرة والدينامو المحرك لها وعمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان وفريقيهما،وفرحت بذلك الحشد لأكثر من ستمائة فنان وفنانة علي رأسهم الكبير عادل إمام الذي أضحكنا وأبكانا بكلمته البسيطة الصادقة عن عمق ارتباط الهوية المصرية بالفن وعن ثروة قومية حقيقية شكلها الفنانون والأدباء وحققوا بها الريادة لمصر في المنطقة علي مدي التاريخ، لم يكن حضور الزعيم تكريما له بل تكريم لنا وللمهرجان،وفرحت بوجود نجوم عالميين مثل فوريست ويتكر وفانيسا وليامز والمخرج الكبير أوليفر ستون أحد أهم المخرجين في العالم والنجم التركي خالد أرغيتش-أو هاليت أرغيتش- بطل مسلسل حريم السلطان، وكوكبة من ألمع نجوم مصر والعالم العربي يسرا وإلهام شاهين ونيللي كريم وهند صبري ولطيفة وعزت أبو عوف وجمال سليمان وخالد النبوي وخالد يوسف وتامر حبيب وآسر ياسين وباسم سمرة وشيرين رضا وخالد سليم وغيرهم.

فرحت بمشاركة ما يقرب من 80 فيلماً في مسابقات ثلاث هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بقسميها الدولي والعربي والتي فاز فيها فيلم (أم مخيفة) أوScary Mother بالجائزة الأولي كأحسن فيلم أجنبي وفيلم(فوتو كوبي) أحسن فيلم عربي، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة التي فاز بجائزتها الأولي فيلم(لست عبدا لك)أو Am not your negroأحسن فيلم أجنبي وثائقي طويل وفيلم (لدي صورة) للمخرج المصري محمد زيدان أحسن فيلم عربي وثائقي طويل ومسابقة الأفلام القصيرة التي فاز بجائزتها فيلم (عنب الذئب) في القسم الأجنبي وفيلم (قفشة) في القسم العربي،ومنحت جائزة خاصة للفيلم العراقي القصير( مصور بغداد) وجائزة سينما من أجل الإنسانية التي منحها الجمهور لفيلم(سفرة)للمخرج توماس مورجان،بالإضافة لإقامة منصة الجونة السينمائية ذلك الملتقي الإبداعي من أجل دعم المواهب الواعدة والمميزة في مصر والعالم العربي والتي خلقت تجمعا لتلاقي المخرجين والمنتجين والموزعين من العرب والأجانب وكل أطراف الصناعة لتوفير فرص للشراكة الإنتاجية لخدمة الصناعة وتطويرها.

وقبل كل ذلك فرحت بميلاد مهرجان جديد في دولة تستحق أن يولد في كل ركن فيها مهرجان في شتي مجالات الفنون وتستحق أن نري مهرجاناتها تليق بها وبمكانتها،وهو حلم أتمني وأتوقع أن يشارك في تحقيقه رجال أعمال آخرون بعدما فتح نجيب ساويرس الباب وفتح الأعين لمجالات في (البيزنس) تحتاج لجرأة الأذكياء وصحوة الانتماء.

نعم كان الفرح هو المعني والمغزي إلا أن حالة من الغفلة عن أشياء هي من أساسيات وثوابت تنظيم حفلات افتتاح وختام مهرجانات السينما في العالم أبسطها عرض أجزاء من الأفلام الفائزة واستغلال شاشة العرض بما يتوافق مع دقة في الترتيب وسرعة في إيقاع تسليم الجائزة بعد إعلان الفائز ومع عرض مقطع من الفيلم مباشرة لتلافي ما حدث من توهة وتشتيت أثناء توزيع الجوائز، إنها أشياء بسيطة لو صح تداركها في الأعوام القادمة لصحت صناعة الفرح وصناعة المهرجان معا.