أثارت مجموعة من مقاطع الفيديوهات والصور لنساء وأطفال غزة وهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي فوق أنقاض منازلهم  جدلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي،.. حيث تساءل البعض عن سر صلابتهم النفسية أمام ما يجابهونه من غارات القصف الإسرائيلي والتي أفقدت الكثير منهم لبيوتهم وذويهم..

ومن جهته أكد الدكتور" جمال فرويز " استشاري الطب النفسي  في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"،..  أن سر الصلابة النفسية لأهالي غزة سببه ميلاد معظمهم في ظل الاحتلال، الأمر الذي ولد لديهم الإصرار والتمسك بالحياة من أجل استعادة الأرض، ومن ثم ليس بغريب أن نجد المرأة الفلسطينية تربي أبنائها على المقاومة والثبات الداخلي، فهي على وجه الخصوص تتمتع بصلابة داخلية كبيرة جداً للحد الذي يجعلها تقبل استشهاد أطفالها أو زوجها أو حتى جميع أفراد عائلتها من أجل الدفاع عن أرضها دون استسلام أو تراجع .

وأشار فرويز إلى أن الطفل الفلسطيني يستمد الطاقة والإصرار من أفراد أسرته، الأمر الذي جعله يعتاد الحياة تحت وطأة الضغط والحرب، فنجده يحاول أن يلهو بعد وقوع أي حادث مؤلم في محيطة حتى يتمكن من المقاومة والصمود وسط هذه الأجواء الصعبة .

 واختتم استشاري الطب النفسي حديثه بالتأكيد على  أن الطفل الفلسطيني ليس كأي طفل في العالم ، فلدية قدرة كبيرة علي الصمود والتعايش مع الأحداث من الناحية النفسية ، ولكن في نفس الوقت بتأثر بشكل كبير بكل ما يحدث حوله خاصة في حالة وقوع ضرر علي أحد أفراد عائلته مما يعرضه أحياناً إلى ما يسمى بحالة " صمت ما بعد الصدمة "  وهي حالة نفسية تتمثل في فقدان القدرة علي الحديث لبضع دقائق بعد وقوع أي حادث عنيف، لكن سرعان ما يتماسك من خلال محاولته للتكيف والتعايش مع الأحداث ما يخفف عنه كثير من الضغط النفسي .