بلغت الطاقة الكاملة لعدد جرارات الهيئة القومية لسكك حديد مصر، ثاني أقدم سكة حديد في العالم بعد سكك حديد إنجلترا، والأولى في إفريقيا والشرق الأوسط، منذ عام 1976، 820 جرارًا، كهنت الهيئة منها 50% أي 400 جرار تقريبًا؛ تقبع في مقبرة الفرز، ولم يتبق للعمل منها سوى النصف، منها 81 جرارًا معطلًا، بحسب معلومات وصلت إليها “الهلال اليوم”.
وكانت الهيئة القومية لسكك حديد مصر قد قررت إلغاء تشغيل 6 قطارات مكيفة الأحد الماضي، على خطوط "القاهرة - الإسكندرية" و"القاهرة- أسوان"، والعكس، بسبب العجز في الجرارات جرّاء الأعطال المتكررة، ونقص قطع الغيار، خصوصًا التي تستخدم لتعمير وإصلاح الجرارات.
وأوضحت الهيئة أن القطارات التي سيتم إلغاء تشغيلها هي القطارات أرقام: 907 مكيف "القاهرة - الإسكندرية"، و910 مكيف "الإسكندرية - القاهرة"، و1907 مكيف "القاهرة- الإسكندرية"، و1908 مكيف "الإسكندرية - القاهرة"، و2012 مكيف "القاهرة- أسوان"، و2013 مكيف "أسوان- القاهرة".
وكما سبق وأن ألغت الهيئة 42 قطارًا مميزًا، ومطورًا، مؤخرًا تحت زعم تنفيذ خطة التطوير، وتحديث خطوط السكك الحديدية المتهالكة على مراحل؛ فيما أكد عدد من الفنيين والقائمين على الصيانة والتشغيل على النقص الشديد الذي تعانيه الهيئة في عدد الجرارات؛ بسبب تهالك أغلبها، وتكرار أعطال الباقي التي شارفت على انتهاء صلاحيتها؛ فضلًا عن النقص الشديد قطع غيار الإصلاح والتعمير؛ ما جعل أيادي الفنيين والمهندسين بالورش عاجزة ومغلولة عن إصلاحها؛ حيث كشفوا لـ"الهلال اليوم" في تصريحات خاصة قدرتهم على تحدي الشركات الأجنبية، وقيامهم بالصيانة والتعمير للجرارات حال توفير وزارة النقل، والهيئة القومية لسكك حديد مصر قطع الغيار المطلوبة.
من جانبه، اعترف الدكتور هشام عرفات وزير النقل، في جلسة عامة بمجلس النواب، في معرض ردوده على طلبات إحاطة بشأن تردي أوضاع السكك الحديدية؛ بأن السكك الحديدية لم تشهد أي تطور منذ عام 1950؛ حيث بلغ عدد ركاب السكك الحديدية 6 ملايين شخص في السنة، فيما بلغت أطوال الخطوط آنذاك 5200 كيلومتر، مضيفًا أنه يستخدم نفس السكة، بذات المسافة 350 مليون شخص سنويًا؛ ولم يحدث تغيير في أطوال الشبكة، عدا ازدواج الخط الحديدي بسوهاج، ولم تحدث زيادة في أطوال شبكة السكك الحديدية، منذ ما يقرب من 70 عامًا.
وشدد عرفات، على أهمية خلق شبكة جديدة للسكك الحديدية، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة مسحت وحددت 25 مزلقانًا خطرًا وتم حل مشكلاتها “ونسعى لاستكمال تطوير المزلقانات”.
وتابع عرفات، أنه لا تطوير في منظومة السكك الحديدية بدون تحقيق الأمان كأولوية يليها انتظام المواعيد، وأن تطوير محطات القطارات ليس أولوية بل الأولوية لتطوير رصيف المحطات في إطار الإمكانيات التي تتحرك في إطارها الوزارة.