الخميس 2 مايو 2024

نص خطبة اليوم.. تحت عنوان «سيناء المباركة المكان والمكانة»

صلاة الجمعة

تحقيقات27-10-2023 | 10:00

محمود غانم

تنشر بوابة دار الهلال نص خطبة صلاة الجمعة، اليوم 27 أكتوبر2023، والتي جاءت تحت عنوان "سيناء المباركة المكان والمكانة"، وتناولت الخطبة مكانة سيناء في القرآن الكريم، وجبل الطور في سيناء والتجليات الربانية، إضافة إلى التنويه نحو واجبنا ناحية سيناء من وجوب حمايتها والدفاع عنها بالغالي والنفيس.

 

نص خطبة الجمعة 

 

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فسيناء أرض عظيمة مباركة ، رويت بدماء آبائنا وأجدادنا على مر التاريخ ، وهي أرض الخير والنماء والتضحية، تلك الأرض المقدسة التي يحمل ترابها آثار أنبياء الله ورسله، فقد سار عليها سيدنا إبراهيم (عليه السلام) مع زوجه سارة، ومر بها سيدنا يوسف بن یعقوب (عليهما السلام)، وعاش فيها سيدنا موسى (علیه السلام). وقد تحدث القرآن الكريم عن سيناء العزيزة حديثا يدعو للتأمل، حديثا يؤكد على أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية، حديثا يجعلنا نفكر مرات ومرات في ضرورة الحفاظ عليها والاهتمام بها، وتنميتها، واستثمار مواردها الطبيعية، ومعالمها السياحية:  الدينية، والطبيعية، والعلاجية.

فقد أقسم الحق (سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز بطور سيناء في قوله تعالى: [والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع* والبحر المسجور]، مقدمًا القسم بالطور على ما سواه من الأمور الأخرى المقسم بها مع ما لها من مكانة وقدسية، بل إنه سبحانه خصه بتسمية السورة كلها باسمه "سورة الطور".

 

كما أقسم به الحق سبحانه صراحة محددًا ومخصصًا في كتابه العزيز، في سورة "التين"، حيث يقول سبحانه: {والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين* لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}، مقدمًا القسم بطور سنين على القسم بالبلد الأمين، مع ما لهذا البلد الأمين من مكانة عظيمة.

وأشار القرآن الكريم إلى بعض ما بسيناء من الخيرات والبركات، حيث يقول الحق سبحانه: {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين }، وفي هذه الشجرة كان يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كلوا الزيت، وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة).

 

ومن أعظم الأماكن قداسة في سيناء (جبل التجلي الأعظم)، ذلك المكان المبارك الذي شهد تجلي الحق سبحانه وتعالى ، كما شهد نزول الوحي الإلهي على نبيه وكليمه موسى (عليه السلام) ، حيث يقول سبحانه: {فلما أتاها تودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى* وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إنّني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، ويقول سبحانه:[فلما جاءها نُودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم].

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

لا شك أن هذه المكانة التي خص بها الله (عز وجل) سيناء المباركة تستحق منا جميعاً أن نجعلها في قلوبنا، وأن نحميها ونضحي من أجلها بالغالي والنفيس، وهو ما تقوم به قيادتنا الرشيدة وقواتنا المسلحة الباسلة التي قدمت وما زالت تقدم تضحيات غالية من دماء أبنائها في سبيل الوطن بصفة عامة، وفي سبيل الحفاظ على سيناء بصفة خاصة، وهو ما يستحق التحية والتقدير من جهة، والاصطفاف بقوة خلفها من جهة أخرى.

على أننا نؤكد أن مصر حريصة على السلام، وراعية للسلام وداعية إليه، حيث يقول الحق سبحانه: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}، غير أن السلام الذي نبحث عنه هو سلام الأقوياء الشجعان ، السلام القائم على الحق والعدل والإنصاف ، واحترام السيادة المصرية على كل شبر من أرض مصر العزيزة، فمن يحلم بموطئ قدم في سيناء فهو متوهم، فدونها جيش أبي، وأكثر من مائة مليون مصري هم خطوط إمداد حقيقية لجيشهم العظيم .

 

اللهم احفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين

 

Dr.Randa
Dr.Radwa