تشهد الأسواق المالية العالمية تقلبات ملحوظة، بعد أن نشأ تحدٍ جيوسياسي جديد يتمثل في الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك بعد تحديات اقتصادية عالمية فرضها الصراع الأوكراني الروسي.

ونشر موقع "ذا واير" الهندي تقريرًا عن المخاوف بشأن كيفية تأثير الصراع في الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي، الذي وصفه بـ"الهش"، نتيجة تصاعد أسعار النفط واستمرار رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.

وواجهت الأسواق الناشئة، وفقًا للتقرير، تحديات على مدى الأسابيع الماضية، إذ أظهر الاقتصاد العالمي "علامات ضعف" شكلّت مصدر قلق للحكومات في مختلف أنحاء العالم، خاصة تلك التي تواجه انتخابات في الأشهر المُقبلة.

وأكد التقرير أن الأحداث الجيوسياسية تؤثر بشكل متزايد على الأسواق المالية، إذ من الممكن أن تؤدي تصريحات زعماء العالم، كنصيحة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل بممارسة ضبط النفس، إلى خلق حالة من التوتر بين المستثمرين.

وأشار إلى أنه إذا أدى الرد الإسرائيلي إلى تصعيد المواجهة بين القوى الغربية والتحالف بين إيران وروسيا والصين، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الارتفاعات في التضخم العالمي وأسعار الفائدة.

ونقل التقرير عن بعض المحللين وجهة نظر متناقضة مفادها أن الأسواق قادرة على الصمود في مواجهة الحرب بين إسرائيل وحماس، إلا أن آخرين ما زالوا حذرين ويأملون ألا ينتشر الصراع إلى المنطقة الأوسع، ويستشهدون بمثال الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت لها تداعيات اقتصادية محدودة بسبب قرارات إمدادات النفط الاستراتيجية.

وأوضح التقرير أن الترابط العالمي بين النخب السياسية والتجارية في الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين، وروسيا، والسعودية، وإيران، وإسرائيل، يعني أنهم يستثمرون في الأصول المالية العالمية ويتقاسمون المصلحة في تقليل الأضرار الاقتصادية، لكنه حذر من وقوع حوادث في سياق الصراعات، التي تحركها منافسات القوى الكبرى.

ونوه إلى أنه مع استمرار التوترات الجيوسياسية في التأثير على الأسواق المالية العالمية، يراقب العالم من كثب نتائج الحرب بين إسرائيل وحماس، إذ يستمر التوازن الدقيق بين الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتجنب عواقب الصراع في تحدي صنّاع السياسات والمستثمرين على حد سواء.