حذرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم (الأحد) من أن الأعمال الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد هجمات 7 أكتوبر الماضي ؛ قد تؤدي إلى اضطرابات أوسع نطاقا وتمردات عنيفة في المنطقة.

وقالت الصحيفة ، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني ، "إن إسرائيل ضاعفت وتيرة اعتقالاتها في أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ أن هاجمتها حركة حماس في غزة قبل شهر وهو تصعيد كبير يقول محللون إنه قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق".

وأضافت أن هذه الاعتقالات إلى جانب العنف المتزايد ضد الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين ، تأتي وسط قصف واسع النطاق لغزة وتخلق مناخًا في الضفة الغربية مهيأ لتمرد عنيف حدث خلال الانتفاضات الفلسطينية الماضية.

ونقلت الصحيفة عن ميراف زونسزين كبيرة محللي شؤون إسرائيل وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية ، التي دعت إلى وقف القصف الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، قولها: "تحاول إسرائيل استخدام المزيد من القوة لردع حدوث أي شيء في الضفة الغربية، لكنها قد تؤدي إلى تصعيد الأمور".

وتابعت (وول ستريت جورنال): "إن الجيش الإسرائيلي يزعم أن الاعتقالات هي جزء من إجراءات تهدف إلى القضاء على شبكة حماس في الضفة الغربية ، وقال متحدثون باسم الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي إن أكثر من نصف المعتقلين منذ الهجمات مرتبطون بحماس بينما يقول الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان إن الأبرياء بما في ذلك الشخصيات السياسية يتم اعتقالهم من خلال حملة اعتقالات واسعة النطاق ذات دوافع سياسية وتهدف إلى خنق المعارضة".

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ باستخدام الطائرات بدون طيار بشكل روتيني خلال غاراته في الضفة الغربية ، ودعا إلى شن غارات جوية في العمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت كان يعتمد فيه الإسرائيليون عادة على القوات البرية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.. مضيفة أنه في مناسبات عديدة خلال الشهر الماضي، تحولت الغارات في الضفة الغربية إلى هجمات مميتة.

وقالت الصحيفة إن عدد الاعتقالات ، رغم ارتفاعه ، محل خلاف أيضا حيث تقول القوات الإسرائيلية إنها اعتقلت حوالي 1200 شخص في الضفة الغربية منذ بدء الأعمال القتالية الأخيرة بينما تقدر جمعية الأسير الفلسطيني، وهي وكالة غير حكومية تركز على حقوق الأسرى، عدد المعتقلين بنحو 2000 شخص، وفي العام الماضي اعتقلت القوات الإسرائيلية حوالي 500 فلسطيني شهريا في الضفة الغربية، وفقا لتقرير للأمم المتحدة.

ولفتت إلى أنه من بين أكثر من 140 فلسطينيًا قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي، قُتل نصفهم خلال مواجهات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي أثناء عمليات الاعتقال بينما قُتل ما يقرب من الثلث خلال مظاهرات تضامنية مع غزة، وفقًا للأمم المتحدة.

وفي غارات يومي الخميس والجمعة، قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيا في عدة مدن، وفقا للأمم المتحدة ، فيما قالت إسرائيل إنها كانت تستهدف أنشطة حماس وأنها اعتقلت 37 شخصا من بينهم 17 عضوا في حماس، وفقا للصحيفة.

وقالت الصحيفة "إنه منذ بدء الحرب، تداولت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت معتقلين فلسطينيين وهم يتعرضون للضرب والتجريد من ملابسهم وتعصيب أعينهم على يد القوات الإسرائيلية، مما أثار غضبًا شعبيًا في الضفة الغربية فيما قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه تلقى تقارير متسقة وذات مصداقية عن معاملة قاسية وغير إنسانية ومهينة للمحتجزين، وعن العنف الجسدي والنفسي ضد أفراد الأسرة".