كشفت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، التابعة للأمم المتحدة، أن الأنظمة الغذائية الزراعية الحالية فى العالم تفرض تكاليف إضافية خفية هائلة على الصحة والبيئة والمجتمع تعادل ما لا يقل عن 10 تريليونات دولار سنويا، وهو ما يمثل قرابة 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأوضحت المنظمة الدولية - في تقرير أصدرته، اليوم، حول حالة الأغذية والزراعة في العالم، واستنادا لتحليل أجرته يغطى 154 دولة - أن أكبر التكاليف الخفية ناجمة عن الأنظمة الغذائية غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الأطعمة فائقة المعالجة والدهون والسكريات، مما يؤدى إلى السمنة والأمراض غير المعدية، إضافة إلى التسبب في خسائر بإنتاجية العمل، لافتة إلى أن مثل هذه الخسائر مرتفعة بشكل خاص في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط.
وأظهر التقرير أن خمس إجمالي التكاليف يتعلق بالبيئة من انبعاثات الغازات الدفيئة والنيتروجين وتغيير استخدام الأراضي واستخدام المياه، مبينا أن هذه مشكلة تؤثر على جميع البلدان، وربما تم التقليل من حجمها بسبب محدودية البيانات.
وأضاف أن البلدان المنخفضة الدخل هي نسبيا الأكثر تضررا من التكاليف الخفية لنظم الأغذية الزراعية، التي تمثل أكثر من ربع ناتجها المحلي الإجمالي، وذلك مقابل أقل من 12% في البلدان المتوسطة الدخل، وأقل من 8% في البلدان المرتفعة الدخل، أما فى البلدان المنخفضة الدخل فتعتبر التكاليف الخفية المرتبطة بالفقر ونقص التغذية هي الأكثر أهمية.
ودعا التقرير إلى إجراء تحليل أكثر انتظاما وتفصيلا من قبل الحكومات والقطاع الخاص للتكاليف الخفية أو الحقيقية لأنظمة الأغذية الزراعية من خلال حساب التكاليف الحقيقية، تليها إجراءات للتخفيف من هذه الأضرار، وذلك من خلال أدوات مختلفة، مثل الضرائب والإعانات والتشريعات واللوائح لتعديل أنظمة الأغذية الزراعية وتحقيق نتائج أفضل بشكل عام، ومن بينها الضرائب والإعانات والتشريعات واللوائح.. كما دعا الحكومات إلى استخدام حساب التكلفة الحقيقي لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية لمعالجة أزمة المناخ والفقر وعدم المساواة والأمن الغذائي.