السباح المصرى هيثم عادل: عبرت المانش فى ١٢ ساعة ورأيت الموت بعينى
السباح المصرى هيثم عادل
لم تكن إعاقته حاجزاً عن تحقيق حلمه، الذى سعى له من صغره، عندما قام هيثم عادل، السباح المصرى، بكتابة اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ الرياضة المصرية والعالمية، أيضا عندما حقق رقمًا لم يصل له أى سباح مصرى من ذوى الاحتياجات الخاصة من قبل. بدأ هيثم الرحلة عندما تعرض لإصابة أفقدته القدرة على الحركة قبل سنوات، ودخل فى نوبة اكتئاب طويلة، ولم يكن يتخيل أنه سيصبح يومًا ما أول سباح مصرى على كرسى متحرك يعبر بحر المانش من إنجلترا إلى فرنسا.
كيف جهزت نفسك لعبور المانش؟
تلك المغامرة كانت قاسية جدا، حيث ذهبت إلى الغردقة مع الفرقة التى كان من المقرر لها العبور معى لكى نتدرب ونستعد لعبور المانش، كنت أتدرب حوالى خمس ساعات يوميا فى درجة حرارة عشرة فى شهر يناير وذلك حدث لمدة ثلاثة أيام، تدربت فى حمامات سباحة وفى البحر نفسه فى ظل تيارات وتقلبات عنيفة لكى إتعود على أجواء العبور, أكرمنى الله وأصبحت مؤهلا لخوض تلك المنافسة، وأكملت استعداداتى فى نادى التوفيقية بالقاهرة، كنت أتدرب ثلاث ساعات يوميا بدون توقف لكى أصبح مؤهلا لخوض المسافة الطويلة بين إنجلترا وفرنسا، أنهيت تدريباتى فى القاهرة وذهبت إلى إنجلترا قبل موعد العبور بثلاثة أيام لوضع الرتوش الأخيرة، حيث قمت بتجربة السباحة فى درجة حرارة البحر القاسية والتيارات شديدة التقلب، وانتظرت حتى قالت الأرصاد الجوية البريطانية إن يوم 24 من شهر أغسطس هو اليوم المناسب للعبور, بدأت السباحة فى الثالثة فجرا إلى الثالثة عصرا من نفس اليوم فى حوالى اثنتى عشرة ساعة دون توقف حتى وصلت إلى الحدود الفرنسية ورأيت الموت بعينى ولكن إصرارى كان هو السر فى نجاحى.
كيف بدأت رحلة عبور المانش؟
تعرفت على كابتن خالد شلبى، مسئول منافسات بحر المانش فى مصر، وتحدثت معه عن إمكانية خوضى لتلك التجربة، قال لى إنها فكرة مثيرة وفريدة من نوعها، حيث إننى الوحيد فى العالم الذى سيخوض تلك التجربة على كرسى متحرك والتى تكون صعبة للغاية على الأشخاص الأسوياء، ويجب علىَّ أن أمر بتأهيلات قاسية، أبسطها السباحة فى درجة حرارة منخفضة وتيارات شديدة التقلب لكى أكون مؤهلا، لكنى أصررت على قرارى بخوض تلك المنافسة رغم كل ذلك.
ما سبب إعاقتك الحركية وكيف تغلبت على فترة الاكتئاب التى لحقتك بها؟
كنت شخصا سليماً صحياً ليس بى أى ضرر حتى عندما دخلت الخدمة العسكرية وجاءتنى إصابة شديدة ترتب عليها الدخول فى غيبوبة، حتى استيقظت ووجدت الجزء السفلى من جسدى لا يتحرك، دخلت فى فترة اكتئاب شديدة لمدة عام ونصف العام كنت جالسا فى المنزل فقط، بدأت بعد ذلك فى بروتوكول علاج طبيعى ثم علاج مائى، حتى تحسنت كثيرا عما سبق، وكان بروتوكول العلاج المائى هو سبب حبى للسباحة وشرارة الانطلاق.
ماهى إنجازاتك الأخرى وطموحاتك القادمة؟
انضممت إلى منتخب مصر للترايلثون, وحصلت على المركز الثانى إفريقيا ببطولة إفريقيا الأخيرة للترايلثون بالمغرب وطموحاتى القادمة هى الوصول إلى أولمبياد باريس وإن لم أستطع فسأصل إلى أولمبياد لوس أنجلوس بإذن الله.
رسالتك إلى كل شخص من ذوى الإعاقة يسعى لتحقيق حلمه؟
رسالتى لهم أن الإعاقة ليست مبررا لعدم وصولك إلى ما تريد، فيجب عليهم الإيمان بالقدر وبأن إصابتنا هى ابتلاء وقدر من الله لنا، ويجب عليهم أن ينخرطوا فى المجتمع ويؤثروا فيه كى لا يشعروا أنهم مختلفون أو ليس لهم وجود فى المجتمع، وعليهم أيضا تقبل نفسهم كما هم، وعدم الاهتمام بالكلام السلبى من الآخرين.