الأربعاء 27 نوفمبر 2024

المصور

عمر لطفى بك مؤسسه وأول رئيس له الأهلى.. حكاية عُمرها 116 عاماً

  • 7-11-2023 | 14:19

صورة أرشيفية

طباعة
  • بقلـم: أحمد شيرين فوزى
بدأ النادى الأهلى بمجرد فكرة، وكان صاحب هذه الفكرة عمر لطفى بك وكيل مدرسة (كلية) الحقوق ورئيس نادى طلبة المدارس العليا (الجامعات حاليًا). تأسس نادى طلبة الجامعات فى الثانى من ديسمبر 1905، كأول تجمع لطلبة الجامعات فى مصر، وكان قد اجتمع مائتان من هؤلاء الطلبة فى إحدى قاعات مدرسة (كلية) الطب لانتخاب مجلس الإدارة، حيث تم اختيار عمر لطفى بك رئيسًا للنادي. وقد أحس عمر لطفى بك أن هؤلاء الطلبة يحتاجون إلى ما هو أكثر من مجرد نادٍ لطلبة الجامعات، لأن هؤلاء الطلبة كانوا يقضون أوقاتهم فى المحال العمومية، يجلسون على المقاهى وبعضهم يعتكف فى منزله، وبمجرد إتمام بعض هؤلاء الطلبة لدراساتهم ينشغلون بأمور معاشهم، يتفرقون فى البلاد، يبعدون عن القاهرة، تنقطع بينهم أسباب الألفة ويصبحون غرباء بعضهم عن بعض، وهذا ما دعا «لطفى» لأن يبحث جديًا لتأسيس فناء فى مكان صحى خارج المدينة، يكون منتدى لطلبة الجامعات وخريجيها، يلتقون فيه ويمارسون بجانب لقائهم الرياضات المختلفة، وهكذا ولد النادى الأهلي. كان النادى الأهلى وقتها اختراعًا جديدًا لا فى القاهرة ولا فى مصر كلها. فقد سبق وأسس الأجانب قبل أن يفكر عمر لطفى بك فى النادى الأهلى سبعة عشر ناديًا فى الإسكندرية وتسعة أندية فى القاهرة، والمصريون أيضًا كانوا قد أسسوا فى القاهرة نادى السكة الحديد سنة 1903، وفى الإسكندرية نادى النجمة الحمراء (الأولمبى حاليًا) سنة 1905، ولكن هذين الناديين تأسسا لأسباب غير التى دارت ببال وخاطر «لطفى». وفى الثانى من شهر إبريل 1907، انعقد أول اجتماع لكل الأصدقاء الذين تحمسوا لفكرة عمر لطفى بك مثل إدريس راغب بك (باشا)، وعبدالخالق ثروت بك (باشا)، وإسماعيل سرى بك (باشا)، ومستر ميتشل أنس «المستشار الإنجليزى فى وزارة المالية»، وسكرتارية محمد شريف أفندي، واتفق هؤلاء على: ضرورة تأسيس هذا النادي، وبدء جمع المال اللازم لتأسيس النادى الجديد. وقرروا تأسيس شركة رأس مالها خمسة آلاف جنيه، على شكل ألف سهم قيمة كل سهم خمسة جنيهات، لإنشاء «النادى الأهلى للألعاب الرياضية»، لتسهيل الرياضة على اختلاف أنواعها وإعداد وسائلها. واتفقوا على اختيار مكان صحى وناءٍ خارج القاهرة ليكون مقرًا للنادى الجديد، فكان هذا المكان فى جنوب جزيرة الزمالك، المكان الذى لا يزال يسكنه النادى الأهلى حتى الآن، وتوالت الاجتماعات بعد ذلك وجمع مبلغ 3265 جنيهًا، ولما لم يكف المبلغ المذكور، تم عمل قرض قدره 2000 جنيه من البنك الأهلى فى مارس 1908، بضمانة حضرات السعادة والعزة عمر سلطان بك (باشا)، وإدريس راغب بك (باشا)، وطلعت حرب بك (باشا)، ثم أخرجوا الفكرة إلى الوجود وتأسس النادي. وحضر عمر لطفى بك عقد الشركة، وعرض إسماعيل سرى بك (باشا) الرسم الذى صممه لبيت النادى (المبنى الرئيسي) فى الزاوية الشرقية القبلية لأرضه بواجهة شمالية، واتفق مع المقاول يوسف افتيموس أفندى على بنائه، ومكانين للتنس وتصليح الأرض للعب الكرة، بمبلغ 2250 جنيهًا، وتم اختيار شركة راسل كوروبيت لتتولى حسابات النادي. ثم كان الاتفاق الأخير وهو اختيار مستر ميتشل أنس «الإنجليزي» رئيسًا للجنة الإدارية العليا (مجلس الإدارة). وقد كان «لطفى» وطنيًا من الدرجة الأولى، لم تدفعه وطنيته لأن يرفض أن يسلم مقعد الرئاسة لرجل إنجليزى الجنسية يجيد التعامل مع الحكومة، ويعرف كيف يستخلص منها الأرض التى سيقام عليها النادي، وتدبير الموارد المالية للبناء عليها. وتقرر فى جلسة 13 ديسمبر 1908، أن يكون ناظر (وزير) المعارف سعد زغلول باشا رئيسًا للجمعية العمومية. وتقرر قبول الأعضاء من يناير 1909، وافتتح النادى رسميًا فى 26 فبراير 1909، على مساحة حوالى أربعة أفدنة، واشتمل على مبنى رئيسى وملعبى تنس وحوش (ملعب) خصص لممارسة لعبة كرة القدم عليه. وفى سنة 1951 تحول النادى من شركة مساهمة إلى نادٍ رياضى اجتماعي. وبالنسبة لاسم النادي، كان من وطنية «لطفى» ورفاقه المؤسسين، الإصرار على ألا يحتفظ الأهلى باسمه فى اللغة الإنجليزية التى يفهمها الإنجليز، فلو كان الأهلى مجرد اسم لبقى الأهلى سواء كانت اللغة عربية أو إنجليزية أو فرنسية، ولكن الأهلى كان يعنى الأهل والناس والبيت والوطن، وبذلك أصبحت ترجمته هى «ناشيونال أى قومى أو وطني»، لذلك كان المقصود بـ«النادى الأهلي» هو «النادى الوطني». وبناء على اقتراح سعادة أمين سامى باشا فى جلسة 25 فبراير 1908، تغير اسم النادى من «النادى الأهلى للألعاب الرياضية» إلى «النادى الأهلى للرياضة البدنية». العضوية كان عبدالخالق ثروت باشا أول من وضع القانون الأساسى للنادى الأهلي، والذى أصبح رئيسًا له فى 9 فبراير 1916، وبعد ثلاث سنوات من رئاسته للأهلي، وبالتحديد فى 6 فبراير 1919، أعلن عبدالخالق ثروت باشا حزنه وأسفه قائلاً: «للأسف لم يصل النادى إلى المقام الذى يجب أن يكون له بين أمثاله من النوادى الأخرى، فعدد أعضائه 263 عضوًا، فكيف نقبل على أنفسنا أن النادى المصرى الوحيد فى عاصمة الديار المصرية لا يضم بين جدرانه إلا هذا العدد من الأعضاء، كم أود أن يكثر عدد الأعضاء فى هذا النادى وأن يؤسس مثله فى كل عاصمة من عواصم المحافظات». أما قيمة الاشتراك السنوى للعضوية فقد كانت متواضعة فى بداية الأمر، ثلاثة جنيهات لموظفى الحكومة، يمكن سدادها على أقساط شهرية، ولغير موظفى الحكومة خمسة جنيهات فى السنة، أما طلبة المدارس العليا فكان اشتراك الواحد منهم ستة قروش فى الشهر، ومن يتخرج يدفع خمسة عشر قرشًا. شعار النادى صُمم شعار النادى الأهلى فى 3 نوفمبر 1917، وكان من تصميم محمد شريف صبرى بك (باشا) عضو النادى وخال الملك فاروق، وكان الشعار مزينًا بتاج الملك وهو رمز الحكم فى الطرف الأعلى، وفى الطرف الأسفل اسم «الأهلي»، وفى الوسط النسر المحلق (هذا الطائر العملاق القوى الذى أخذ رمزًا للصحة وشعارًا للتوثب والتحفز)، وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، تم تغيير رمز الدولة من التاج إلى النسر، فتم تغيير الشعار ليكون الشعار الثانى فى تاريخ النادى وهو كلمة «النادي» فى الطرف الأعلى، و«الأهلي» فى الطرف الأسفل، وفى الوسط علامة «النسر»، ثم تم الإعلان عن الشعار الثالث فى مئوية تأسيس النادى الأهلى فى 2007، وهو الشعار الحالى وهو عبارة عن كلمة «الأهلي» فى الطرف الأعلى، و«Ahly 1907» فى الطرف الأسفل، وعلامة «النسر» فى الوسط. وبالنسبة لأرض النادي، ففى التاسع عشر من شهر يونيه 1907، تسلم الأهلى أرضه الأولى فى الجزيرة وكانت مساحتها 4 أفدنة و8 قراريط و17 سهمًا، الأرض تملكها الدولة ويستأجرها الأهلى بقرش واحد فى السنة، وبقيت الأرض بنفس المساحة حتى 21 فبراير 1921، فزيدت المساحة 3 أفدنة و21 قيراطًا و18 سهمًا، ثم زيدت المساحة مرة أخرى حتى بلغت فى الثلاثينيات 17 فدانًا و15 قيراطًا و6 أسهم. وكان أول المشروعات الكبرى فى تاريخ النادى هو ملعب كرة القدم، وبدأ كمجرد حوش ثم بدأوا يبنون حوله المدرجات من خشب، واكتمل الملعب بشكله الحالى سنة 1960، فى عهد رئيسه أحمد عبود باشا. أما ثانى المشروعات الكبيرة، فكان حمام السباحة الذى أنشئ سنة 1945، وجاءت الستينيات لتضاعف مساحة الأهلى 6 مرات، وتضاعف عدد أعضائه مائتى مرة. ثم بدأ إنشاء المقر الرئيسى والذى انتهى العمل به سنة 1967. وفى اجتماع لمجلس إدارة النادى فى 28 يونيه 1965، تحدث رئيس النادى وقتها صلاح دسوقى عن فكرة إنشاء فروع ومقار جديدة للنادى الذى بدأ يضيق بأعضائه، ولكنها بقيت فكرة غير قابلة للتنفيذ لعقبات وموانع كثيرة، حتى جاء الفريق عبدالمحسن مرتجى رئيس النادي، وتحدث لمحافظ القاهرة فى مارس 1976 عن تخصيص أرض جديدة للأهلي، وعرض المحافظ على الأهلى أرض نادى المعادى الجديدة أو أرض فضاء فى مدينة نصر، فاختار الأهلى أرض مدينة نصر، وتحول نادى المعادى الجديد إلى المركز الأوليمبي. وبدأ التخطيط لأهلى مدينة نصر فى 29 إبريل 1978، وبدأ الأهلى يدفع ثمن الأرض، أما العمل بالفعل فى الأرض الجديدة فبدأ فى 1989 فى عهد رئيسه الكابتن محمد عبده صالح الوحش، وفى نوفمبر 1993 افتتح الكابتن صالح سليم رئيس النادى المرحلة الأولى من فرع الأهلى فى مدينة نصر، ويومًا بعد يوم كبرت مساحة الأهلى حتى بلغت فى الجزيرة ومدينة نصر والمقر الصيفى فى مرسى مطروح إلى أكثر من 500 فدان، غير الأرض الجديدة التى اشتراها النادى فى 6 أكتوبر ليبنى عليها أكبر استاد لكرة القدم فى الشرق الأوسط. أول لجنة عليا (مجلس الإدارة) للنادى عام 1907 مستر ميتشل أنس (رئيسًا)، والأعضاء: عمر لطفى بك، عزيز عزت باشا، إدريس راغب بك، حسين رشدى باشا، أمين سامى باشا، على أبوالفتوح باشا، ومحمد على دلاور بك (أمينًا للصندوق)، ومحمد شريف أفندى (سكرتير النادي) مؤسسو النادي عمر لطفى بك، إدريس راغب بك (باشا)، عزيز عزت باشا، عمر سلطان بك (باشا)، عبد الخالق ثروت بك (باشا)، حسين رشدى باشا، إسماعيل سرى باشا، مستر ميتشل أنس، أمين سامى باشا، محمد محمود باشا اللجنة التنفيذية فى جلسة اللجنة العليا (مجلس الإدارة) بتاريخ 15 إبريل 1909، اقترح محمد على دلاور بك أمين صندوق النادى تعيين لجنة تنفيذية تباشر إدارة شئون النادى اليومية وتنفيذ قرارات اللجنة العليا، وكان الأعضاء الأوائل للجنة التنفيذية هم: فؤاد كمال، فؤاد أباظة، محمد شريف صبري، زكى سري، صادق عفيفي، بهجت الشوربجي، لطفى محمود، عبد الفتاح منصور، حسين صدقي، حسن على علوبة، محمد صبحى الأتربي، محمود فهمى النقراشي. وكان بداية النشاط الرياضى بالنادى فى عام 1911، واشتمل على كرة القدم، والتنس، والبلياردو، ورفع الأثقال، وألعاب القوى، والجمباز. وتكون أول فريق لكرة القدم من: أحمد فؤاد أنور (حارس المرمى والكابتن)، حسين حجازي، إبراهيم فهمي، حسين فوزي، حسين منصور، فؤاد درويش، سليمان فايق، حسنين محمد «زوبة»، عبدالفتاح طاهر، إبراهيم عثمان، محمد بكري. وكان الزى الرسمى لفرق كرة القدم للنادى هو الفانلة الحمراء والشورت الأبيض، وترجع قصة هذا اللون إلى عام 1911، فقد كانت الفانلة حمراء مقلمة طوليًا باللون الأبيض، ثم طورت الفانلة لتصبح نصفها أحمر ونصفها أبيض طوليًا أيضًا، وكان يوضع عليها بادج عبارة عن «NSC» اختصارا «ناشيونال سبورتس كلوب»، ثم أخيرًا فانلة لونها أحمر قانٍ بحروف بيضاء من لون العلم المصري، وقد كان هو العلم العثمانى (فى فترة حكم الخديوى عباس حلمى الثاني) الذى يتوسطه الهلال وفى قلب الهلال نجمة، أما لون الشورت فهو اللون الأبيض وهو لون الهلال والنجمة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة