في تصريح تاريخي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن هجمات طوفان الأقصى السابع من أكتوبر، قال :"من المهم أن ندرك بأن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، لقد تعرض الشعب الفلسطيني لاحتلال خانق على مدار 56 عاماً، ورأوا أراضيهم تلتهمها المستوطنات وتعاني العنف، خُنِقَ اقتصادُهم، ثم نزحوا عن أراضيهم، وهُدمت منازلهم، وتلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم"، وبرغم من عدول جوتيريش عن هذا التصريح، إلا أنه ما زال يعكس بعضاً من حقيقية الموقف.
ولقد سبق وحذرت المقاومة أن استمرار الاحتلال في سياسات الاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وبناء المستوطنات والسماح للمستوطنين بمهاجمة الفلسطينيين لن يمر مرور الكرام.
طوفان الأقصى
مع بداية فجر السابع من أكتوبر الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية 5 آلاف صاروخاً على إسرائيل معلنة بذلك بدء عملية طوفان الأقصى؛ لوضع حداً للإنتهاكات الإسرائيلية.
تزامناً مع ذلك، اقتحم ما يزيد عن 100 من عناصر المقاومة منطقة غلاف غزة، وقاموا بمهاجمة "فرقة غزة" المسؤولة عن حصار قطاع غزة وعمليات الإغتيال والقتل التي تنفذ بحق الفلسطينيين في القطاع.
وتمكنت المقاومة من أسر عدد من الجنود الإسرائيليين والمدنيين كورقة الضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال، ولكن قوبل ذلك بعدم اكتراث من قبل دولة الإحتلال، حيث قتل منهم مايزيد عن 50 أسيراً جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الطوفان.
وبعد 72 ساعة من انطلاق الطوفان، أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة السيطرة على حدوده مع قطاع غزة، وبدأت إسرائيل في التجهيز لعملية اجتياح بري للقطاع وذلك بتعبئة 300 ألف جندي احتياطي.
وبعد مرور شهراً على بدء العدوان على القطاع، قال مكتب الإعلام الحكومي فى غزة، اليوم، إن قطاع غزة قُصف بألف طن من المتفجرات بمتوسط 82 طناً لكل كيلومتر مربع، وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -في وقت سابق- أن حصة الفرد الواحد من المتفجرات بفعل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة تتجاوز 10 كيلوغرامات.
وأضاف المكتب الحكومي أن نحو 2% من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء هذا العدوان، إما شهداء أو جرحى، حيث يسقط جريح كل دقيقة و15 شهيد كل ساعة.
وتابع المكتب:" نصف مستشفيات قطاع غزة و62% من مراكز الرعاية الأولية خرجت عن الخدمة، 50% من الوحدات السكنية تضررت جراء القصف و10% هدمت كلياً، 33% من المدارس تضررت جراء القصف و9% خرجت عن الخدمة، 14% من مساجد قطاع غزة تضررت و5% هدمت بشكل كامل".
وإلى اليوم، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة والذين سقطوا جراء القصف العنيف والمكثف على قطاع غزة أكثر من 10 آلاف شهيداً، ونحو 27ألف جريح.
ومع دخول الصراع الشهر الثاني تكثر التساؤلات حول أين دور الأمم المتحدة من الصراع؟.. وماذا عن مسؤولية الجنائية الدولية؟.. وإلى أين وصلت إسرائيل في عملية الإجتياح البري؟
وفيما يتعلق بذلك، أوضح الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الأمم المتحدة بالتحديد مجلس الأمن يتأثر بالصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مضيفاً أننا سناشهد هذا الأمر مستقبلاً أيضاً، في ظل استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد أي مشروع قرار روسي أو يتبع لها.
وتابع في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال": "أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قرار بتوجيه دعم كامل لإسرائيل وكما يشمل هذا الدعم الإجراءات العسكرية فهو يشمل الجهود الدبلوماسية".
وعن دور الجنائية الدولية يقول: "المحكمة الجنائية الدولية تتعامل مع وقائع وإثباتات ولا تتعامل مع كلام لفظي، والوصول إلى قرار في الجنائية الدولية، يحتاج إلى فرق أممية تتواجد على الأرض تجمع الأدلة وتقدم الإثباتات على كل جريمة حرب يتم ارتكابها".
وأشار إلى أن المدعي العام لجنائية الدولية، حين قدم إلى معبر رفح وقام بإجراء مؤتمر صحفي تحدث عن ماجرى يوم السابع من أكتوبر بمنطقة غلاف غزة بإعتباره جريمة حرب، مما يعني أنه يوجه اتهام لمن قام بها وحماس.
وأضاف مطاوع، أنه حين تحدث عن الجانب الفلسطيني تحدث عن السكان المدنيين أنهم يجب أن يحصلوا على العدالة، دون توجيه أي اتهام لإسرائيل على الرغم من أنه وجه الإتهام بشكل أو بآخر فيما يتعلق بأحداث السابع من أكتوبر بمنطقة غلاف غزة.
واختتم قائلاً: "لايمكن القول بأن إسرائيل حققت نجاح فيما يتعلق بعملية الإجتياح البري أولم تحقق دون معلومات كاملة عن مايحدث على الأرض، برغم من أن وسائل الإعلام تنقل معلومات عن العملية وتستند إلى بيانات الطرفين فيما تم إنجازه، ولكن هذا يبقى وجهة نظر كل فرد على حد، فالحاسم في ذلك هو نهاية العملية البرية والنظر إلى نتائج هذه العملية على الأرض".