الأربعاء 19 مارس 2025

ثقافة

أمثال شعبية (30 – 19)| بصلة المحب خروف

  • 19-3-2025 | 10:22

أمثال شعبية

طباعة
  • بيمن خليل

تُعدّ الثقافة الشعبية من المداخل الأساسية لدراسة الشعوب، حيث تعكس الجوانب النفسية والعاطفية في حياة المجتمعات، وتعتبر الأمثال الشعبية أحد أبرز عناصر هذه الثقافة، إذ تمثل حجر الزاوية لفهم الشعوب.

والمثل هو حكمة تتجسد في كلمات مسجوعة أو غير مسجوعة، تنطوي على رمز يحمل نقدًا أو علاجًا لأحد جوانب الحياة المتنوعة. والحكمة في جوهرها قديمة، هي نتاج الروح وثمار تجربتها، تتشكل من نعم الحياة وابتلاءاتها، نادرًا ما تخلو أمة أو قبيلة من قول الحكمة في أمثال تتداولها، وقد تتجاوز هذه الأمثال حدودها إلى أمم أخرى، إذ إن النفوس البشرية، رغم اختلاف درجات تطورها، تشترك في العديد من جوانب الحياة، وقد تتسم هذه الحكمة بالرقي، لتصبح جزءًا من ثقافة الأمة ومعرفتها العميقة، ويعكس ذلك مستوى تطور الأمة ونضوجها.

خلال أيام شهر رمضان المبارك، نعرض معًا مجموعة من الأمثال الشعبية المصرية التي تناولت موضوعات حياتية يومية متنوعة.

واليوم نناقش الأمثال التي تدور حول "بصلة المحب خروف"

يحكى أن تاجرًا كان يمتلك بستانًا كبيرًا، وكان لديه بنت في غاية الجمال، أحبّت الفتاة الشاب الذي كان يعمل لدى والدها في جمع المحصول، رغم أن الشاب كان فقيرًا، إلا أنه كان شديد الذكاء والإخلاص في العمل، مما جعل التاجر يقرر تزويجهما.

وذات يوم، بينما كانت الفتاة تتجول في البستان وقت جمع المحصول، أهداها الشاب بصلة يانعة وجميلة، واعتذر لها عن عدم قدرته على إهداء شيء أفضل يليق بها، ابتسمت الفتاة، وقالت له بشدة حبها له: "بصلة المحب خروف".

من هنا انتشر المثل "بصلة المحب خروف" وأصبح يُردد في مناسبات العزائم عندما يعتذر أحدهم عن عدم كفاءة الطعام أو علو قدره، كما يُقال عندما يعتذر أحدهم عن تقصيره في هدية أو فعل ما، مشيرًا إلى أن قيمة الهدية أو الفعل تأتي من نية المحب وليس من قيمة الشيء ذاته.

يعكس هذا المثل فلسفة عميقة حول قيمة الأشياء البسيطة عندما تأتي من قلوب محبة، ليست القيمة المادية هي الأساس، بل النية والمشاعر الصادقة التي ترافق الهدايا أو الأفعال، مما يضفي عليها قيمة أكبر بكثير.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة