الخميس 20 يونيو 2024

أربع قصائد

21-2-2017 | 09:57

كاظم الحجاج

ولد عام 1942 في البصرة. نال بكالوريوس الشريعة والآداب من كلية الشريعة (جامعة بغداد 1967)، من مؤلفاته الشعرية: أخيرا تحدث شهريار (1973)، إيقاعات بصرية، غزالة الصبا، جدارية النهرين (دمشق 2011) وله دراسة أنثربولوجية بعنوان (المرأة والجنس بين الأساطير والأديان)، وأربع مسرحيات، عرضت منها ثلاث، وفازت اثنتان منها بجوائز.

الفجر

ما لم تغادر الطيور أعشـاشها ..

ما لم يخرج الفلاحون والرعاة

إلى الحقول

والعمال إلى المصانع

ما لم تمسح الأمهات نومهنَّ

ويشعلن نيرانَ المواقد

ما لم تفتح الجميلات ـ كلّ الجميلات ـ عيونهنّ

ثم يتثاءبن في وجه الكون ..

 ويبتسمن .

ما لم يحدث كلّ ذلك، في كلَّ يوم

فإن صياح الديك وحدَه

لن يصنع فجرا جديدا.

***

كابوس الشاعر

 

أعدي شــاينا الليليَّ، واختاري .

أتختارينَ غصنا يابسا

ـ بل ميتا ـ للنار ؟

أَنحرق أيَّ شي، كي ندفيء شاينا الليليَّ؟

هل نبقى ندفيء بردَنا

نبقى نُعِدّ الشايَ بالقتلى من الأشجار؟

**

أعِدي قصة شتوية للنارْ

ولا تخشَيْ، فإني شهريار دونما سيفٍ

يخوّفني خيالي، حينما يهتزّ حولَ النارْ

وأخشى من ظلام القهوةِ

المنسـيَّ في الفنجانْ

ويا لله! كم عانيتُ مِن رؤيا :

تراءى لي خروفٌ

كان مذعورا.. وكنتُ وراءه الجزّار

توسَل بيْ،

ولكنْ. كنت جزّارا ..

أيخجل من عيون خروفه الجزّارْ؟

ويا لله !

كم عانيت ـ بعدَ الصحو ـ من كفي،

لأمسـحَ وصمةَ السـكين.

**

أَعدّي شاينا الليليَّ

واختاري له نارا.. بلا حطبٍ

ألا تدرين

بأني شاعرٌ كالغصنِ

ـ بل غصن ـ

فكيفَ ـ لأجل شاي الليلِ ـ

أكـسِـر أخوتي الأغصان؟

***

أمجاد

حتى بين رصاصات الجنود

رصاصات محظوظاتٌ،

تلك التي تخطئ أهدافَها..

ورصاصاتٌ تعيساتٌ،

تلك التي ترتكب أمجاد الحروب!

***

جنوبيون

مثلَ خبزِ الأرياف

خرجنا من تنانير أمهاتنا

ساخنين..

لأجل أن نليق بفم الحياة!