الخميس 30 مايو 2024

1917 - 2017 مئوية «الحُصرى» .. أول من قرأ القرآن فى البيت الأبيض والأمم المتحدة والكونجرس

21-2-2017 | 10:39

بقلم : محمد عطية

أدرك الشيخ الجليل محمود خليل الحصرى منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهمه وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول؛ فهو يرى أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيدًا حيًا، ومن ثَمَّ يجسد مدلولها الذي ترمي إليه تلك المفردات، كما أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسئولية الملقاة على عاتقه.

حصل الشيخ الحصرى على شهادة علم القراءات لإتقانه وعذوبة صوته، وأهله ذلك للتفرغ لدراسة علوم القرآن، وتقدم إلى امتحان الإذاعة عام 1944 وكان ترتيبه الأول على المتقدمين.

كان الشيخ الحصري أول من سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وأول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، واهتم بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.

يعد الشيخ الجليل الحصري أول من رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي، وأذن لصلاة الظهر في مقر الأمم المتحدة، حيث تجلى الشيخ لمدة نصف ساعة في قراءة القرآن الكريم، حتى ملأ صوته أرجاء المكان وسط حالة من الإنصات وحبس الأنفاس سيطرت على أعضاء الكونجرس من روعة صوته وكان الشيخ الحصري وقتها مع وفد يرأسه الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر آنذاك، والتقى الوفد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في حوار تناول خطر الشيوعية، وقبل أن يلقى الإمام عبد الحليم محمود خطبته، تلا الحصري آيات من الذكر الحكيم وهو أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وأثناء زيارته الثانية لأمريكا قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته وكان أول من ابتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس جواهر لال نهرو وزعيم المسلمين بالهند ، وقام بزيارة فرنسا وأتيحت له الفرصة إلى هداية عشرة فرنسيين لدين الإسلام بعد أن سمعوا كلمات الله أثناء تلاوته للقرآن الكريم، ويعد أول من رتل القرآن الكريم في القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن ودعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفربول وشيفلد ليرتل أمام الجاليات العربية والإسلامية في كل منهما.

وعن قصة رفضه احتراف ابنته ياسمين الخيام الغناء فقد توسطت جيهان السادات فى هذا الموضوع وأخبرته عندما ذهب للرئيس السادات في منزله ليطلب منه إصدار قرار بتخفيض الضرائب على مقرئي القرآن فطلبت منه زوجة الرئيس الموافقة على احتراف ابنته وأنها لا تجد حرجا في ذلك وأنها قد بحثت مع علماء الدين ذلك الأمر ولم تجد أن صوت المرأة عورة، خاصة وأن الساحة الغنائية قد خلت بعد وفاة أم كلثوم، وأشادت بصوت ابنته وأن مستقبلا كبيرا ينتظرها، إلا أن الشيخ الحصري أصر علي الرفض، لكن ابنته لم تنصع لأمره فاحترفت الغناء بتشجيع من زوجها وأحد أخويها.

تقول ياسمين: «لقد تلاشيت لقاء والدي الشيخ الحصري عندما أصبحت فنانة ودخلت مجال الغناء، والآن علمت جيدًا أن صبره عليّ كان كصبر أيوب»!

وقداعتزلت ياسمين الخيام وارتدت الحجاب منذ عام 1990 وكرست وقتها وجهدها للأعمال الخيرية.

وقد أوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر.

وفى هذا العام يحتفل العالم الإسلامي بمرور مائة عام علي ميلاد الشيخ الجليل حيث إنه ولد في عام 1917.