المجتمع الدولى غائب عن الوعى!
الكاتبة الصحفية سناء السعيد
ظهر المجتمع الدولى غائبا عن الوعى.. مغيبا تماما أمام ما يرتكبه الكيان الصهيونى الغاصب من جرائم ضد الفلسطينيين، لا سيما بعد أن سلط هذا الكيان على قطاع غزة عمليات الإبادة الجماعية، ومضى فى تدمير مساكنهم، بالإضافة إلى فرضه حصارا جائرا عليهم منع بموجبه الغذاء والماء والدواء والوقود. وفى معرض رد الفعل بادرت الأمم المتحدة فدعت تجنب الوقوع فى براثن كارثة إنسانية، كما أن الأمين العام للأمم المتحدة حذر من أن الوضع خطير، وأضاف أن «الحروب لها قواعد». وعوضا عن ذلك قامت الولايات المتحدة والغرب المريض بدعم كامل لإسرائيل ولكل ما تقترفه من جرائم حرب على أرض غزة.
جاء الدعم الأمريكي ودعم الاتحاد الأوربي لإسرائيل كاملا شمل الدعم المعنوي والدعم السياسى والعسكرى والذى تم بمقتضاه تسليحها حتى النخاع بدءا من مدها بحاملتى طائرات وهما «فورد»، و«أيزنهاور»، وانتهاء بالقذائف والصواريخ.
الأمر الذي نسج مناخا ملائما للكيان الصهيوني كى يرتع فى المنطقة ويرتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين يتم معها تنفيذه للإبادة الجماعية. وزيادة فى الدعم الأمريكي للكيان الغاصب جاءت زيارة كل من وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن»، وزيارة وزير الدفاع «لويد أوستن» لإسرائيل ليحمل كل منهما رسالة دعم للكيان الصهيوني فى حربه الشرسة ضد الفلسطينيين.
زاد القلق الدولي بشأن مصير الفلسطينيين المدنيين فى قطاع غزة وما آل إليه الوضع، ولكن دون تحرك ملموس من جانبه لوقف ما ترتكبه إسرائيل الآثمة فى غزة، فلقد مضت فى قصف القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضى ليتم تدمير عشرات الآلاف من المبانى السكنية، والمرافق الصحية، كما ألحقت الضرر بعشرات المدارس، وأدت الغارات إلى نزوح الآلاف نحو جنوب القطاع، كما لجأ الآلاف إلى وكالة الغوث الدولية، فضلا عن كونهم يعيشون ظروفا فائقة الصعوبة وسط شح المياه والغذاء والدواء من جراء الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، وهو ما دفع المفوض السامى لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة لأن يقول إن الحصار الإسرائيلي على غزة غير قانوني بحسب القانون الدولى، وقالت منظمة العفو الدولية: ( يجب على إسرائيل أن ترفع الحصار غير القانونى وغير الإنسانى عن القطاع لا سيما بعد نفاد الوقود من محطة توليد الكهرباء).
لقد دفع تفاقم الموقف وتزايد الإصابات منظمة الصحة العالمية إلى أن تدعو إلى فتح ممر إنساني إلى المنطقة، كما أدانت وكالات الأمم المتحدة عمليات القتل الجماعى واحتجاز الكثيرين.
تزداد أعداد الشهداء الفلسطينيين يوميا فى قطاع غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة التي تأتى انتقاما لهجوم كبير ومفاجئ كان قد شنه مسلحون من حركة «حماس» وفصائل فلسطينية فى قطاع غزة المحاصر على أهداف إسرائيلية فى السابع من أكتوبر الماضى، وقال وزير الطاقة الإسرائيلى «يسرائيل كاتس» إن دولته لن تسمح بوصول الموارد الأساسية أو الإنسانية إلى غزة إلا بعد أن تفرج حركة حماس عن عشرات الأسرى والمحتجزين لديها عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضى، وأضاف «أنه لا ينبغى أن يقدم أحد العظات لإسرائيل فى الأخلاق».
فى الوقت نفسه طالب الصليب الأحمر بإطلاق سراح المحتجزين، وحذر من أن فرض إسرائيل الحصار بشكل كامل قد يحول مستشفيات غزة إلى مقبرة جماعية بسبب قطع الكهرباء. وفى نفس الوقت قالت منظمات الإغاثة: «إن المولدات فى مستشفى غزة الرئيسى ليس بها ما يكفي من الوقود إلا لأربعة أيام فقط».
الجدير بالذكر أن الحصار الجائر الذي فرضته إسرائيل على القطاع يتسبب فى نقص الغذاء والمياه النظيفة، ويؤدي إلى تراكم مياه الصرف الصحى فى بعض المناطق. ولقد أدى الحصار الذى فرضته إسرائيل إلى تعليق الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى إسرائيل حيث قررت المجموعة المالكة لشركتى الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الأيرلندية إلى إلغاء رحلاتها الجوية إلى إسرائيل لثلاثة أسابيع. وقال مدير المجموعة التنفيذى إن الخطوط الجوية ستنتظر لترى كيف ستتطور الأوضاع هناك. ولقد أعادت الشركة البريطانية إحدى طائراتها مؤخرا قبل أن تحط فى تل أبيب بوقت قليل بسبب المخاوف الأمنية.