مع تصاعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، أصبحت الحكومة الفلسطينية ودوائر الإحصاء عاجزة عن الخروج بالإحصائية النهائية والدقيقة لأعداد الشهداء والجرحى.
تطورات العدوان على غزة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنه مع تزايد أعداد الضحايا يومياً بالقطاع، لم تتمكن دوائر الإحصاء من الانتهاء من وضع إحصائية دقيقة ونهائية للشهداء والجرحى.
وتابع المكتب:"أعداد الشهداء والإصابات تزداد بالمئات في كل يوم، حتى أن دوائر الإحصاء لم تتمكن هذا اليوم من الانتهاء من وضع إحصائية نهائية ودقيقة للخسائر فيما يتعلق بأعداد الشهداء والإصابات".
وأوضح المكتب، أن القصف الإسرائيلي متواصل تجاه المنشآت المختلفة من مدارس ومؤسسات ومساجد ومقار حكومية وبنى تحتية، وغيرها من المقدرات في قطاع غزة.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي أخرج 25 مستشفى و56 مركزاً صحياً عن الخدمة تماماً، وبالتالي حرم أكثر من 2.2 مليون إنسان في قطاع غزة من تلقي الخدمة الصحية الاعتيادية.
وبين المكتب، أن عدد الوفيات داخل مستشفى الشفاء وصلت منذ بضعة أيام حتى الآن 48 حالة وفاة ما بين أطفال خدج ومرضى عناية مركزة ومرضى كلى.
وقال المكتب إن الاتصالات والإنترنت انقطعت عن قطاع غزة "بعد الساعة الثالثة من عصر الخميس 16 نوفمبر 2023، دون أن يحرك أحد ساكناً".
وجدد تحذيره من التداعيات الخطيرة المترتبة على قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، وقال إن ذلك سيعمل على إخفاء جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة.
وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية، فإن القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، خلف ما يزيد 11500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، إضافة إلى إصابة 29800 جلهم من النساء والأطفال.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنه تم رصد 70 ألف حالة عدوى تنفسية في غزة، وحذرت من انتشار الأمراض في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي أدى لسقوط ما يزيد عن 11 ألف شهيد وتدمير المرافق الحيوية وتشريد وتجويع السكان.
وأوضحت أنها تشعر بقلق بالغ من انتشار الأمراض في قطاع غزة حيث تسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ 40 يوما في تكدس السكان في الملاجئ مع نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة.
في الوقت نفسه، حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن قطاع غزة يواجه مجاعة واسعة النطاق، وأكد أن جميع سكان القطاع بحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، بسبب الحصار المفروض عليهم منذ 42 يوم.
وتابع: "إمدادات الغذاء والمياه معدومة في قطاع غزة والمساعدات التي تدخل القطاع عبر الحدود تمثل جزءا بسيطا مما هو مطلوب".
ووفق البرنامج الأممي، فإن الأغذية التي دخلت غزة لا تلبي سوى 7% من الحد الأدنى اليومي من الاحتياجات الغذائية للسكان، وحذر برنامج الأغذية من أن نقص الوقود يعرقل إيصال المساعدات الغذائية لسكان القطاع.
في غضون ذلك، حذر برنامج الأغذية في الشرق الأوسط، من أن غزة تواجه خطر الانزلاق إلى جحيم الجوع ما لم يوفر الوقود والإمدادات الغذائية على نحو سريع.
وأوضح، أن سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، أي جميع سكان غزة تقريباً، يحتاجون الآن إلى مساعدات غذائية.
ومن ناحية التطورات الميدانية، أفادت كتائب عز الدين القسام، بنقل عدداً من الأسرى الإسرائيليين لمراكز الرعاية في قطاع غزة لتلقي العلاج بسبب خطورة وضعهم الصحي وحفاظاً على حياتهم.
وأضافت أنها نقلت أسيراً إلى الرعاية المكثفة، وبعد تعافيه أُعيد لمكان احتجازه، لكنه توفي بسبب إصابته بنوبات هلع جراء القصف المتكرر حول مكان احتجازه.
ونشرت القسام مقطع فيديو يوثق مقتل الأسير الإسرائيلي بعد تلقيه العلاج، وذلك إثر نوبات الهلع.
يأتي ذلك كرد على ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود الأسرى الإسرائيليين في مستشفيات القطاع، التي كانت ذريعة لحصار واقتحام المستشفيات في شمال غزة.
وبثت القسام، مقاطع فيديو لاستهداف جنود الاحتلال في منطقة بيت حانون، وأظهر أحد المقاطع استهداف القسام لقوة من جنود للاحتلال متحصنة بأحد المنازل بقذيفة الياسين المضادة للتحصينات.
وفيما ليس بالجديد الذي يذكر، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تكثيف غاراته على قطاع غزة مستهدفاً الأحياء السكنية والمنازل المدنية، حيث شن غارات وحشية على عدد من مدن القطاع، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.