أكد عدد من كبار الكتاب الصحفيين وأساتذة الجامعات، أن الدولة المصرية لا تألو جهدا في سبيل دعم القضية الفلسطينية العادلة، وحشد جهود المجتمع الدولي من أجل مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني من سكان قطاع غزة وإيقاف العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر ضدهم منذ 7 أكتوبر الماضي.
جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت اليوم السبت في جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا بمدينة المنصورة، وشارك فيها الكاتب الصحفي الدكتور محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ رئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، والكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير جريدة الشروق، بحضور الدكتور محمد ربيع ناصر رئيس مجلس الأمناء والدكتور يحيى المشد رئيس الجامعة.
وأكد المشاركون في الندوة، أن مصر سارعت إلى تقديم كميات كبيرة من المساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني بغزة وإدخالها إلى سكان القطاع، رغم العراقيل الإسرائيلية في بداية الأمر، كما أنها تبذل جهودا مضنية مع كافة أطراف الأزمة وكذا المجتمعين العربي والدولي، من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية توقف نزيف الدم.
وشدد المشاركون في أعمال الندوة على أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية القائمة والتي تلقي بظلالها على مصر، مشيرين إلى أن المشاركة عامل قوة، وأن الاختيار الحر للمواطنين يحصن منصب رئيس الجمهورية ويمثل عامل استقرار بالغ الأهمية للدولة المصرية ومؤسساتها، ومُثمنين الدور الوطني للقوات المسلحة في حماية أمن واستقرار البلاد والدفاع عن مقدراتها.
وقال الكاتب الصحفي محمود مسلم، إن شباب مصر، أظهروا قدرا كبيرا من الوعي والمعرفة إزاء ما يشهده قطاع غزة، مشيرا إلى أنه وللمرة الأولى منذ قيام ثورة 30 يونيو يحدث هذا الاهتمام الشبابي الكبير بقضية إنسانية وسياسية كبيرة، وتظهر التحركات من أجل التبرع والمشاركة في توصيل المساعدات إلى أبناء الشعب الفلسطيني من سكان قطاع غزة. وأعرب مسلم عن استيائه الكبير للانحياز والدعم غير المحدود من جانب حكومات الدول الغربية لإسرائيل في عدوانها الغاشم واللاإنساني على سكان غزة، مشددا على أن العالم أصبح أمام أخطاء سياسية هائلة وكارثة إنسانية كبرى، وأنه في المقابل، فإن الشعوب خرجت في مختلف دول العالم شرقا وغربا، لإدانة العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد أن إنسانية الشعوب لم تمت.
وأكد أن مصر لها دور كبير في دعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة، وقدمت مساعدات ل غزة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، حتى أن نحو 80% من المساعدات التي تدخل إلى القطاع، مصرية، ومُقدمة من الحكومة المصرية والتحالف الوطني وحياة كريمة ومصر الخير وجمعية الهلال الأحمر، والعديد من مؤسسات المجتمع المدني. وأشار إلى أن الدولة المصرية لم تكتف بالعمل على تقديم المساعدات الإغاثية فحسب، وإنما اتخذت موقفا حازما، عندما رفضت إسرائيل في بداية الأمر دخول المساعدات، قوامه أنه لن يخرج أي شخص أجنبي من خلال معبر رفح إلا عند إدخال المساعدات إلى غزة، وكان لمصر ما أرادت. ولفت إلى أن مصر منذ اليوم الأول تسعى للهدنة الإنسانية، وصدر قرار من مجلس الأمن لم يتم تنفيذه، كما أن هناك لقاءات دولية مكثفة يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولقاءات لوزير الخارجية سامح شكري تتم يوميا عبر الهاتف أو لقاءات ثنائية أو مؤتمرات لصالح الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، ويتم خلالها التأكيد أن ما تفعله إسرائيل في غزة هي حرب تتجاوز إطار الدفاع عن النفس وترقى إلى مرتبة الإبادة والعمل على تصفية القضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي علاء ثابت، أهمية المشاركة الإيجابية الفاعلة لجميع أبناء الشعب المصري، لا سيما الشرائح الشبابية، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيما في ظل التحديات الدولية والإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الشعب المصري يتمتع بقدر كبير من الوعي والمعرفة، ويدرك أهمية إنجاح الاستحقاقات الدستورية المختلفة، وفي المقدمة منها الانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتا إلى أن شباب مصر أظهروا وعيا استثنائيا إزاء ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي والتفاعل معه وإدراك مخاطره.
وقال: "الانتخابات الرئاسية المقبلة، هي الحدث السياسي الأبرز، وهي الاستحقاق الثالث من نوعه، ونحن هنا نتحدث عن تحديات حقيقية، وهو ما يدفعنا إلى الوقوف أمامها والتعامل معها وتجاوزها".. مشددا على أن الشعب المصري لطالما أظهر قدرات على قهر التحديات وتجاوزها، والعبور بالدولة المصرية إلى بر الأمان والاستقرار. من جهته، شدد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، على أهمية المشاركة الفاعلة من جانب المواطنين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن المشاركة هي عامل قوة، وأن اختيار المواطن يحصن هذا المنصب بغض النظر عن الاختيار.
ودعا عماد الدين حسين الشباب إلى الحرص على التدقيق في الأخبار والأنباء المتداولة، والتأكد من صحتها ومصداقيتها، خصوصا تلك المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه يتعين على الجميع التفكير والتدبر في الأخبار المنشورة جيدا والحرص على القراءة بما يحمي عقول الشباب.
من ناحيته، ثمّن الدكتور محمد ربيع ناصر رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا، الدور الوطني المشهود للقوات المسلحة المصرية في حماية أمن مصر القومي ومقدراتها، مشيرا إلى أن عددا من دول المنطقة تأثرت أوضاعها سلبا بسبب ضعف جيوشها، في مقابل الاستعداد الدائم للجيش المصري لحماية تراب الوطن.
وأكد أن المرحلة الحالية من عمر الوطن، تقتضي تضافر الجهود من جانب الجميع، بما يمنع أعداء مصر من النيل منها، مشددا في هذا الصدد على أهمية الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي تمثل أحد أهم جوانب استقرار مصر ومؤسساتها الدستورية.