قد نلاحظ أحد طرفي الزواج استخدام سلاح الكراهية وزرعه في نفوس الأبناء لكراهية الطرف الآخر، مما يُمثل عبئاً جديداً على الصغار، من خلال إبعادهم عن الأب أو الأم طبقاً للطرف المسيطر والمتحكم فيهم، لذلك نتساءل أسباب قيام أحد طرفي الطلاق ببعد الطفل وتعمد زرع كراهيته للطرف الآخر، وكيف يؤثر ذلك على نفسية الأولاد، وما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الأبناء بعد الطلاق.

تقول الدكتور رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، أن هناك الكثير من أطراف الطلاق يتخذوا من الأبناء دروع بشرية لمشاكلهم، وذلك لأن من يصل إلي حد الطلاق هم أشخاص لم يجدوا سوى عدم التفاهم واندلاع المشاكل بينهما، فضلاً عن التدخل السلبي للأسرتين أو خيانة أحد الأطراف، في بعض الحالات، مما يجعل أحدهما يود في بناء حيلة جديدة علي حساب الآخر، ومن هنا تزداد المشاكل المتعلقة بشقه الزوجية وأحقيتها للأم والأطفال، أو نجد الأب يريد طردها هي والأبناء ليتزوج بالشقة، أو يقوم بتحجيم مصروفات الأبناء ظنا منه أن الأم ستستفيد من المال الممنوح  لأبنائه الذي يسمى "النفقة"، كما انه في حالة طلاق الخيانة، تقوم الأم بشرح سبب الانفصال والصدمة النفسية التي تعرضت لها للأطفال،  وللأسف في النهاية نجد أن أحد الأطراف يحاولون باستمالة الأبناء لهم باعتبارهم ملكيه خاصة.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن ذلك يؤثر على الأبناء بشكل كبير، حيث يصابوا بالضغط النفسي والشعور بالكراهية للأب أو الأم، ثم ينقل ذلك للآخرين، فضلاً عن تعرضه للاهتزاز القوي في ثقته بنفسه والكذب وتزييف المشاعر، وتتفاقم الأعراض في ظل غياب دور وتأثير الفهم السليم للسلوك الإنساني.

واختتمت مؤكده على ضرورة إتباع بعض الطرق المثلى للتعامل مع الأبناء بعد الطلاق، التي من أهمها:

• لابد من كبح مشاعر الغضب أمام الأولاد، لأنهم لا ذنب لهم في التمزق النفسي والمعنوي.
• لا تحاولوا تحت أي ظرف أن تسيئوا علاقة أولادكم بالطرف الآخر سواء الأب أو الأم، لأنه يمكن أن يؤذي ذلك أولادك وعلاقتك بهما على السواء.
• ساعدوا أبنائكم على إيجاد الكلمات التي تعبر عن شعورهم، من خلال السؤال عما إذا كانوا حزينين أو محبطين عندما تلاحظوا تغير مزاجهم.
• لا يجب استخدام الابن لإرسال رسائل إلى الطرف الآخر، لأن ذلك يعمق من شعوره بالخلاف بين أبويه.