الإثنين 29 ابريل 2024

في ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة إيليا أبو ماضي

إليليا أبو ماضي

ثقافة23-11-2023 | 14:43

آلاء طنطاوي

تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، الذي يعد من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين، وأحد مؤسسي الرابطة القلمية، اشتهر بفلسفته التي تطغى عليها نزعة التفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن.

ولد «أبو ماضي» في عائلة بسيطة، وترك التعليم في سن الـ11 سنة، وعندما أشتد به الفقر في لبنان هاجر إلى مصر عام 1902م بهدف التجارة مع عمه، وكان ليلًا يطالع الكتب ليتعلم النحو والإعراب والصرف.

وألتقى إيليا في مصر بأنطون الجميل الذي أنشأ مجلة «الزهور» مع أمين تقي الدين، واُعجب بذكائه وعصاميته إعجابًا شديدًا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشر أولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه اسم «تذكار الماضي»، وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر اثنان وعشرين عامًا، اعتمد أسلوب القصيدة العمودية والموضوعات التي شملتها أغلب قصائد سابقيه.

واتجه «أبو ماضي» إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فلم يسلم من مطاردة السلطات، فاضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة عام 1912م، حيث استقر أولًا في سينسيناتي بولاية أوهايو وأقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، وتغير نمطه في الكتابة بشكلٍ كبير بعد هجرته.

 ورحل إلى نيويورك عام 1916م، وتولى رئاسة تحرير «المجلة العربية» ثم تركها ليسهم في تحرير مجلة «الفتاة» التي كان يصدرها شكري البخاش، وعمل بعد ذلك في تحرير مجلة «مرآه الغرب» نجيب دياب حتى 1928م.

وشارك عام 1920م في تأسيس الرابطة الأقليمية، وهي عبارة عن جمعية أدبية قام مجموعة من الأدباء أمثال جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ونسيب عريضة وإيليا أبو ماضي بإنشائها، وضمت مجموعة أخرى من ادباء المهجر اللبنانيين والسوريين.

وأصدر «أبو ماضي» مجلة «السمير» عام 1929م، التي تعد مصدرًا أوليًا لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدرًا أساسيًا من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيرًا من إنتاجهم الأدبي شعرًا ونثرًا، واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م.

ويعد إيليا من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، وقد اشتهر بفلسفته التي تطغى عليها نزعة التفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن، ويلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران.

قال المؤرخ الأديب حنا الفاخوري في فلسفة «أبو ماضي» «وهكذا فالحياة في نظر إيليا أبي ماضي سانحة من سوانح الوجود يجدر بالإنسان أن يغتنمها منفتحا على جمالها ومستمتعا بما تقدمه من نعمة، وما توفره له من متعة».

ويعد ديوان «تذكار الماضي» أول ديوان صدر لـ«أبو ماضي» الذي صدر عام 1911م، وهو ديوان صغير نشر في مصر عام 1911م، أهداه الشاعر إلى الأمة المصرية معبرًا عن حبه لها وتعلقه بها، تناول فيه موضوعات مختلفة أبرزها الظلم عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم مهاجمًا الطغيان العثماني ضد بلاده.

وجاء في ديوان «إيليا أبو ماضي» الذي صدرعام 1918م، وطبع في مطبعة مرآة الغرب بنيويورك، الحب والتأمل والفلسفة وموضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار رومانسي حالم أحيانًا وثائرعنيف أحيانًا أخرى يكرر فيه تغنيه بجمال الطبيعة.

واشتمل ديوان «الجداول» الذي  صدر في نيويورك عن مطبعة مرآة الغرب عام 1927م، على قصائد ذاتية وإنسانية تميزت بطرافة صورها وأخيلتها، ويعد هذا الديوان مرحلة تطور وتحوّل في شعر أبي ماضي ونضجه من حيث جدّة الموضوعات، وتوازن المبنى والمعنى، والعناية بالقوافي، واستخدام الأبحر القصيرة والمجزوءة.

ويعد ديوان «الخمائل» من أكثر دواوين أبي ماضي شهرة ونجاح، صدر في نيويورك عن مطبعة مرآة الغرب عام 1940م، كما يعد امتدادًا للجداول من حيث الأسلوب والفكر والموضوعات التأملية والإنسانية، وتنويع الأوزان والقوافي، إلا أن الإلحاح فيه على الدعوة إلى التفاؤل والتمتع بالحياة أشدّ وأوضح.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa