الأربعاء 15 مايو 2024

في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. النساء والأطفال الأكثر تضررًا

الأستاذ فؤاد صفوت بنات ، ملهم شبابي في جمعية الدراسات النسوية

سيدتي29-11-2023 | 09:31

فاطمة الحسيني

يحل اليوم ذكرى اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة في 29 نوفمبر من كل عام، كفرصة للفت انتباه المجتمع العالمي وتثقيف الجمهور على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة، ولم تحل على الرغم من مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة.

 ومن منطلق تلك المناسبة التي تتماشى مع أحداث العنف والعدوان الأخيرة التي تشهدها فلسطين، نتساءل عن وضع المرأة والطفل وما شاهدوه خلال تلك الحرب الدامية، وكيف تستطيع المرأة الفلسطينية تربية أبنائها على العزيمة والصمود والولاء للوطن في ظل ما تعيشه.

ومن جهته يقول الأستاذ فؤاد صفوت بنات ، ملهم شبابي في جمعية الدراسات النسوية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال، أن التهجير القسري والنزوح في غزة، أثر بشكل سلبي على حياة المواطنين بشكل عام والمرأة والطفل على الأخص، ومن أكثر ما فعله ذلك العدوان ما يلي:

  • ترك النساء الحوامل عالقات وغير قادرات على الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة ، مما اثر ذلك بشكل سلبي على حصولهم على الرعاية الصحية المطلوبة، فضلاً عن أن كثيرات منهن تعرضوا للقتل قبل الولادة نتيجة القصف الهمجي على القطاع،  والقليل منهن تم استخراج أطفالهن أحياء وغالبيتهن استشهدن مع الأجنة.
  • هناك العديد من القصص عن نساء تم إجراء عملية ولادتهن في بيوتهن بدون طبيب، وبالتالي حدوث حالات عديدة من التلوث، نتيجة عدم وجود مستشفيات وقصفها.
  • تم إجراء عمليات جراحية قيصرية لبعض النساء بدون تخدير، في بعض المناطق وأهمها المستشفى المركزي الشفاء في قطاع غزة، بسبب منع وعدم إدخال المواد الطبية إلي الداخل.
  • بترت الكثير من الأطراف دون تخدير للنساء وللأطفال، وهناك طفل توقف قلبه من شدة الألم عند بتر احد أطرافه بعد قصف منزلهم.
  • افتقار دور المؤسسات النسوية وغير النسوية المحلية والدولية، بسبب تعرض العاملين والعاملات بهذا المجال للخطر، و عدم وجود مكان آمن للتعامل مع الحالات وقصف عدد من مقرات هذه المؤسسات في غزة.
  • بعض المؤسسات النسوية عملت بما تستطيع لتوفير خدمات إغاثة وبعض طرود الكرامة للنساء أي "مستلزمات العناية الشخصية وبعض الملابس"، وإعطائهن حبوب منع الدورة الشهرية، التي استخدمتها الكثيرات من الفتيات لعدم توفر مواد السلامة الشخصية لهن، وانقطاع المياه بشكل كامل عن بعض المناطق، مع جود نقص حاد بكل المواد الطبية بالمستشفيات والصيدليات.

وأضاف ملهم شبابي في جمعية الدراسات النسوية ، أنه هناك محاولات لبعض المؤسسات المدنية والاجتماعية التي اقترحت وضح خطط طوارئ كبيرة واسعافية للعمل بعد الحرب، ولكن في ظل الإمكانيات المادية التي تعيشها فلسطين، سيكون هناك مساهمة أقل عن ذي سابق، وأكد على ضرورة أن  تحصل النساء الحوامل على خدمات الرعاية الصحية لضمان سلامتهن وسلامة أطفالهن.

واختتم حديثه، مؤكداً على أهمية المرأة الفلسطينية التي تعتبر بمثابة قدوة لجميع النساء، ليس فقط على الصعيد العربي بل العالمي أيضاً، فعلى الرغم من وجود٦٢ أسيرة في سجون الاحتلال وأكثر من ٢٠٠ طفل، واستشهاد وفقد ما يصل لأكثر من 20 ألف شخص في قطاع غزة منهم 70 % من النساء والأطفال في الأحداث الأخيرة، إلا أن الفلسطينية ستظل هي والدة المقاومين و الشهداء والجرحى والأسرى، وهي أيضا الطبيبة والأسيرة والمعلمة مربية الأجيال، لأنها تنشئ أبنائها على الثقافة الوطنية كموروث فطري يرتبط بكل فرد فلسطيني، حيث ينضج كل طفل ولديه قناعة راسخة بداخله تعلمها من أبيه وأمه على أن حق الوطن باقي ولن يسقط بالتقادم أو مع مرور الزمن.